Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


نقاط فوق الحروف
امسك عليك هذه

نعم أيها الحبيب امسك عليك هذه الجارحة الخطيرة الا وهي جارحة اللسان حيث يقول الله تعالى: ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد{, الآية سورة ق.
ان للسان خطورة عظمى اذ به يسلم الانسان في الدنيا والآخرة وبه يعطب وبه يقدم وبه يؤخر ولا نبالغ اذا قلنا ان غالبية قواعد التعامل مع الاخرين متعلقة باللسان، لذا ينبغي للمسلم ان يدرك اهمية اللسان وان يسخر هذا العضو لكسب قلوب الاخرين والتأثير عليهم وقبل هذا وذاك ينبغي ان يعي انه محاسب على ما يتفوه به اللسان ومؤاخذ على ذلك عند الله تعالى.
اخي الباغي للخير اسع لما يكون فيه نجاتك من النار والفوز بالجنة, عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (اتدرون ما الغيبة؟ قالوا: الله ورسوله اعلم، قال: ذكرك اخاك بما يكره، قيل: أفرأيت ان كان في اخي ما أقول؟ قال: ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وان لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) اخرجه مسلم.
وعلى ذلك بين لنا الشيخ الامام شيخ الاسلام ابن تيمية بعض الامثلة على ذلك:
1) فمن الناس من يغتاب موافقة لجلسائه واصحابه وعشائره مع علمه ان المغتاب بريء مما يقول او فيه بعض ما يقولون، لكن يرى انه لو انكر عليهم قطع المجلس واستثقله اهل المجلس ونفروا عنه فيرى موافقتهم من حسن المعاشرة وطيب المصاحبة وقد يغضبون فيغضب لغضبهم فيخوض معهم.
2) ومنهم من يخرج الغيبة في قوالب شتى, تارة في قالب ديانة وصلاح فيقول: ليس لي عادة ان اذكر احدا الا بخير ولا احب الغيبة ولا الكذب وانما اخبركم بأحواله.
ويقول: والله انه مسكين او رجل جيد ولكن كيت وكيت وربما يقول: دعونا منه، الله يغفر لنا وله، وانما يقصد استنقاصه وهضما لجنابه, ويخرجون الغيبة في قوالب صلاح وديانة يخادعون الله بذلك كما يخادعون مخلوقا وقد رأينا منهم ألوانا كثيرة من هذا واشباهه.
3) ومنهم من يرفع غيره رياء فيرفع نفسه فيقول: لو دعوت البارحة في صلاتي لفلان لما بلغني عنه كيت وكيت ليرفع نفسه ويضعه عند من يعتقده، او يقول: فلان بليد الذهن قليل الفهم وقصده مدح نفسه واثبات معرفته وانه افضل منه.
4) ومنهم من يحمله الحسد على الغيبة فيجمع بين امرين قبيحين: الغيبة والحسد,
واذا اثنى على شخص ازال ذلك عنه بما استطاع من تنقصه في قالب دين وصلاح او قالب حسد وفجور ليسقط ذلك عنه.
5) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب سخرية ولعب ليضحك غيره باستهزائه ومحاكاته واستصغار المستهزأ به.
6) ومنهم من يخرج الغيبة في قالب التعجب فيقول: تعجبت من فلان كيف لا يفعل كيت وكيت؟! ومن فلان كيف وقع منه كيت وكيت وكيف فعل كيت وكيت فيخرج اسمه من معرض تعجبه.
7) ومنهم من يخرج الاغتمام فيقول: مسكين فلان غمني ما جرى له وما تم به ، فيظن من يسمعه انه يغتم له ويتأسف وقلبه على التشفي به ولو قدر لزاد على ما به وربما يذكره عند اعدائه ليتشفوا به وهذا وغيره من اعظم امراض القلوب والمخادعات لله ولخلقه.
8) ومنهم من يظهر الغيبة في قالب غضب وانكار منكر فيظهر في هذا الباب اشياء من زخارف القول وقصده غير ما اظهر.
والله المستعان انتهى كلامه رحمه الله.
عبدالرحمن المحمد الغليقة
مركز هيئة المربع

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved