* لقد اصبحت أكره نجاح زوجي في عمله، فهو يأخذه مني ومن أبنائه حتى أننا نكاد لا نراه إلا لدقائق قليلة خلال اليوم، وحتى عطلة نهاية الأسبوع يعمل بها، إنني وأبنائي محرومون من الجلوس الى أبيهم والاحساس بحنانه والتحدث اليه، محرومون من الخروج للتنزه أو زيارة الأهل كغيرنا، والأغرب من ذلك أنه مع حلول الاجازة الصيفية فقد اعتذر- بحجة العمل أيضا- عن امكانية الحصول على اجازته السنوية أو جزء منها لنسافر الى أي مكان وتعويض ذلك الحرمان الذي نعاني منه طوال العام,, بالله يا شيخنا قل شيئا لهذا الزوج؟ أو قل لي ماذا أفعل؟ أليس من حقنا عليه ان يستقطع من وقت عمله جزءا لي ولأبنائه.
- لاشك أنه كما جاء في الحديث، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:إن عليك لأهلك حقا وإن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه ، وهذا الزوج، وهذا الأب كما وصفت لاشك أنه لم يعط الحق للزوجة، ولم يعط الحق للأولاد، وهذا أمر لا يجوز بل عليه ان يعطي زوجته حقها وأولاده حقهم، وهذا أمر واجب ليس أمرا مستحبا ولا مسنونا ولا من فضائل الأعمال بل هذا واجب ونصيحتي له ان يتوب الى الله وان يؤدي العمل في وقت العمل، والراحة في وقت الراحة، والاجازة في وقت الاجازة، وأن يكون مع أهله، فإن هذا الصنف من الرجال كثير فبعضهم منهمك في العمل، وبعضهم مرتبط بأصدقائه وشلته، وبعضهم مشغول بالسفر ويترك الزوجة والأولاد، وهذا لاشك خطأ، وان حق الأولاد عظيم، وحق الزوجة ايضا واجب أداؤه، فعلى زوجك وأمثاله التوبة الى الله جل وعلا والانصاف، واعطاء كل ذي حق حقه، وعليك أنتِ أيضا الصبر، ودعاء الله عزوجل ان يهدي زوجك.