Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


رأي الجزيرة
الرئيس المعلم

جاء انتخاب الزعيم الاسلامي عبد الرحمن وحيد الذي اجمع المراقبون على وصفه بالمعتدل ويلقب في بلاده بمعلم الشعب جاء انتخابه رئيساً لجمهورية اندونيسيا الاسلامية انتصاراً باهراً لارادة الشعب المسلم الذي واجه وواجهت بلاده محنة اقتصادية ومعيشية وسياسية ودينية وضعته ووضعت ارادته وايمانه بعقيدته ودينه على محك اختبار دقيق كان الفشل فيه كفيلاً بحدوث انعطاف خطير جداً في تاريخ الدولة التي كانت في طليعة النمور الاقتصادية السبعة في آسيا.
وبالرغم من الضغوط التي احاطت باندونيسيا وشعبها منذ الأزمة الاقتصادية التي انهارت بسببها قيمة الروبية، وتفاقمت ازمة اسعار المواد التموينية وعانى الشعب ضائقة معيشية ما زالت آثارها الى اليوم فان الشعب الاندونيسي المسلم لم يفقد وعيه بكل المخاطر التي ستكون اسوأ مما عانى في المرحلة السابقة اذا ما اهتز ايمانه بعقيدته وتأثر بالحملات الاعلامية الدعائية التي حاولت صرفه عن منهجه الاسلامي في الحياة باختيار رئيس لا يعبر عن هذا المنهج فكراً وممارسة.
ونجح الشعب الاندونيسي في اختيار الارادة واختار اكبر زعيم اسلامي في البلاد تعبيراً عن ايمانه بدينه وتمسكه بعقيدته وثقته في رئيسه المنتخب مع العلم بانها المرة الاولى في تاريخه الحديث المعاصر التي يمارس فيها الشعب الاندونيسي عملية الانتخابات الديمقراطية لانتخاب رئيس وذلك بعد اربعة عقود مضت عليه منذ الاستقلال.
وبالرغم من الهرج الذي اعقب فوز الرئيس عبد الرحمن، كرد فعل من جانب مؤيدي منافسته الا ان روح الوحدة الوطنية غلبت في الجانبين المنتصر والخاسر حين توجه كل من الرئيس ومنافسته ميغاواتي الى مؤيديهما داعين للهدوء ووقف اعمال العنف.
ويتطلع الجميع الآن داخل اندونيسيا وعلى صعيد العالم الاسلامي، والمجتمع الدولي الى الرئيس عبد الرحمن لكي يجتاز بحكمته وحنكته الآثار السلبية للمحن التي واجهها وما زال يواجهها شعبه وتهدد امن بلاده ووحدتها تراباً وأهلاً.
ولعل ما يدعو للتفاؤل بنجاح الرئيس في مهمته على صعوبتها ان اغلب ردود الفعل الاقليمية والدولية جاءت مرحبة بفوزه ومؤيدة ومشجعة له فيما سيبذل من جهود لاعادة الأمن والسلام والاستقرار لبلاده، واستئناف مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية لخير شعبه.
ان اندونيسيا دولة اسلامية غير عادية لا من حيث تعداد السكان، او من حيث المساحة او من حيث التطور التقني في الصناعة والموارد التي تتيح لها بناء اقتصاد قوي ولهذا فان العالم الاسلامي والمجتمع الدولي برمته يتطلع للتعاون المثمر مع الحكومة الجديدة التي يقودها الرئيس المنتخب حتى يحقق آمال شعبه في الرخاء والرفاهية وفي الأمن والسلام.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved