Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


فاعتبروا ياأولى الأبصار
الإسلام يشرق في كمبوديا
الشيخ/ عبدالرحمن بن سعد الزير*

تعتبر كمبوديا من البلاد الصغيرة الواقعة في جنوب شرق آسيا، ويبلغ عدد سكانها أحد عشر مليونا تقريبا ولا يتجاوز عدد المسلمين منهم 350 ألفا حسب الاحصاءات الرسمية، وقد قتل من المسلمين أكثر من نصف مليون شخص أثناء ثورة -بول بوت الشيوعية- وشرد عدد كبير منهم الى البلاد المجاورة مثل تايلاند وفيتنام وماليزيا وغيرها من الدول.
والديانة الرسمية هي البوذية الوثنية وتعيش كمبوديا حالة من الفقر والجهل والمرض بعد ان قضى الاستعمار على جميع المقومات الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، وعاشت في حالة من الفوضى والحروب الأهلية التي نتج عنها ارتفاع نسبة الجريمة وتدمير البنية الأساسية للبلاد.
أما عن حالة المسلمين الذين يعيشون في إقليم -تشامبا- في شمال البلاد الذي يجاورهم فيه اخوانهم المسلمين في فيتنام فهم في وضع صعب للغاية، فقد هدم الشيوعيون معظم المساجد والمدارس الإسلامية وحرقوا الكتب والمصاحف ومنعوا تداولها ودخولها للبلاد وقتلوا أئمة المساجد وأساتذة اللغة العربية وعلوم الدين الحنيف، وقضوا على كل ما يمت للدين بصلة.
وبعد خروج الشيوعيين بدأ المسلمون في التجمع مرة أخرى والبحث عن هويتهم ودينهم وتراثهم وحاولوا تعليم أبنائهم مبادىء الاسلام مع قصر ذات اليد، كما ارسلوا ابناءهم الى بعض البلاد الاسلامية وبخاصة الى المملكة العربية السعودية في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة لمواصلة تعليمهم هناك حيث يوجد مالا يقل عن ثمانين طالبا كمبوديا يدرسون في تلك الجامعة المباركة.
كما نشط المسلمون في الفترة القصيرة الماضية الى مزاولة نشاطهم السياسي حتى اثبتوا وجودهم في الحكومة الجديدة التي اعلنت مؤخرا بعد توحيد رئاستها في شخص واحد هو -هونسين- وقد كانت تدار برئيسين للوزراء في أغرب نظام عرفه العالم في هذا المجال, فمن المناصب التي حصل عليها المسلمون على سبيل المثال:
1- نائب رئيس الوزراء ووزير التعليم.
2- نائب وزير النقل والمواصلات.
3- اثنان من نواب وزير الأديان.
4- اثنان من أعضاء مجلس الشيوخ.
5- نائب رئيس مكتب رئاسة الوزراء.
6- ستة من أعضاء البرلمان.
وهذا بلاشك مؤشر قوي لحضور المسلمين الذين لا تتجاوز نسبتهم 6% بالنسبة لعدد السكان وهو مبشر بمستقبل زاهر للاسلام والمسلمين هناك، حيث يحظى المسلمون بثقة الناس والحكومة على السواء.
أذكر على سبيل المثال اثناء زيارتي لكمبوديا أن رئيس الوزراء هونسين يذكر بكل فخر واعجاب موقف المسلمين منه ومناصرتهم له منذ ان كان صغيرا وحين فقد احدى عينيه احتضنه المسلمون وحموه فحفظ ذلك الجميل لهم، كما انه يذكر بكل تقدير واحترام اسماء بعض قيادتهم مثل الشيخ محمد علي عبدالرحمن وهو ضابط متقاعد وعضو برلمان حالي.
قال ذات يوم وهو يفتتح احدى المدارس الاسلامية مخاطبا الطلاب المسلمين ان الاسلام من السعودية وهذه المدرسة من السعودية فإذا انتم تأخذون الشيء من أصله، ثم أضاف أنا أعرف ان هناك بعض الخلافات بين المسلمين وكل الأديان فيها خلافات، كما قال للطلاب: أنتم أيها المسلمون قد فُتح لكم الآن مجال للعلم فلا عذر لكم في ذلك،وأرجو ان أرى أحدكم قريبا يعمل مترجما شخصيا لي بعد تخرجه من هذه المدرسة، وقد نالت تلك المؤسسة التعليمية ومثيلاتها كل التسهيلات اللازمة.
وقد عاد المسلمون الى مدارسهم ومساجدهم ووصلتهم المصاحف الشريفة والكتب الاسلامية وبدأوا في الوصول الى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج، وارتبطوا باخوانهم المسلمين عبر بعض الجمعيات والمؤسسات الاسلامية التي نشطت في الدعوة الى الله تعالى,
فانظر -أخي الكريم- كيف سخر الله عزوجل مثل هذا الرجل لنصرة دينه والذود عنه، ولعل هذا مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر أو الرجل الكافر رواه البخاري ومسلم, فاعتبروا يا أولي الأبصار.
* كوالالمبور- ماليزيا

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved