Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


حقائق مدفونة

حينما اسدل الليل ستائره,, معلناً نهاية ضوء وبداية الظلام,.
جلست بغرفة ليست بالكبيرة جداً وليست بالصغيرة,, تتصفح المجلات القديمة وتعبث بأزرار الكنترول,, مرة هنا ومرة هناك,, وبينما هي كذلك سمعت رنين الهاتف فاتجهت اليه بجسم متكاسل وخامل متمنية ان يقف ذلك الرنين المزعج,, رفعت السماعة,, لم تتأكد من الصوت رغم شكوكها,.
مرحباً,, من المتحدث؟
أنا,, أنا الماضي,, انا قصص جدات وفرح أطفال
ومن اين اتيت؟, وملامح الاستغراب الممزوجة بالخوف ارتسمت على وجهها الصغير.
وبلهجة من لهجات الاستغراب اجابها,, سؤال لايحتاج الى ذكاء حاد وفطنة,, لقد اتيت من الماضي,.
كانت تعلم بأنه اتى من الماضي وسيعود اليه ولم يعجبها ذلك الاسلوب الذي تلقته منه.
فسألت سؤالا مماثل لجوابه,, وما الداعي؟
لا داعي يدعو ان آتي بداع,.
بمعنى؟!
بمعنى انني لا احتاج الى دواع أو بطاقات دعوة احضر بها الى هنا,, وكأنه يلمح الى العادة السيئة والرسميات التي طغت على عصرنا الحالي .
ثارت بداخلها لهذه الاجابة المقصودة,, وقالت: ألا تعتقد أنك تتهرب من سؤالي!
انا لا أتهرب ولا اسمح لك بأن تتحدثي معي بهذه الطريقة.
اشتاطت غضباً وكيف تريدني ان اتحدث؟
تحدثي بلباقة باحترام بتودد,, ألم تعلمي بأن التودد اسهل وسيلة للوصول!
توددك هذا الذي تتحدث عنه سيكون على حساب كرامتي
اجابها بابتسامة حاول اخفاءها قدر استطاعته,.
وما المانع,, بماذا افادتك كرامتك تلك!؟
عجباً,, صدق المثل القائل خذ الناس على قدر عقولهم
لكن,, انا لست اناسا,, انا حالة,, وكأنه بذلك كسب الجولة
لايهمني من تكون,, من الآن وصاعداً لن احتاج الى محادثتك.
وكمن ندم على فعلته قال: كيف لا يهمك معرفة من اكون,, ألم يكن اول سؤال تسأليني اياه هو من المتحدث!
خاطىء,, لم اكن احدثك انت,, كنت اوجه السؤال الى المتصل.
لقد ظننت بأنني اسألك انت فأجبتني بكل حماقة العالم,.
!؟!!؟ ,, عذرا, حان الوقت لأنسحب,, عذراً
مرة اخرى
- لابأس لقد ارحتني من تلك المكالمة البائسة,.
- حقاً, - حقاً
- وداعا، - وداعاً
- جموح -
الخبر

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved