Tuesday 26th October, 1999 G No. 9889جريدة الجزيرة الثلاثاء 17 ,رجب 1420 العدد 9889


لعبة السيليكون تنتهي في عام 2010م
الثورة الرقمية تتوقف بدون إنجازات جديدة خلال العقدين الأخيرين

* بالو التو - كاليفورنيا - رويترز
عندما يتحدث باحثون عن مشاكل الكمبيوتر في الالفية الثالثة فانهم لا يعنون قضية تثير قلقاً عالمياً الا وهي الصفران الأخيران لعام 2000م.
يقض مضجعهم قضايا أكثر اهمية ستواجه تكنولوجيا الاتصالات الالكترونية في المستقبل القريب.
يحذر ستانلي وليامز العالم بمركز هيوليت - باكارد لابحاث الكمبيوتر وخبراء آخرون من ان تقدم علوم الكمبيوتر وهي القوة المحركة للثورة الرقمية خلال العقدين الاخيرين سيتوقف في غياب انجازات جديدة.
وقال وليامز وهو يتحدث وسط غابة من انابيب الاختبار وكؤوس التجارب وميكروسكوبات الكترونية ستنتهي لعبة السيليكون نحو عام 2010 .
تقطع رقائق الكمبيوتر من الواح من السيليكون, يبحث وليامز وعلماء آخرون في ابتكار رقائق متناهية الصغر, واحدث وليامز وهو ايضا عالم في الفيزياء الكمية والكيمياء العضوية ضجة في عالم الكمبيوتر في يوليو الماضي عندما اعلن انه نجح في تجميع دائرة اصغر من ذرة تراب بعملية كيميائية تسمى التحول الجزيئي .
وأثار الاكتشاف الذي نشر في مجلة ساينس آمالاً في مزيد من الانجازات في هذا المجال المتنامي وابتكار رقائق ميكروسكوبية اقل تكلفة وتعمل بطاقة منخفضة جداً وتفتح آفاقاً جديدة في عالم الكمبيوتر, ولكنها نظرية تواجه تحديات عديدة حتى يمكن تطبيقها.
كان السيليكون متوافراً لعشرات السنين كعنصر رخيص وسريع وجيد في صناعة عقول الكمبيوتر, وباطراد التقدم واحتدام صناعة الرقائق في المنطقة سميت وادي السيليكون, وهناك يسود قانون مور نسبة الى جوردون مور المؤسس المشارك لأنتل كورب, يقول القانون ان عدد الترانزيستورات في رقائق الكمبيوتر سيتضاعف كل 18 شهراً.
ويشرح القانون لماذا يتميز هاتف خلوي جديد بقوة اكثر 100 مرة من اكبر كمبيوتر في حجم غرفة في الخمسينات او لماذا تباع اجهزة كمبيوتر متطورة باقل من سعر بذلة, انه النفط الخام الذي يدير الانترنت, ويبعث على ابتكار اجهزة كمبيوتر متناهية الصغر.
كتب بول باكان الباحث بأنتل كورب في مجلة ساينس يقول ان الذهاب الى ابعد من الجيل القادم من الرقائق يشكل اصعب تحد يواجه صناعة شبه الموصلات.
يقول وليامز: تتضاعف تكلفة صناعة كل جيل جديد من الرقائق.
ارتفعت حالياً من خمسة مليارات دولار الى 10 مليارات ويتوقع ان ترتفع تكلفة مصنع للجيل القادم من الرقائق خلال عشر سنوات الى 50 مليار دولار.
ثم تتصاعد التكاليف الى ارقام فلكية حيث يمكن ان تتجاوز نفقات اقامة مصنع واحد ميزانية دولة بأسرها.
وبينما تثير معضلة الرقائق حيرة العلماء تقترب الالفية الثالثة في وقت تحتل فيه التكنولوجيا الموقع الرئيسي على المسرح العالمي ليس بفضل انجازاتها خلال العقود القادمة واثرها الاقتصادي الايجابي ولكن لما تثيره من مخاوف حدوث كوارث بسبب مشكلة عام 2000 الالكترونية عندما تعجز انظمة كمبيوتر غير موائمة عن قراءة الصفرين الاخيرين فتعود بالزمن الى سنة 1900 وتتوقف عن العمل مرافق رئيسية بل واجهزة حيوية بل منظمات نبض القلب الالكترونية وانظمة اقلاع وهبوط الطائرات وغيرها.
قال شونكا موي الاستشاري التكنولوجي بمؤسسة دياموند تكنولوجي اننا نستقبل الألفية الجديدة بقلق من صنعنا بالعبث في التكنولوجيا وفي نفس الوقت نأمل بعدم حدوث ما يشبه الانفجار الاكبر .
وأنفقت شركات مليارات الدولارات لتعديل انظمة الكمبيوتر بحيث تتعرف على الصفرين الأخيرين وتتجنب وقوع كوارث.
ويشير احتمال سقوط العالم في غياهب الظلام بسبب هذه المشكلة الى الاهمية المتنامية للكمبيوتر وان كان الدرس المستفاد منها هو ادراك مدى التعقيد وعدم وضوح الرؤية في مملكة التكنولوجيا.
وبعد تقدم لم يتوقف خلال العقود الماضية يواجه علماء الكمبيوتر تحديات تفوق الحدود,, اصبحت صناعة المبرمجات اكثر تعقيداً مع زيادة احتمالات مواجهة مشاكل الكترونية مثل الصفرين الاخيرين لعام 2000م.
وباتت الانترنت متخمة لدرجة الاختناق, وتزداد باطراد نفقات انتاج الرقائق حيث تتجاوز امكانات اي شركة بمفردها, وبانتشار الكمبيوتر تتعرض الخصوصيات الفردية والجماعية لمزيد من عمليات الاقتحام.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
محاضرة
منوعــات
لقاء
القوى العاملة
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved