Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


القراءة المرة

عزيزتي الجزيرة,.
ان الناظر في احوال امتنا العربية والاسلامية في العصر الحديث ليرى عزوفا أليما من قبل سائر طبقات المجتمع عن القراءة الجادة والذي اصبح سمة من سمات هذا الزمن المليء بالمغريات والتقنيات الحديثة فاختلطت علينا المفاهيم كما اختلطت في غيرها واصبحنا نرى المثقف هو من يثابر على مطالعة الصحف ويكتفي بها عن غيرها، انها بحق مشكلة تحتاج لحل، فبعضنا قد افتتن بشراء الكتب - ولاشك انها فتنة - حتى اصبح يملك خزانة كبيرة من الكتب في شتى العلوم ترى الغبار قد تراكم عليها ومع ذلك فلم تسمح نفسه يوما ان يقلب صفحاتها معللا ذلك ,,, بعدم توفر الوقت لقراءتها!! عجبا ثم عجبا ان القراءة بحد ذاتها عمل يستحق أن يخصص له وقت اساسي لا ثانوي,.
ان هناك عشرات الكتب النافعة التي تحمل في طياتها العديد من القضايا المهمة والموضوعات القيمة والتي لا يقرؤها اكثرنا للاسف الشديد رغم عظم نفعها وخطورة الجهل بها، من هنا اصبحت القراءة في عصرنا الحاضر مرة بدل ان تكون حرة يتنقل القارىء في رياض الكتب حيثما شاء، كيف لا ونحن نرى الطلاب يطلقون على مادة القراءة او المطالعة انها مادة مرة وجافة و,,, والله المستعان.
ان كثيرا من الكتّاب عندما يكتبون عن مثل هذه المشكلة يذكرون حال الغربيين وما وصلوا اليه من تثقيف عقولهم واطلاعهم على العلوم والفنون وغفل هؤلاء الكتاب عن حال المسلمين الاوائل كيف انهم ضربوا لنا اروع الامثلة في حبهم للقراءة وشغفهم تجاهها، فها هو ابوبكر الخياط النحوي كان يقرأ في جميع اوقاته حتى وهو ماشٍ في الطريق وهاهو الجاحظ لم يقع بيده كتاب قط الا استوفى قراءته كاملا, وها هو المأمون ينام والدفاتر حول فراشه ينظر فيها متى انتبه من نومه الى غير ذلك من الامثلة التي رب قائل يقول انها مبالغات فأقول بالقراءة يبنى المجتمع وتنمى الثقافة وهي الصلة بين الانسان وبين سائر العلوم وهي الوسيلة النافعة لشغل الفراغ واشباع الميول والرغبات فكيف تكون مبالغات.
عبدالله بن عبدالرحمن العريني
كلية اللغة العربية

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved