Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


من وحي المنبر
الحث على استعمال الجوارح في طاعة الله
الشيخ الدكتور/صالح بن عبد الرحمن الأطرم *

الحمد لله السميع البصير الحي القيوم، العليم القدير، أحمده سبحانه فهو ذو القوة المتين وأشكره على نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة، وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له أنعم بالسمع على ابن آدم ليسمع به كلام الله وما ينفعه والبصر ليبصر آيات ربه ومخلوقاته الدالة على عظمته وقدرته والفؤاد ليعقل به أوامره ونواهيه، ويتفكر به في مخلوقاته فهو القائل: (قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون), وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد المرسلين وإمام المتقين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه وجميع أتباعه السامعين الطائعين اللاجئين الى رب العالمين.
أما بعد:
فيا أيها الناس: اتقوا الله تعالى، واتقوا يوما يجمعكم فيه، ذلك يوم التغابن، وحينئذ لا ينفع المفرط ندمه، ولا تمنيه الرجعة ليعمل صالحا (كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون).
عباد الله: ان من تقوى الله التزام فعل أوامره واجتناب منهياته رجاء ثوابه وخوفا من عقابه فإن الله جلّ وعلا ارسل رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم ليبين لنا طريق الجنة فيسلكه من رغب فيها ووفقه الله لذلك، كما بين لنا طريق النار فيحذر سلوكه من يخافها، والرسول صلى الله عليه وسلم حريص كل الحرص على تحذيرنا من النار.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد ناراً فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب اللائي يقعن في النار وجعل يحجزهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، قال: فذلك مثلي ومثلكم أنا آخذ بحجزكم عن النار هلموا عن النار فتغلبوني وتقتحمون فيها) أخرجاه من حديث عبدالرازق.
فاحذروا الإعراض عن امر رسول الله والميل عن سنته، فمن أعرض ومال عن هديه فقد غلب رسوله الى النار، ومن أخذ بهديه كان ممن أخذ الرسول بحجزه وزحزحه عن النار، فاصبح رفيقا لنبيه في الجنة فالله تبارك وتعالى قد حذر من مخالفة أمر رسوله، وتوعد بالعقاب على المخالفة فدل هذا على تحريم مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من خالفه فقد عرض نفسه للعقوبات التي قد تكون في الدنيا كالقتل والحد والسجن والإصابة في النفس والمال والولد، وقد تكون في الآخرة إن سلم منها في الدنيا بالعذاب الأليم، ثم ان كانت المخالفة فردية خفية فعقوبتها تخصه، وإن كانت ظاهرة واضحة جماعية فقد تكون العقوبة عامة بقحط وجدب او زلزال او ريح تهلك الحرث والنسل، او مرض او وباء يعم الجميع او سلطان جائر، وأعظم عقوبة يجب ان يخافها المخالف لرسول الله الطبع على القلب واسوداده، في ظلمة المعاصي فيرى المنكر معروفا ويرى المعروف منكرا فيشرك ولا يدري أنه مشرك ويعصي ولا يدري أنه يعصي، ويبتدع ولا يدري أنه مبتدع, فهذه أعظم عقوبة، إذا انعكس القلب وانقلب الفؤاد والبصر كأنه لم يؤمن بالقرآن والرسول أول مرة فهذا يذره الله في طغيانه ويخوض ويلعب حتى يومه الموعود.
فاتقوا الله أيها المسلمون واشكروا نعم الله عليكم ولا تحركوا جوارحكم الا في طاعة الله وشكر نعمه.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم), بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب.
فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
* عضو هيئة كبار العلماء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved