Wednesday 27th October, 1999 G No. 9890جريدة الجزيرة الاربعاء 18 ,رجب 1420 العدد 9890


أضواء
الكبار في مجلس الأمن ومشاركة الروس في إبادة الشيشانيين

كما الألم لا يتجزأ ، كذلك الظلم الذي يتعرض له الانسان لا يمكن تجزئته ولا تصنيفه، فنغضب حينما تظلم جماعة أو يتعرض شعب للايذاء فيستدعى مجلس الامن الدولي، وتشكل قوات دولية لفرض الحل ورفع الظلم وتجند كل المؤسسات والمنظمات الدولية لفرض الحل الدولي.
وفي حالة اخرى مشابهة يغمض المجتمع الدولي عيونه، ويصم آذانه فلا يرى المآسي ولا يسمع صراخ المظلومين،فيتمادى الجلادون في تعذيب ضحاياهم ويواصلون عمليات الابادة.
حالة من النفاق الدولي والكيل اللا أخلاقي بمكيالين، حتى اصبح هذا السلوك غير الشريف للدول الكبرى سمة افعال المهيمنين على مجلس الامن الدولي.
قبل اسابيع حشدت واشنطن ولندن وباريس وتعاونت موسكو وبكين بالسكوت لاجبار اندونيسيا على الخروج من اقليم تيمور الشرقية وسلخ ارض من اندونيسيا تعد جغرافيا جزءا منها وان سكنت فيه اغلبية مسيحية، وجندت كل الوسائل لفرض الامر على جاكرتا حتى البنك الدولي اوقف قروضه لاندونيسيا،وجمعت الجيوش والجنود وارسلت الى تيمور، والحجة ان مجلس الامن الدولي يتدخل لرفع المعاناة عن شعب تيمور الشرقية.
الآن شعب بأكمله يتعرض لإبادة وحشية مركبة، فبالاضافة الى قيام الطائرات الروسية المقاتلة بالاغارة اليومية المتواصلة على المدن الشيشانية التي تتعرض الى قصف متواصل بالصواريخ واجتياح للقوات العسكرية البرية.
بالاضافة الى كل هذه العمليات الحربية، اغلقت القوات الروسية الحدود وحصرت جمهورية الشيشان فلا احد يخرج منها، وبعد ان كان الشيشانيون يهربون من جحيم الحرب الذي صنعه الروس في بلادهم بمعدل ثلاثة آلاف هارب يوميا، تقطعت السبل بالآخرين الذين اخذوا يهيمون على وجوههم على جوانب الطريق الدولي الذي يربط بلادهم بالجمهوريات المجاورة, وبما ان بلاد الشيشان بلاد جبلية وسهولها مكشوفة، فان هؤلاء الفارين سيتعرضون لكارثة إنسانية حقيقية يزيد من حجمها فصل الشتاء الذي يجعل اجواء تلك البلاد قارصة البرودة وثلوجها لاتطاق، ولقد بدأت بوادر الكارثة الانسانية تظهر على الاطفال والشيوخ والنساء، حيث اخذت النساء الحوامل يجهضن، والاطفال والشيوخ يصابون بأمراض البرد والتوفيئيد والسل.
كل هذه المآسي الانسانية والقتل اليومي للمدنيين الشيشانيين بصواريخ وطائرات الروس لم يحرك المشاعر الانسانية للكبار في مجلس الامن ليصبحوا مشاركين الروس في جريمتهم التي لا تجد من يوقفها ويتحمس لوضع حد لها ,, كما كان حماسهم لما ارادوا صنعه في تيمور الشرقية.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
مطار الملك فهد الدولي
منوعــات
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved