طوال تاريخ الرياضة السعودية الذي بدأ منذ ما ينيف عن نصف قرن تعاقب على مسيرتها الخضراء العديد من الرواد والنجوم والاجيال، منهم من كانت لديه بصمات واضحة واسهامات بارزة في وضع لبنات مرحلة البناء والبداية ومنهم من عاش حقبة ما بعد التأسيس وكل هؤلاء الرجال بالتأكيد ستظل اسماؤهم محفورة في الذاكرة!!
ومن هذا المنطلق حرصت الجزيرة على تقديم هؤلاء الرواد والنجوم والاسماء على صفحات كل جمعة.
ضيفنا هذا الاسبوع/ حارس فريق النجمة في الثمانينات الهجرية ناصر النومان الذي عاصر فريقه منذ نشأته وولادته الكروية,, واستمر في تمثيله حتى اواخر تلك الحقبة,, حيث ترك الكرة عنوة بعد حصوله على بعثة خارجية لمواصلة دراسته هناك في مجال الهندسة الميكانيكية ,, وعقب عودته في مطلع التسعينات سعى النصراويون لضمه مقابل بعض الاغراءات التي وضعوها على طاولة المفاوضة,, غير ان ميوله الهلالية جعلته ينضم لصفوف الازرق بلا مقابل,, ولم يستمر طويلاً في الملاعب لاسباب غير فنية.
استضفناه عبر هذا اللقاء ليحكي لنا قصة تأسيس نادي النجمة ويحدثنا عن مشواره الرياضي وجوانب اخرى عن حياته الكروية.
فماذا يقول الضيف.
السيرة الذاتية
الاسم: ناصر بن عبدالله النومان,, متزوج واب لأربع بنات واربع اولاد، خالد 30 سنة، بدر 27 سنة، عبدالله 25 سنة، حمد 19 سنة.
تاريخ الميلاد 1366ه, موظف في شركة الكهرباء.
المؤهل: دبلوم تخصص ميكانيكا عامة .
البداية في جدة
بدايتي الرياضية بالتأكيد كانت في المدارس والحواري,, وتحديداً في حي جبرة احد الاحياء الشعبية بوسط العاصمة,, اوجدنا فريقاً بالحي ضم مجموعة كبيرة من لاعبي فريق النجمة امثال فهد بن بريك والعقيد سليمان الهريش وابناء آل شيخ والدكتور عبدالله بن مضحي,, فاصبحنا نزاول لعبة كرة القدم على ارضها الترابية بدون صفة رسمية في النصف الاول من السبعينات حتى دامت الفكرة لتأسيس فريق النجمة.
دعم ابن سعيد
الحقيقة وجدنا الدعم والاهتمام من قبل الشيخ عبدالرحمن بن سعيد الذي احتوانا بالكور والملابس وسمى الفريق ب نجمة الهلال حيث تم تدعيمه بالعديد من اللاعبين قبل التصنيف واتخذنا حوشاً في القشله وخصصناه لمزاولة التدريبات عليه من ثم نلعب لقاءات ودية مع فرق الاتحاد قبل حله وشباب النصر والنسور وفريق الامير ماجد بن سعود يرحمه الله .
رئاسة فهد بن حيزان
في ظل اهتمام الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بالفريق من الناحية الادارية كلف سكرتير نادي الهلال آنذاك فهد بن حيزان لتولي رئاسة الفريق نهاية السبعينات واثناء مرحلة التصنيف تم ادراج فريقنا رسمياً ضمن الاندية المسجلة بمكتب رعاية الشباب بالمنطقة درجة ثانية تحت مسمى فريق النجمة حيث استأجرنا مقراً متواضعاً في الداخلة ليصبح اول مقر لفريقنا.
شعار النجمة!
عقب تصنيف الفريق رسمياً حمل الشعار المكون من الزهري والازرق ونظراً لصعوبة توفر اللون الزهري تم استبداله باللون البرتقالي ليصبح الشعار الرسمي الازرق والبرتقالي .
أنا وعبدالله بن سالم
مثلت الفريق في البداية في خط الوسط,, وبعد تسجيله رسمياً مثلته في مركز الحراسة بطلب وبإيعاز من مدرب الفريق السوداني آنذاك رمضان احمد واصبح التنافس مستمرا ومثيرا بيني وبين زميلي الحارس عبدالله بن سالم.
بطولة الوسطى
احتكرنا بطولة الوسطى,, على مستوى الدرجة الثانية ثلاث مرات متتالية اوائل الثمانينات غير ان الحظ حرمنا فرصة الصعود للدرجة الاولى اكثر من مرة,, ولا انسى حقيقة مباراتنا امام بطل الغربية سور الحجاز الذي لعبنا معه لتحديد الصاعد بعد ان اقصينا بطل الشرقية الشعلة ,, ,, !! وخسرنا امامه ب 1/0 وتأهل على حسابنا رغم احقيتنا بذلك.
النصر نافسنا!
حققنا بطولة الدوري للدرجة الثانية في 85-86 ولعبنا ضد فريق النصر الذي كان يحتل المركز الاخير في قائمة الترتيب في الدرجة الاولى.
طبعا نظام الصعود والهبوط آنذاك تتحدد من خلال لقاء يجمع بطل الدرجة الثانية مع الفريق الذي يحتل المركز الاخير في الدرجة الاولى حيث كسبنا الاولى وخسرنا الثانية ولعبنا مباراة ثالثة فاصلة وفاز النصر.
وعطفاً على اداء فريقنا وعطائه المميز انصفنا مكتب رعاية الشباب عندما منحنا الاستثناء بالصعود للدرجة الاولى.
يوم هزمنا الهلال!
عقب صعودنا قابلنا فريق الهلال في اول المشوار الذي شارك بكامل نجومه امام جماهيره العريضة,, وتمكنا من هزيمته ب 3/1 كانت بالفعل مفاجآة مدوية للهلاليين حتى ان كابتنهم آنذاك سلطان بن مناحي وعقب تسجلينا الهدف الثاني مسك الكرة بيديه ورفض استئناف اللعب ووقف مذهولاً حيث عطل اللعب اكثر من 6 دقائق الامر الذي أثار حفيظة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد واستياءه من تصرف ابن مناحي الذي كاد ان يتسبب في انسحاب الهلال نتيجة تصرف لا مسئول من قبل قائدهم سلطان بن مناحي.
قوة وإثارة!
عسكرنا مع الهلال في بنبان احدى المناطق البرية بشمال العاصمة,, استعداداً للقاء معهم في الدور الثاني من الدوري,, فقام بعض لاعبي الهلال ومنهم كندا وسمارا باطلاق التهديد والوعيد ورد الاعتبار في محاولة لهز معنوياتنا وهلهلة نفسياتنا وشيئاً من ذلك لم يحصل حيث كسبناهم مرة اخرى ب 2/0 في مباراة كانت منقولة تلفزيونياً واعتبرت اجمل مباراة في الدوري من حيث القوة والاثارة والندية حتى ان الامير عبدالله الفيصل اطال الله عمره طلب اعادة نقل المباراة المسجلة من منطلق اعجابه يحفظه الله بمستوانا الكبير.
دفعة معنوية
الانتصارات التي حققناها امام الهلال بالذات منحتنا دفعة معنوية فواصلنا مشوار النجومية بنفس القوة والعزيمة فقد تمكنا من الفوز على فرق الوسطى جميعها خاصة امام اهلي الرياض المعروف بنجومه وخطورتهم كسبناه ب 5/1 وفي ظل العطاءات الجميلة التي قدمها فريقنا رشح ليلعب لقاءً ودياً امام منتخب المملكة وتعادلنا معه وكان ذلك في النصف الثاني من عقد الثمانينات.
مبارك الناصر كسر أصبعي!
اجمل مباراة لعبتها كانت امام منتخب الوسطى في اللقاء الودي الذي اقيم في 1386ه حيث استطعنا ان نهزمه وبنتيجة ثقيله وكبيرة في حقه قوامها 7/1 خصوصاً وان هجوم المنتخب كان يضم اخطر المهاجمين يتقدمهم مبارك الناصر وزيد بن مطرف واحمد الدنيني وتألقت كثيراً في تلك المباراة,, رغم تعرضي لاصابة الاصبع الاصغر الخنصر بسبب مبارك الناصر.
الفريق البرازيلي
في ظل المستويات الجميلة والاداء الفني الجماعي المميز الذي قدمه فريقنا بعد صعوده خاصة بعد ان كسبنا منتخب الوسطى 7/1 اطلق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد على النجمة (الفريق البرازيلي) وذلك من منظور الاعجاب المطلق باداء المجموعة.
سر التفوق
سر تفوق ونجاح فريق النجمة في اول موسم يصعد فيه,, يعود الى روح اللاعبين العالية واخلاصهم وحبهم لشعار فريقهم ولا غرابه في ذلك فقد كنا نمثل اسرة واحدة يكسوها المحبة والالفة والترابط لدرجة ان اجازة نهاية الاسبوع نقضيها في نزهة برية وهذا يكفي بان يزيد من اواصر التآلف والتآزر.
أسماء عالقة
ثمة لاعبون لا تزال اسماؤهم عالقة في ذاكرة الزمن ومن زملائي النجماويين,, قائد الفريق الراحل عبدالله المهنا عمر حامد وفهد بن بريك وعبدالله بن سالم والدكتور عبدالله بن مضحي وعبداللطيف آل الشيخ وسالم التنبكتي والاخير رغم انه مهاجم عمّر في الملاعب الا انه لم يحرز سوى هدف يتيم في حياته الرياضية,,!؟.
الكنج ورمضان أحمد!
بلا شك هناك العديد من المدربين الذين اشرفوا على تدريبي ومنهم المدرب الراحل عبدالله الكنج الذي اعتز به وبقدراته التدريبية واستفدت منه بالطبع خاصة وانه كان حارساً عملاقاً في السبعينات الهجرية, وايضا المدرب رمضان احمد الذي قاد عصر الانتصارات النجماوية بعد صعوده.
إدارة فهد بن حيزان
تظل ادارة الاستاذ فهد بن حيزان الذي عاصر الفريق منذ ولادته ونشأته الكروية من الرؤساء المثاليين الذين كانت لهم بصمات واضحة في مسيرة الفريق النجماوي,, بجانب ادارة الاستاذ عبدالله مؤذن الذي ازدهر عصر التفوق في عهد رئاسته.

قرار إيقافي
من اسوأ الظروف التي مرت بي عندما صدر بحقي قرار ايقاف وحرماني من تمثيل النجمة ضد النصر في دوري 1387ه وجاء هذا القرار بامر من رئيس النادي انذاك احمد باعشن رغم ذلك حضرت اللقاء وتابعته من المدرجات وللاسف لم اكن اعرف السر الكامن خلف هذا القرار الذي ,, !!.
دمج الأندية!
في النصف الاول من حقبة الثمانينات صدر قرار مكتب رعاية الشباب انذاك يتضمن دمج بعض الاندية بهدف تقليص عددها وتم دمج فريق النجمة مع الاتحاد,, والشباب كان مقرراً ان يدمج مع اهلي الرياض الا ان هناك عوامل ,, !! فتم الغاء دمجهما.
وبالمقابل جاءت عملية دمج النجمة مع الاتحاد لتدعم صفوفه بالعديد من اللاعبين الجيدين طبعاً استفدنا كثيراً من بعض الاسماء امثال احمد رشدان ودورو واحمد سليمان,, وفي اواخر الثمانينات تم دمج النجمة مع الشباب.
الأمير عبدالله الفيصل
من الاشياء الجميلة في حياتي الرياضية عندما طلب سمو الامير عبدالله الفيصل اقامة لقاء ودي جمع النجمة واهلي جدة على ملعبه فسافرنا هناك واستقبلنا يحفظه الله في منزله وقدم لنا بعض التوجهات الفاعلة والمؤثرة وصرف لنا مكافآت مالية ووعدنا بان يزور مقر النادي بالرياض.
حيث لعبنا امام الاهلي على ملعب الصبان,, بجدة وخسرنا اللقاء ب 2/1 عقب ذلك توجهنا لمكة المكرمة بطلب من رئيس الوحدة السابق عبدالله عريف للعب ودياً مع الوحدة وخسرنا الجولة ب 1/0 على ملعب ساحة اسلام بالعاصمة المقدسة.
عمر حامد أول قائد
الذي كان يقود الفريق انذاك داخل ميدان التنافس هو عبدالله المهنا المعروف عمر حامد يعد اول قائد يحمل شارة الكابتنية بعد تأسيس النجمة وادراجه رسمياً.
فكان نعم القائد باخلاقه العالية وتعامله الرفيع مع الجميع يرحمه الله .
تأثرت بهؤلاء الحراس
بلا ضير,, تأثرت كثيراً بحارس اهلي الرياض العملاق احمد نقادي الذي كان يعد من ألمع حراس الثمانينات بجانب ياسين صالح واسماعيل فلمبان وتمنيت ان اصل لمستوى هؤلاء العمالقة.
أخشى مبارك العبدالكريم
هناك اكثر من مهاجم كنت اخشى مواجهتهم بالتأكيد,, ومن هؤلاء مهاجم اهلي الرياض الفذ زيد بن مطرف وهداف الهلال الكبير مبارك العبدالكريم صاحب القدم القوية والتسديدات المزعجة داخل ارض الملعب.
بعثة خارجية!!
ابتعدت عن الفريق بعد النصف الثاني من عقد الثمانينات بعد ان حصلت على بعثة في مجال عملي لمواصلة دراستي في الخارج هندسة ميكانيكية حيث سافرت لالمانيا ومكثت هناك سنتين ونصفا ولظروف عائلية صعبة عدت لارض الوطن بعد ان حصلت على دبلوم في الميكانيكا العامة طبعاً عودتي تزامنت مع عملية دمج النجمة مع الشباب,, واصبح لدي الحرية التامة بالانضمام لاي ناد.
النصراويون أغروني
عرض النصرايون علي فكرة الانضمام بصورة جادة عن طريق الامير عبدالرحمن بن سعود الذي قابلته داخل دهاليز النادي الاصفر,, فكان العرض النصراوي مغريا جداً حيث تأمين السكن والمواصلات,, غير ان الكابتن عمر حامد الذي شاهدني عقب خروجي من نادي النصر بالصدفة غير مسار العرض النصراوي بأن يتجه تفكيري لفريق الهلال بحكم ان ميول لاعبي النجمة هلالية عن طريق لاعبه فهد بن نصيب الذي قاد المفاوضة الزرقاء.
المفاوضة الهلالية
قصة المفاوضة الهلالية معي جرت كما ذكرت سلفا عن طريق فهد بن نصيب ودعم تلك المفاوضة سكرتير النادي انذاك احمد القرعاوي في ظل غياب شيخ الرياضيين وسفره للمنطقة الغربية لظروف عمله وبالفعل سجلت في صفوف فريق الهلال بلا مقابل غير انني لم استمر طويلاً معه لاسباب غير فنية.
اللاعبون حاربوني!
حين انضممت لفريق الهلال,, وجدت للاسف بعض المضايقات من قبل لاعبيه,, الامر الذي ولد بداخلي شعوراً بعدم الارتياح نفسياً فقد حاربوني لاسباب غير فنية,, وقد يكون لموقف النجمة مع الهلال ومدى التنافس بين الفريقين قبل دمج النجمة ,, ومحاباة هؤلاء لزميلهم الحارس ضاري الذي كان التنافس قائما بيني وبينه خاصة ان مدرب الفريق السابق حسن التوم منحني مزيداً من الثقة وفرص التمثيل مع ذلك لم اكن مرتاحاً فقررت الابتعاد والانقطاع عن مزاولة التدريب مع الفريق رغم هلاليتي الاصل!!.
رفضوا تنسيقي
رفض الهلاليون فكرة تنسيقي جملة وتفصيلاً,, بعد ان هجرت التدريبات خاصة بعد ان علموا بالعرض النصراوي فظل اسمي مثبتا في الكشوفات الزرقاء ثماني سنوات رغم انقطاعي المستمر عن اللعب بصورة نهائية.
خطورة أحمد فلمبان!
من المواقف المضحكة لعبنا ضد فريق الوحدة في مكة المكرمة على ملعب ساحة اسلام وعندما نزل لاعبو الوحدة أرض الملعب وكان من ضمنهم المهاجم الخطر احمد فلمبان الذي اشتهر بقدمه القوية وتسديداته الشرسة وحين شاهدت حارسنا عبدالله بن سالم الذي كان يجري تدريبات الاحماء بكى بحرارة ورفض اللعب خوفاً من تصويبات فلمبان واصر على موقفه فما كان من مدربنا انذاك رمضان احمد الا ان طلب مني اللعب بدلاً منه فاضطررت ان اشارك على مضض رغم تصويبات المهاجم الوحداوي العنيفة.
الطموحات الرياضية
للاسف لم احقق طموحاتي الكروية,, ففي الوقت الذي كنت اطمح فيه ان امثل منتخب بلادي وارتدي شعاره كأمنية تراود اي لاعب,, وايضا تمنيت لو انني مثلت الهلال فترة اطول ولكن الظروف ,, !! كانت اقوى.
الموهبة والإخلاص!!
لاعب الامس تميز بالموهبة الفطرية والاخلاص واحترام شعار فريقه والحرص على الانضباطية رغم محدودية الامكانات وتواضعها.
وعلى النقيض من ذلك نجد ان لاعب اليوم توفرت له كافة الامكانات والامتيازات على ارض الواقع مع ذلك نجد انها لم تستثمر بالصورة التي تكفل الارتقاء بمستوى اللاعب وتطويره فنيا ولاسيما في ظل نظام الاحتراف الذي احدث بلا شك ثورة كروية للرياضة السعودية,, واتمنى ان يعي جيل اليوم الاحتراف وتطبيقه وانظمته بحذافيرها.