Friday 22nd October, 1999 G No. 9885جريدة الجزيرة الجمعة 13 ,رجب 1420 العدد 9885


التعميم ليس عدلا
أبعد كل تلك التضحيات تصفون المرأة بالجحود؟

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله ,, وبعد
مسكينة هي تلك الانثى والتي اصبحت في زمننا هذا شماعة تعلق عليها اخطاء الرجل انها ترمى بكلمات قاسية اثقلت كاهلها وحطمت مجاذيفها بدلا من ان تسمع كلمة شكر وتقدير على جهودها.
لقد شاركني في الكتابة عبر تلك الصحيفة تحت دوحة الجزيرة وهو يتألم لحالة المرأة وكأنني به يريد ان يكتب الحقيقة التي يعيشها المجتمع بأسره فيا ليت شعري ان يقتنع القارىء بما اكتب لان ذلك ليس من فراغ ولكن من ممارستي في الحياة ومشاهدتي لبعض المواقف بعيني.
ان قلمي قد اثقلت امانة الكلمة عاتقه فاراد ان يشارك بكلمة هادفة ورأي صادق بعيدا عن التملق او الانحيازية.
وكلماتي تلك والتي انا بصدد كتابتها لم تتولد من فراغ فقد قرأت ما خطه يراع احد المشاركين في دوحة الجزيرة وعنوانه لايعرفن الا حب المصلحة ,, الخ,, حين قرأت مقالة الاخ لم تغضبني كلماته,, لان هذا واقع نعيشه وملموس داخل المجتمع منذ آماد بعيدة كما اوضح ذلك عندما تحدث عن تاريخ طويل ابتداء بعصر قيس بن الملوح وجميل بثينة وكثير غرة وروميو وجوليت وغيرهم الكثير.
ولكن العتب على الاخ في هذه المقالة يكمن في عدة اشياء يمكن حصرها فيما يلي:
أولا: لقد عممت في مقالتك على جميع النساء واتهمتهن بانهن لا يعرفن الا حب مصلحتهن وان كلامهن معسول ونسيت يا اخي ان تعميمك هذا جاء مغايرا للحقيقة فالمجتمع لا يخلو البتة من نساء صالحات مضحيات من اجل ازواجهن او آبائهن او اخوانهن.
ثانيا: دائما يقال وراء كل رجل عظيم امرأ ة عظيمة وهذه المقولة لم تقل عبثا وانما قيلت بعد تجارب فلولا الله ثم هذه المرأة لما وصل زوجها الى هذه المكانة المرموقة,, ولا تحكم على الزوجة بقصة ابن عباد فهناك العديد من القصص مقابلها تبين وفاء الزوجة لزوجها,, فقل لي بالله عليك عندما يمرض الزوج ويصبح طريح الفراش سنوات عديدة نتيجة حادث مؤلم او مرض مستمر ليس له شفاء ممن يعني به؟ ومن يخدمه؟ ومن يسهر من أجله؟ أليس تلك المرأة الضعيفة والتي اتهمتها بأنها جاحدة ومنكرة للمعروف؟ ومقابل ذلك كله لو كانت المرأة هي المريضة او المقعدة بالله عليك هل سيتحمل الزوج ذلك وهل سيراعيها مثل ما تراعيه,, انه سيتأفف منها ويمل عيشتها ويبحث عن اخرى غير هذه المقعدة لانه يبحث عن مصلحته فقط.
أرأيت كيف ان الرجل يبحث عن مصلحته مهما كانت علاقته بزوجته,, أرأيت ان القضية كلها مشتركة,, فاذا كان في الرجال من هو مخلص ايضا نجد هذه الخصلة عند بعض النساء وان كان من الرجال من هو مخادع ناكر للمعروف فايضا هناك من النساء من تتصف بهذه الخصلة.
وملخص القول اذا كان صاحب المقالة قد كتب هذه المقالة بعد تجربة مريرة مر بها فيجب عليه ألا يعمم هذه التجربة ويجعلها (قاعدة) اساسية لكل انثى على وجه الخليقة, فكم من انثى صانت حبها وضحت وكافحت ودافعت بكل قواها من اجل ان تحافظ على حبها ودفعت الغالي والرخيص من أجل ان تحافظ على من احبت والرجل ليس امعة لهذه الدرجة حتى تقول عنه ان كلمة توديه وكلمة تجيبه كما تقول فالرجل له شخصية مستقلة وله رأي صارم ويعرف ما ينفعه ومايضره وليست طفلا يحتاج الى من يدله على الطريق الصحيح.
ثالثا: ختمت مقالتك بقولك هذه هي الحقيقة وان كانت مؤلمة فالله عليك من اين اتيت بتلك الحقيقة,, هل من تجاربك الشخصية المؤلمة ام من قصصك التي قرأتها وذكرتها في بداية مقالتك.
اتتوقع ان القراء بتلك السذاجة يصدقون ما قلت بسهولة, اتعتقد ان الرجل سينسى بمقالتك تلك فضل المرأة,, ودورها في حياته وما قامت به من اجله؟!
ان المرأة ستبقى في نظر المجتمع مربية الاجيال وصانعة الابطال وشقيقة الرجال حتى وان انكر البعض فضلها وتلك حقيقة ملموسة لايمكن انكارها مطلقا,, فالحق أحق ان يتبع وختاما:
لافض فوك يا (باكون) حين قلت
لا لذة تعادل لذة من ينصر الحق
مع شكري وتقديري
طيف أحمد
الوشم - ثرمداء

رجوعأعلى الصفحة
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الثقافية
المتابعة
أفاق اسلامية
عزيزتي
الرياضية
أطفال
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved