Wednesday 27th October, 1999 G No. 9890جريدة الجزيرة الاربعاء 18 ,رجب 1420 العدد 9890


صناعة النقل الجوي بالمملكة في ظل التحديات القادمة للقرن الحادي والعشرين
علي عبد العزيز كانو
رجل اعمال

ركزت الخطط التنموية الطموحة للمملكة العربية السعودية منذ بداياتها الأولى في عهد المؤسس الأول الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - طيب الله ثراه - على ارساء قواعد البنية التحتية, ودعم الامن والاستقرار في ربوع البلاد, والعمل على تنويع مصادر الدخل والاستفادة من عوائد النفط في عمليات التشييد والبناء مع توفير الخدمات المناسبة للمواطن السعودي من طرق ومواصلات وخدمات صحية وتعليمية ومرافق ودواوين حكومية وهيكلة للتنظيم الاداري والحكومي بالدولة بما يكفل ارساء قواعد الدولة العصرية الحديثة في اقصر وقت ممكن, حتى اصبحت المملكة من بين الدول القلائل في العالم التي حققت انجازات تنموية هائلة خلال فترة زمنية تعتبر قياسية بمختلف المعايير.
ونظراً للطبيعة الجغرافية للبلاد التي تتميز بمساحاتها الشاسعة وترامي اطرافها شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً مع تباين الأجواء والتضاريس وكثرة المدن والقرى داخل المملكة, لذا حرصت حكومة خادم الحرمين الشريفين على تسهيل حركة المواطنين والمقيمين في جميع انحاء المملكة, وقد ارتبطت الآن جميع المدن والقرى بعضها ببعض وبمدن العالم الخارجي من خلال حركة الطيران المدني لينعم الجميع بالأمن والاستقرار والرفاهية.
وقد حققت رئاسة الطيران المدني منذ انشائها في عام 1364ه انجازات كبيرة في مجال صناعة الطيران المدني فأنشأت المطارات الدولية والمحلية والاقليمية بالمملكة على احدث طراز في العالم والمزودة بأحدث الأجهزة والمعدات التكنولوجية والتي بلغت في تعدادها حتى وقتنا الحاضر 26 مطاراً منها ثلاثة مطارات دولية تخدم حركة النقل الجوي في ثلاث مدن رئيسية وفقاً لأحدث الأساليب التقنية والتكنولوجية المتطورة, وتوفر الرئاسة خدمات الصيانة للمطارات للمحافظة عليها في مظهرها الراقي الحضاري المطلوب.
ويأتي مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة واحداً من تلك الانجازات العصرية وهو أول مشاريع المطارات الدولية التي نفذتها رئاسة الطيران المدني, وهو احد المشاريع الهامة المتميزة بحكم الأعداد الكبيرة التي تتوافد ثم تغادر كل عام من الحجاج والمعتمرين والزائرين الى الاراضي المقدسة, اضافة الى الركاب المغادرين الى عدة مدن داخل المملكة وخارجها من السعوديين والمقيمين, ويعد المطار مدينة نموذجية متكاملة الخدمات والتجهيزات ويوجد فيه واحد من الانجازات الهامة ايضاً وهو مبنى الحجاج الذي اقيم على احدث طراز معماري اسلامي ويستقبل آلافاً من الحجاج ومئات من الطائرات في وقت واحد, ومن المتوقع ان يستوعب خمسة عشر مليون مسافر بحلول عام 2000.
أما مطار الملك خالد الدولي البوابة الجوية الى الرياض عاصمة البلاد وقلب المملكة النابض بالحياة الذي بلغت تكاليف انشائه 11 مليار ريال فهو يعد محوراً لشبكة النقل الوطنية حيث يقوم بتلبية الحاجة المطردة الازدياد للنقل الجوي والدولي والداخلي في المنطقة الوسطى, وقد روعي عند اختيار موقع المطار ووضع التصاميم الخاصة به ان ينسجم مع البيئة الأصلية والحضارية للمملكة وان يتمشى مع التقاليد الاسلامية في فن العمارة.
وكان مطار الظهران الدولي الذي استقبل اول رحلة له عام 1923 وهبطت فيه اول رحلة تجارية منتظمة لشركة تي دبليو ايه عام1946م قد افتتح في عهد جلالة الملك سعود بن عبد العزيز - طيب الله ثراه - عام 1962م واشتمل آنذاك على صالتين للقدوم والمغادرة ثم حظي بعد ذلك بالعديد من المشروعات والتوسعات ليواكب النهضة الشاملة التي عمت المملكة.
ونظراً للأهمية الاقتصادية للمنطقة الشرقية وما شكلته من نقلة نوعية في تطوير وتحديث آليات الاقتصاد بالمملكة دعت الحاجة لانشاء مطار الملك فهد الدولي وهو من اكبر المطارات الدولية ومزود باحدث الأساليب التقنية والحضارية ليكون بمثابة البوابة الشرقية للمملكة والمركز الاقليمي للنقل الجوي الداخلي بالمنطقة ونقطة الالتقاء الهامة للشرق الأقصى بأوروبا, وسيقوم هذا المطار بالمهام المدنية التي كان يقوم بها مطار الظهران الدولي الحالي, ويستوعب مطار الملك فهد اربعة ملايين مسافر في المرحلة الاولى ويرتفع ليستوعب اربعة عشر مليون مسافر في المراحل اللاحقة, ويوجد به مجمع صالات الركاب الذي يتألف من ستة طوابق ليستوعب اربعة عشر مليون مسافر في المراحل اللاحقة بإذن الله تعالى.
إن تلك الانجازات الفريدة التي حققتها حكومتنا الرشيدة على كافة المستويات وخاصة في مجال صناعة النقل الجوي بما له من تأثير مباشر في مداخيل الاقتصاد الوطني وتنشيط الرواج التجاري والصناعي والسياحي في مناطق المملكة من خلال البرنامج الطموح الذي تم وضعه من قبل رئاسة الطيران المدني لتحديث وتطوير المطارات بأحدث التقنيات العالمية في ضوء التوجيهات الرشيدة لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله وسمو ولي العهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز حفظهم الله انما هي غيض من فيض للجهود التنموية المتواصلة والثوابت التي قطعتها على نفسها حكومتنا الرشيدة لتطوير وتحديث المملكة وخاصة في مجال النقل الجوي واعدادها لمواجهة الالفية الثالثة في ظل ما تحقق من مكتسبات غالية وانجازات شامخة تحت راية التوحيد والبناء, وبالله التوفيق والى المزيد من التقدم والازدهار.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
مطار الملك فهد الدولي
منوعــات
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved