* تمتاز الارض السودانية بتعدد القبائل الافريقية والعربية والنوبية المتناثرة فيها وكثرة هذه القبائل جعلت السودان متنوع الثقافات وتمارس به طقوس وعادات وتقاليد مختلفة، وابرز هذه القبائل ابو كايا وهي توجد في الجنوب السوداني وتعتمد في حياتها على صيد الغزال والجاموس والافيال ولهم طقوسهم وعاداتهم الخاصة سواء في الزواج او في ممارسة حياتهم حيث تبدأ اجراءات الزواج بتقديم المهر الذي يتكون عادة من ادوات الزراعة مثل الفأس والمنجل مع صفيحة من عسل النحل لطرد الارواح الشريرة، ومن الاشياء الهامة في اتفاق الزواج الاحترام الكامل للزوجة وعدم ضربها او شتمها والا تعرض الزوج واهله لعقوبات صارمة فمن عادات وتقاليد ابوكايا توصية الزوجين توصية شديدة باحترام كل منهما بما تكفله تقاليد القبيلة بحيث يبقى الزواج علامة ائتلاف العائلتين وارتباطهما كعائلة واحدة تجمع بينهما الفة الاخوة، لذا اذا ما شتم الزوج زوجته او اهلها فانه يجبر على دفع غرامة هامة وهي عبارة عن دجاجة بيضاء بعدها تعود الزوجة الى بيتها ومن الامثلة على نوع الشتائم او الاتهامات التي يتطلب اثباتها اجراءات طقوسية خاصة اتهام الزوج او الزوجة للآخر بانه ساحر وقد تصل اجراءات التثبت منها بالمتهم حد الموت، وذلك لانه ينعقد اجتماع يحضره الزوجان ويفرض على الزوجة المتهمة مثلا ان تشرب امام الجميع نوعا من الدواء يسمى أوبيا وبعد ان تشرب منه فانها اذا كانت بالفعل ساحرة كما ادعى عليها ستموت على الفور واما اذا كانت غير ساحرة فانها ستستفرغ ذلك الدواء وفي الحالة الاخيرة تتم براءة المتهمة وبعدها تقوم احدى اقارب الزوجة بطعن احد اقارب الزوج بحربة وسط زغاريد الفرح العالية ببراءة ابنتهم.
وقد ظلت هذه العادة متبعة حتى منتصف الستينات 1964 وبعدها تعدلت الى الذهاب للمحكمة لتفصل فيها بواسطة السلطان المعين من قبل القبيلة.
* الولادة والموت:
الاطفال في هذه القبيلة يحاطون برعاية واهتمام خاصين لانهم يوثقون الصلة بين الوالدين علاوة على دفعهما للتمسك بالقبيلة وتعضيدها وعن طريقهم تحافظ القبيلة على عاداتها وثقافتها من خلال انتقال المعارف من الاباء الى ابنائهم ولذا فان عملية التنشئة تبدأ منذ ان يكون الطفل جنينا في بطن امه فالزوج والزوجة يلتزمان بمراعاة طقوس معينة عند حدوث الحمل فالمرأة الحامل لا تتناول اطعمة معينة مثل البامية ولحم الغزال والعسل ويسمح لها بأكل لحم الجاموس والفيل والزراف ويحظر عليها السير لمسافات طويلة خوفا من ان تقع في ايدي السحرة وعليها ايضا ان لا تزور الاماكن الغريبة النائية حتى لا تحتك بالارواح الشريرة ولان المرأة الحامل تصبح حادة الطباع سريعة الانفعال فانها تجد الرعاية والاهتمام الزائدين من زوجها، فالجنين منذ ان يبدأ في التكوين داخل الرحم يصبح جزءا من كيان العشيرة ولذا فان القبيلة تحمل الرجل مسئولية صحة وسلامة الطفل وامه,عندما تضع المرأة طفلها عليها ان تكون داخل غرفتها لمدة ثلاثة ايام لاترى خلالها الشمس اما اذا كانت المولودة بنتا فعليها ان تبقى في غرفتها لمدة اربعة ايام وخلال تلك المدة تقوم اخت الزوج في الصباح الباكر وتخرج بالطفل او الطفلة دائرة به حول المنزل وهي تتحدث اليه واصفة الطريق الى منزله وغرفة ابيه ومنازل جميع افراد العائلة ثلاث مرات اذا كان المولود ولدا او اربع مرات اذا كان بنتا وبعد ذلك تقوم اخت الزوج برش الرماد حول الطفل والرماد عبارة عن دقيق ذي لون ابيض يميل الى الرصاصي وداخل هذا الرماد توجد تعويذة او دواء خاص اذا كان هناك شخص له نوايا شريرة تجاه المولود سوف يمرض ويصاب بالاسهال الشديد ويستنتج اقرباء الطفل بان هذا الشخص هو الساحر، ومن العادات المرتبطة بام المولود ان لا تقبل زوجها خلال فترة الرضاعة وهي مدتها من سنة الى سنتين!!.
في حالة الحزن او وفاة اي شخص من قبيلة الابو كايا سواء كان رجلا او امرأة فانه يمنع تناول الطعام الا بعد اتمام اجراءات الدفن واذا كان رجلا يفضل الناس استمرار حالة الحزن والبكاء عليه لمدة ثلاثة ايام اما اذا كانت المتوفية امرأة فان مظاهر الحزن تستمر لمدة اربعة ايام، وبعد مرور عام على الوفاة يقام احتفال في ذكرى الميت في تاريخ وفاته يجتمع فيه الناس يأكلون ويشربون ويتناولون الأكلة المفضلة التي تقدم في مثل هذه المناسبة وهي بريندا وتصنع من اللوبيا.