*القاهرة- مكتب الجزيرة:حوار- محمد سليمان
قالوا عنها انها فيروز مصر، وكان ذلك قبل ثلاثين عاما حينها ردت بحسم: فيروز ثانية صعب!,, انها الفنانة الكبيرة عفاف راضي التي تنتمي الى زمن عمالقة الطرب يحمل صوتها دفء القاهرة وشموخ تاريخها، التقطها بليغ حمدي وهي طالبة وحرص على أن يجعل منها صوتا مختلفا، وقد كان,, فبعد أن غنتردوا السلام لفتت انظار الجميع والتف حولها عمالقة التلحين كمال الطويل، محمد الموجي، وبعدهم عمار الشريعي واستطاعت عفاف راضي أن تحتل مكانة مميزة على الساحة الغنائية الا انها تغيبت فترة وبالتحديد اثناء سيادة وسطوة الاغنية الشبابية وانشغلت بدراستها للدكتوراه وتربية ابنتها، لكن موهبتها تمردت وعاودت نشاطها فكان ألبومها آخر قرار ,, الذي كان بوابة هذا الحوار.
آخر قرار
ماذا عن ألبومك الجديدآخر قرار ؟
- هذا الالبوم اعتبره خطوة جديدة وهامة في حياتي الفنية فهو محاولة للتجديد، والواقع انني لم اتردد لحظة واحدة من اجل تقديم الافضل وقد تطلبت ظروف عمل هذا الالبوم التعاون مع الشباب الذي اعطوني الفكر الجديد.
والفنان يجب أن يكون مثل الفراشة يأخذ من كل بستان زهرة أي أن يكون دائم التجديد ويملك روح التغيير للافضل.
وما هو الجيل الجديد من الملحنين والكتاب الذين تعاونت معهم في هذا الألبوم؟
- الكلمات لحسن شحاته، وهاني كامل وعوض بدوي، وايمن قمر، وعماد حسن، والالحان لكل من محمد ضياء الدين، وياسر عبدالرحمن وحسن دنيا، وحسين محمود، ووليد سعد، وتوزيع الاغاني لطارق عاكف ولسليم فايد,, وكلهم جنود اعتبروهم سبب نجاح هذه التجربة، وبشكل عام اعتقد أن كل خطواتي الفنية محسوبة,, فأنا لا اعمل من اجل التواجد وفقط.
وهل تعتقدين بوجود فرق بين طريقة ادائك في ألبوماتك السابقة وطريقة ادائك في ألبوم آخر قرار ؟
- الاختلاف يتمثل في الخبرة والنضوج والاسلوب فدراستي الاوبرالية افادتني كثيرا، وطورت من اسلوبي ومن ادائي,, ويكفي انني استطيع تلوين صوتي,, كما اشاء من خلال معرفتي بالثقافة الموسيقية، مما جعلني اجمع بين الغناء الشرقي والغناء الاوبرالي الذي يتطلب الاداء بعدة طبقات صوتية على عكس الغناء الشرقي الذي لا يحتاج الا لطبقات صوتية محدودة، وتبرز جمال اسلوب الغناء العربي الذي اعشقه.
واؤكد ايضا أن الدراسة الاكاديمية عنصر اساسي وهام لتقدم الفنان,, لان الصوت يعرف كيف يختار؟ وماذا يقدم؟ الى جانب أن هذا الصوت سيكتسب قدرات كبيرة منها الاداء بمرونة وقوة وتنوع، الى جانب طريقة التحكم في تنظيمالنفس .
تأثير الالحان
تعاونت مع ملحنين كبار لهم تاريخهم الفني العريق,, فما هو تأثير كل منهم على صوتك؟
- الموسيقار بليغ حمدي قدم لي معظم نجاحاتي,, فقد اخذني وانا طالبة في المعهد، وحرص على أن يجعل مني صوتا مختلفا فلحن لي اغنيةردوا السلام ثم توالت اعمالنا الناجحة: وحدي قاعدة في البيت ، وعطاش ، وهوا ياهوا والواني ، جرحتني عيونه السود ، وهو ملحن متجدد وله اسلوبه الفني الخاص وهو ملك الشعبيات والناس كلهم يرددون اغانيه,, والحقيقة انني كنت مع بليغ حمدي مطربة متجددة ومتلونة فهو فنان يمتاز بالتغيير والجودة في كل لحن يقدمه,, اما الموسيقار كمال الطويل فتعاوني معه كان قليلا جدا,, وهو فنان له اسلوبه الخاص ونجح في عمل حالة غنائية خاصة به كملحن كبير وكل جملة موسيقية تصل للجمهور بسهولة رغم صعوبتها وقوتها,, حيث أن اسلوبه يتسم بالرقة والبساطة لذلك يصل الى الناس بسرعة، وعملت ايضا مع الملحن المتميز منير مراد وهو فنان سبق عصره بمراحل لانه قدم الاغنية السريعة، وكان يجب تقديم الاغاني السريعة ذات الزمات والمقدمات القصيرة، التي تحتوي على خفة الدم والحركة, اما الموسيقار محمد الموجي فألحانه تميل الى الطرب والاصالة وعنده إغراق في الشرقية وهو لون مختلف، ويمكنه دائما ابراز امكانيات المطرب في منطقة لم يتطرق اليها احد,, محمد الموجي فنان يقدم الطرب الاصيل والمقامات الشرقية القديمة التي تصل الى الناس بسهولة.
إعادة القديم
الفنانة عفاف راضي ما رأيك في قيام كبار المطربين والمطربات بإعادة صياغة أغنياتهم القديمة بتوزيعات جديدة؟
-هي ظاهرة جملية تستحق الاهتمام,, لانهم يعيدون تقديم اغانيهم الشهيرة بما يتناسب مع العصر، ولا اجد أي حرج في هذه الاعادة مادام الفنان يقدم اغنيته بنفس الاسلوب بحيث تظل الكلمات والالحان كما هي، والاختلاف الوحيد يتم من خلال التوزيعات الجديدة التي يتم ادخالها على اللحن القديم,, فكل عصر وله اسلوبه، ويجب على الفنان أن يتطور باستمرار ولكن في حدود المعقول.
وهل تفكرين في إعادة تقديم أغانيك القديمة؟
نعم افكر في ذلك، ولكن مع الاحتفاظ بمواصفات الاغنية الجيدة من حيث الكلمة المتميزة، واللحن الجيد والتوزيع المناسب، والاداء الصوتي القادر على التعبير.
وهل تشعرين بحنين للغناء الأوبرالي، وهو مجال دراستك الأساسي؟
- الاوبرا في بلدنا لا تأخذ اهتماما كبيرا، والغناء العربي اكثر شعبية منها، ويظل للموسيقي العالمية جمهورها المحدود، وقدمت منذ عامين اوبراالارملة الطروب وحينما اجد مايلائمني اقدمه,, فأنا احب ايضا الغناء الاوبرالي.
* أنت أكثر مطربة قدمت مسرحيات غنائية فلماذا توقفت عن هذا المجال؟
- انا بالفعل قدمت 13 مسرحية غنائية، ولكني اعترف أن المسرح مرهق جدا لانه يحتاج لتفرغ,, وقد عطلني كثيرا عن الغناء.
مطربو المملكة والغناء الخليجي
وما هو رأيك في الغناء السعودي؟
- الاغنية السعودية تركت بصمة واضحة على الساحة العربية وهي بصمة متميزة لالحان شديدة الجمال، وكلمات شديدة الجودة وقد ردت بنفسها على المنتقدين لها والذين قالوا إن نجاح الاغنية الخليجية ظاهرة او موضة ستختفي سريعا، واكدت أن الفن الجيد يبقى طويلا، وانا احب العديد من الاصوات الخليجية فالي جانب محمد عبده، وطلال مداح، وشادي الخليج يقف الى جوارهم عبدالمجيد عبدالله وعبدالله الرويشد، وراشد الماجد، ونبيل شعيل.
هل ترين أن القنوات الفضائية العربية ساعدت في انتشار المطربين؟
- بالتأكيد القنوات الفضائية العربية ساعدت على انتشار الكثير من المطربين، وللاسف فهي سلاح ذو حدين يظهر من خلاله مطربون بمعنى الكلمة، كما يظهر ايضا اصوات تستحق الشنق!! لذلك اطالب كل المسئولين عن اذاعة الاغاني أن يضعوا شروطا لاذاعة اية اغان تأتي لهم، لانه للاسف اصبح كل من يملك تكاليف انتاج اغنية يقوم بنسخ عشرات الشرائط المجانية ويرسلها للفضائيات.
في المقابل احب أن اؤكد على اهمية هذه القنوات التي تقدم لنا اصواتا لها جمالها الخاص مثل محمد عبده وغيره من مطربي المملكة والخليج ومطربي العالم العربي، ولقد تعرفنا من خلالها ايضا على العديد من الأصوات الجديدة التي لم نسمع عنها من قبل فبكل تأكيد نجحت في لم الشمل العربي من محيطه الى خليجه.
ما سبب ابتعادك عن السينما رغم نجاح فيلمك مولد يا دنيا؟
- اولا انا لست بعيدة ويعرض علي الكثير من السيناريوهات لكنه للاسف لا يعجبني، ولأنني قدمت فيلما مثل مولد يادنيا ونجح كل هذا النجاح فلن استطيع تقديم أي عمل آخر الا في مستواه الفني، وانا الآن احضر لفيلم احلامي الوردية من اخراج شقيقي محمد راضي واتمنى أن يلاقي نجاح مولد يادنيا .