لا نختلف بأن العالم يعيش حاليا حالة من التغيير شبه الجذري لمفاهيم كثيرة، وبطريقة اكثر ديناميكية وسرعة مما كانت عليه مراحل التحول خلال عقود قليلة مضت، وهذه الانسيابية ادت الى مخرجات تبدو جميلة ومقنعة رغم تداعياتها الجانبية التي ربما اضرت بمسار بعض المجتمعات غير المتوافقة معها، ولكن لا يمكن بأي حال وصف ما حدث ويحدث وسيحدث ب الكارثة ومنح الروح الانهزامية تفويضا مطلقا لاجترار مواقف الاحباط والشعور بالدونية وتفوق الآخر غير القابل للمافسة او مجرد التفكير فيها؟ فلقد وفرنا مثلا فرص التعليم والابتعاث لشباب هم الآن مؤهلون تماما ولا تنقصهم الخبرة والدراية مقارنة بنظرائهم الغربيين او حتى العرب الذين اصبح خروجهم علينا ليحللوا ويقيموا ويستنتجوا نيابة عنا في كل شاردة وواردة وجبة شبه يومية خالية من الدسم والملح وكأننا نمارس حمية ذهنية مرضية قد تؤدي بنا في النهاية الى الهزال وفقر الدم ثم تعطل وظائف الاعضاء فالموت,!!,, ولو اننا تناولنا القضية بنفس الطريقة التي نفذناها بقوة وبدون مجاملة منذ فترة عندما استبدل مدرسو المواد العلمية والانجليزية غير السعوديين بالسعوديين متجاوزين بذلك نظرة الطلبة المشوبة بالشك اليهم مع قناعة انتجها السلوك الاتكالي وامكن ابطال مفعولها تعتقد بصعوبة تعويض موقع (غير السعودي) لاستطعنا الوصول بابناء الوطن الى مصاف الخبراء الدوليين الذين يستعان بهم ليس فقط داخل الوطن وانما عبر العالم لحل الاشكاليات العلمية والسياسية والاقتصادية والتشريعية وغيرها فالثقة لا تأتي هكذا بل تمنح قياسا للتجربة والكفاءة وهي غير ممكنة بوجود الخبرات غير السعودية في مواقع المسؤولية الوطنية؟!!