Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


في مواجهة مفاسد الحضارة الغربية وشرورها
مركز التوحيد في أمستردام منارة إشعاع وهداية لمائة ألف مسلم
أئمة المساجد والدعاة والآباء في هولندا عاجزون عن تربية الأبناء إسلامياً

* أمستردام- تقرير خاص بالجزيرة
يتعرض شباب المسلمين من أبناء الأقليات المسلمة المقيمة في ديار الغرب إلى العديد من الأخطار التي تهدد دينه وعقيدته وإسلامه.
وأوضح تقرير صادر عن مركز التوحيد في أمستردام بهولندا، أن المسلمين في تلك العاصمة الغربية
- البالغ تعداد سكانها قرابة المليون نسمة- يبلغ تعدادهم حوالي100,000 مسلم ومسلمة من مختلف الجنسيات، وأن الأسرة المسلمة في هذه البلاد تقع تحت أسر القانون العلماني الجاهلي بكل أبعاده، كما أن أعضاء الأسرة وخصوصاً الأبناء من الناشئة والشباب يواجهون مفاسد الحضارة الغربية وشرورها.
وقد ألقى التقرير الضوء على بعض من هذه المفاسد، التي أشار في صددها أنه يبذل جهداً ظاهراً للعلاج والإصلاح منذ تأسيسه عام 1987م، رغم ضعف الإمكانات المتيسرة لدى المؤسسة التابع لها المركز.
فهناك أندية الشباب التي ترعاها السلطة المحلية وهي تقدم للشباب- باسم الترفيه والتسلية- المفاسد، من افلام عهر واختلاط بين الجنسين، إلى زراعة جراثيم الاباحية والتحلل من القيم والأخلاق، وبما يفسد عقول الشباب.
وهناك أيضاً الملاجىء الحكومية التي تفسد دور الأسرة في السيطرة على الأبناء ذكوراً وإناثاً، وهي توفر للشباب- إذا ضاق بجو البيت أو تضايق من ضغط الأبوين- مكاناً للطعام والشراب واللباس و,,.
ونبه التقرير إلى أن ضياع الشباب وسط هذا الجو المتحلل وتحت ضغط هذه المؤثرات والموبقات، من نساء ومسكرات ومخدرات وميسر,,، وهي مزروعة في كل مكان يتحرك فيه الإنسان إلا داخل المنزل أو المسجد فقط.
ويؤكد التقرير أن الكثير من الآباء بعيدون عن التعلم وعاجزون عن رعاية الأبناء وتربيتهم، كما أن كثيراً من أئمة المساجد- الذين يفترض فيهم أن يكونوا هداة ودعاة للخير والفضيلة- بعيدون عن فقه الحلال والحرام، كما هم بعيدون عن الاهتمام الجاد بمشاكل المسلم من حيث تفهمها والقدرة على التعامل معها، سواء من الناحية المادية أو المعنوية أو العلمية.
مناشط دعوية
ثم تطرق التقرير إلى المناشط التوعوية والدعوية والتعليمية، التي يضطلع بها المركز في خدمة العمل الإسلامي، وهي مناشط داخلية وأخرى خارجية.
فعلى المستوى الداخلي تقوم المؤسسة من خلال لجنتها الثقافية بتنظيم اللقاء الشهري وهو عبارة عن محاضرات وندوات يشارك فيها الدعاة الذين تستدعيهم اللجنة، ويتم خلالها طرح المشكلات التي تهم المسلمين وعرض سبل حلها، كما يتم عقداللقاء العلمي بمعدل مرة كل شهر ويستمر لمدة يومين وهو لقاء خاص بطلبة العلم، حيث يتم تقديم مواد علمية في أصول الفقه ومنهج أهل السنة والجماعة، وفي العقيدة والسيرة، وكذلك يتم إلقاء بعض الدروس العامة في التفسير والعقيدة والفقه وتعطى لعامة المصلين بمعدل ثلاث مرات في الاسبوع.
أما الجلسات الأسبوعية وهي جلسات علمية تتناول الفقه والتوحيد والتفسير وحفظ وتجويد أجزاء من القرآن الكريم، والحديث الشريف، والعلوم الشرعية، والنحو، وهي تضم عدة مستويات تعليمية لمراحل متدرجة لتأهيل الدعاة، وتتم بمعدل خمس جلسات في الأسبوع، كما يستقبل المركز وفود غير المسلمين بالمسجد لتعريفهم بالإسلام ومحاسنه، كما يعمل على نشر أخبار العالم الإسلامي من خلال مجلة الحائط في المسجد.
وعن النشاط الدعوي خارج المسجد أفاد التقرير بأن دعاة المركز يقومون بتوعية الشباب من أبناء الجاليات المسلمة، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وخطب الجمعة، وإلقاء الدروس والمحاضرات في المساجد المنتشرة في داخل وخارج أمستردام، ويشارك مسجد التوحيد أيضاً في الأنشطة الهادفة التي تقيمها المراكز الإسلامية الأخرى مثل مركز الفرقان الثقافي في أيندهوفن بهولندا.
وفي مجال توزيع الإصدارات الإسلامية تساهم مؤسسة مسجد التوحيد- من خلال مكتبة المسجد- بتقديم الكتاب والشريط الإسلامي للمسلمين، كما تعمل المؤسسة على إصدار وتوزيع النشرات العلمية باللغتين العربية والهولندية، لتعريف المسلمين وغيرهم بمحاسن الإسلام وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض الناس، وكذلك قامت الأخوات المسلمات بترجمة بعض الكتب من الانجليزية والعربية إلى الهولندية.
نشاط نسائي وتعليمي
وأورد التقرير في نفس السياق أن المركز ينظم لقاءات شهرية وأسبوعية للنساء الهولنديات والعربيات، وهي لقاءات تلقى فيها محاضرات ودروس علمية وشرعية ودعوية منهجية، ويستفيد منها النساء في مدن أمستردام واندهوفن ودنهاخ وروتردام وألميرة، ويقوم قسم النساء بالمسجد بإصدار مجلة شهرية باللغة الهولندية تحت مسمىمجلة التوحيد ، وهي تلقى رواجاً وإقبالاً منذ صدورها عام 1991م وحتى الآن.
وذكر التقرير أن المركز يهتم ايضاً بتعليم الأطفال، حيث تقوم مدرسة التوحيد الابتدائية بتدريس مناهج إسلامية يومي العطلة الأسبوعية من خلال معلمين متطوعين، وتضم المدرسة ثمانية فصول تعليمية بها حوالي 200 طالب من الجنسين، ويوجد أيضاً فصل للمرحلة الإعداديةالمتوسطة ، وتشرف المؤسسة أيضاً على مدرسة الصديق الإسلامية وهي مدرسة ابتدائية معترف بها من قبل الحكومة الهولندية، وتضم حوالي 500 طفل موزعين على مبنيين أحدهما للبنين والآخر للبنات، وتقوم بعض الأخوات بتعليم البنات في هذه المدرسة.
ومما يذكر أن جهود الأخوات في مجال الدعوة إلى الله في صفوف غير المسلمات الهولنديات، قد أثمرت عن دخول عدد كبير منهن في الدين الإسلامي، والتزمن بمنهج اهل السنة التزاماً تاماً وصحيحاً.
نشاط اجتماعي
وفي مجال الأنشطة الاجتماعية تقوم مؤسسة مسجد التوحيد بالعديد من المناشط في صفوف المسلمين، منها: زيارة المرضى والمساجين ومعسكرات اللاجئين المسلمين، لتقديم المساعدات المختلفة والتخفيف عنهم، وتوزيع الكتب والشرائط الإسلامية عليهم، كما تعمل المؤسسة على حل المشاكل والخلافات داخل الأسرة المسلمة بأسلم الطرق، حفاظاً على التماسك والترابط الأسري للمجتمع المسلم، مع إجراء عقود الزواج وتبصير الراغبين في الزواج بأحكام العقد وشروطه وفقاً للشريعة الإسلامية الصحيحة، وإقامة ولائم الزواج والعقائق، والاحتفال بالأعياد الرسمية مثل: شهر رمضان وعيد الفطر المبارك، وعيد الأضحى، بالإضافة إلى قيام المؤسسة بتكفين وتجهيز الموتى من المسلمين، وتسهيل إجراءات الدفن أو النقل والترحيل إلى بلد الميت إذا رغب أهله في ذلك، وعلى الصعيد الرياضي تقوم المؤسسة بتنظيم بعض المناشط الرياضية للشباب، مثل:
الرحلات، وإقامة مباريات كرة القدم، والسباحة، والكاراتيه وغيرها قدر الإمكان.
رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved