Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


رياض الفكر
التمر وجبة للأبناء في مدارسهم
سلمان بن محمد العُمري

بدأ العام الدراسي الجديد، ولكل عام افراحه وهمومه، فمن فرحتنا بدخول اطفالنا الى مدارس العلم والمعرفة، الى فرحتنا بهم وهم يكبرون خطوة خطوة ويصعدون في سلالم العلم والرقي، الى انشغالنا بمتاعبهم خلال الدراسة، ولعل من تلك المشاغل,, لابل اهمها مايواجهه اطفالنا من صعوبات مع الغذاء كماً ونوعية خلال ساعات دراستهم.
لقد رصد الزميل الاستاذ / عبدالوهاب الفايز مدير التحرير بجريدة الرياض في زاويته البقاء للقراء يوم الجمعة 30/5/1420ه، من خلال استعراضه لاتفاق وزارة المعارف مع مصانع الحليب لادخال اضافات غذائية معينة في تركيبة الحليب بشكل يناسب المدارس، وحصل ذلك بعد سنوات كانت ثمرتها ان اصبح ذلك واقعاً ملموساً.
لقد اعتبر زميلي ذلك الاتفاق المبارك سابقة ايجابية تمنى لو يحصل مثيل له مع غذاء حقيقي آخر، ألا وهو التمر ، وبهذا نحصل على النفع المطلوب والغذاء المراد ونبتعد عن مساوئ التغذية، وعن الاغذية الصناعية التي لم تجلب لأبنائنا الا الامراض والاخطار الصحية، وعدا ذلك نساعد بدعم هذا المنتج الذي تعتبر المملكة أكبر مصدر له ونرفع قيمته ونعطيه مايستحق من الدعم.
قضية التمر شعرت انني مهتم بها، ولست من تجار التمر، ولامن المزارعين، ولامن المستفيدين من ذلك، بل شعرت انها قضية صحية اجتماعية وطنية تهم افراد المجتمع ككل، وزاد من اهتمامي بها ما قرأته في مقال لأخ صديق لي هو الدكتور/ عبدالمطلب بن احمد السح استشاري امراض الاطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض، طرح فيه اهمية التمر الغذائية والصحية، وكان بدء حديثة مقولة:بيت لا تمر فيه جياع اهله هكذا قال الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم، الذي قال ايضاً: التمر قليلة دواء وكثيرة طعام.
أما من الناحية العلمية والطبية فذكر ان للتمر قيمة غذائية مرتفعة لايجاريه فيها غذاء، وهو أقل الثمار عرضة للتلف والتلوث بسبب طبيعته المميزة، وهو ايضاً يحتوي على مواد سكرية يمتصها جسم الانسان بسرعة، وكثير من هذا السكريات على شكل غلوكوز، وهو منبع الطاقة الأساسي في البدن، ويصل الدم والكبد سريعاً فتعم الحيوية في الجسم.
ان السكريات تدخل في بناء الخلايا وفي الاضداد التي تعين المناعة، كما يحتوي التمر على الماء والاحماض الامينية التي تدخل في بناء مكونات الجسم ويحتوي على الدهون المفيدة ايضاً، كما انه يحتوي على الفيتامين (أ) الذي يقوي البصر ويتدخل بتطور العظام والأسنان، ويمنح الجسم نمواً، والجلد نضارة.
كما يحتوي التمر على مجموعة من فيتامينات (ب) التي تدخل في الأعصاب ولها علاقة بالنمو والنضارة، ويحتوي التمر كذلك على فيتامين (ج) الذي يحمي من النزيف ويحسن شفاء الجروح ويفيد اللثة، كما يحتوي فيتاميناً يقي من فقر الدم، وهذه ليست كل فيتاميناته ففيه المزيد.
ويضيف د, السح في مقالته قائلاً: التمر ايضاً يحوي مادة المغنزيوم وهي مادة مهدئة للأعصاب وتدخل ببناء العظم والأسنان، ولها علاقة بالعضلات وتدخل بتكوين خلايا الجسم، ويحتوي التمر على البوتاسيوم المهدئ لذلك والذي يساهم بعمل العضلات والنقل العصبي ويتدخل بنظم القلب، ويحتوي الكلس وهو عمود العظام والأسنان والحفاظ من التشنجات - باذن الله - وصديق العضلات والمساعد في تخثر الدم، والذي يتدخل بعمل القلب وانتاج الحليب.
والتمر يحتوي الفلور وثيق الصلة بالاسنان والعظام، ويحتوي الزنك الذي يدخل بتركيب عناصر جوهرية للجسم، ويساعد في النمو وحماية الجلد وشفاء الجروح ويصون المناعة، ويحتوي النحاس المعاكس لنوع من فقر الدم ولنقص النمو، وعنصر الكبريت الذي يوجد في التمر يدخل في تركيب بروتينات الخلايا والعديد من سوائل البدن، كما يحتوي على الفسفور شريك الكلس في العظام والاسنان، والذي يساهم ببناء الخلايا، وهو مفتاح عمليات الطاقة في الجسم، والمدخل لنقل الرسائل العصبية.
ان التمر يخفف من استثارة الانسان، ويهدئ السعال، وبه مواد تجلب الراحة، وهو خفيف على جهاز الهضم، ويخفف القيء، وينظم التغوط فلا امساك ولا اسهال، ويعوض الاملاح والفلوكوز في التهابات المعدة الأمعاء كما أنه يقتل الديدان ويساعد بوظيفة السمع، ويحمي جدران الأوعية الدموية ويدر البول، وهو عدو للحصيات البولية، ويقلل من أمراض الكلى والمرارة والنقرس.
وأكثر من هذا فان التمر يبعد العصبية والنرفزة، ويريح الأعصاب المتعبة، ويهدئ الطفل كثير الحركة؛ مما يجعل هذا الغذاء العظيم مناسباً لأبنائنا في اختباراتهم، ومعيناً لهم على التركيز والمذاكرة وزيادة التحصيل.
واذا اخذنا ماذكره الدكتور عبدالمطلب من الناحية الطبية والعلمية لوجدنا ان كل جملة ذكرها بحق التمر هي جملة نافعة لأبنائنا في مدارسهم ودروسهم؛ لابل في حياتهم، فنموهم مطلوب، وتكامل بنيانهم العظمي هو الهدف، والحصول على أسنان ناصعة البياض مكتملة الجمال شيء مهم، وسمعهم وبصرهم اساسي في الحياة، وابعاد شبح الامراض عنهم هو غاية مأمولة والكثير الكثير مما يستحقة اطفالنا ونستطيع ان نؤمنه لهم بالتمر.
وبعد هذا وذاك ألا يستحق التمر ذلك الثمر المبارك أن نجعل منه وجبة سائغة ومحترمة لأبنائنا في مدارسنا، وبهذا نعود لجذورنا وأصولنا وعاداتنا التي تستحق منا كل الرعاية، تباً لمصانع الوجبات السريعة لما جلبته لنا ولأبنائنا من امراض وبدانة وضعف جسمي واضطرابات بدنية عديدة، وتباً للمصانع التي تقذف الينا بمصائبها الملونة وذات الاغلفة البراقة والتي اصبحت لاتعد ولاتحصى وجعلتنا نعيش في هموم نحن في غنى عنها.
ثمرة مثل التمر ارادها الرسول صلى الله عليه وسلم ان تكون في كل بيت من بيوتنا جديرة بأن تكون اساسية في بيت الطفل الثاني المدرسة ، وطفل غالٍ على قلوبنا لجدير بأن نعطيه من التمر افضله ومن الطعام أطيبه.
لقد اردت من خلال عرضي هذا وضع التمر على بساط البحث الجدي، لأن النفع يطال الجميع من التلميذ في صفه، الى الاهل والمجتمع ككل وحتى الدولة ستنتفع - باذن الله - من هذا المشروع الطيب, والله من وراء القصد,

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved