Sunday 31th October, 1999 G No. 9894جريدة الجزيرة الأحد 22 ,رجب 1420 العدد 9894


أبعاد سياسية وراء الحكم بإعدام أبو العينين أقوى فلسطيني في لبنان
ظهور النزاع بين لبنان وعرفات إلى العلن فأوله صخرة والقادم إعصار

** بيروت - د,ب,أ - رويترز - من محمد سلام - ميرال فهمي
هل انزلق لبنان الى نزاع مباشر مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الطرف العربي الوحيد الذي يحتفظ على الاراضي اللبنانية بقوات شبه عسكرية تربطها باسرائيل اتفاقيات تنسيق وتعاون.
السؤال تداولته اوساط دبلوماسية غربية ومراقبون محايدون بعد القرار المفاجىء الذي صدر عن المحكمة العسكرية اللبنانية مساء الاربعاء الماضي بانزال عقوبة الاعدام غيابيا على حسن احمد العينين المعروف باسمه الحركي سلطان ابو العينين امين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ومسؤول ساحة لبنان في حركة فتح التي يتزعمها عرفات.
وجاء في حيثيات الحكم كما وزع نصه الرسمي على وسائل الاعلام: ان المسؤول الفلسطيني ادين بتهمة ترؤس عصابة مسلحة بقصد ارتكاب جنايات على الناس والاموال والنيل من سلطة الدولة وهيبتها واجتياح املاك الدولة .
مصدر محايد طلب عدم الكشف عن هويته وصف التطور بانه مثير للقلق فالمعني بالحكم هو عرفات المعروف عنه انه يعتبر ابو العينين ذراعه اليمنى وعصاه الغليظة في لبنان فهو الذي قاد المواجهة مع التنظيمات الموالية لسوريا لبنانية وفلسطينية فيما سمي بحرب المخيمات في بيروت في الثمانينات وهو الذي اعاد الامساك بمخيمات الفلسطينيين في الجنوب اللبناني حيث لا تواجد للقوات السورية.
رد ابو العينين جاء سريعا قاسيا ومتحديا من مقر قيادته الذي لا تملك السلطة اللبنانية اي سيطرة عليه في مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين قرب حدود لبنان الجنوبية مع اسرائيل هذا الحكم ليس قضائيا بل هو قرار سياسي انني ارفض الحديث عن تسليم نفسي وليتحملوا تبعات اعتقالي او توقيفي لانني لم اتورط بشيء,؟
تصريحات ابو العينين للصحفيين تزامنت مع مهمة روتينية نفذها زورق حربي اسرائيلي في المياه الاقليمية اللبنانية قبالة شاطىء الرشيدية جنوبي مدينة صور الساحلية فيما كان انصاره يعتصمون احتجاجا على الحكم القضائي اللبناني امام مكتب حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية في مخيم عين الحلوة للاجئين قرب مدينة صيدا العاصمة الاقليمية لجنوب لبنان على بعد 55 كيلو مترا الى الشمال.
المعتصمون رفعوا صور عرفات الممنوعة بالامر الواقع خارج المخيمين اللذين لا تسيطر عليهما قوى السلطة اللبنانية ورددوا هتافات التأييد للزعيم الفلسطيني ملوحين ببنادقهم الحربية من طراز كلاشينكوف الروسية الصنع.
مصدر فلسطيني مطلع علق على الاحتجاج بقوله: اول الغيث قطرة فاذا كان اوله صخرة فالآتي اعصار.
الاعتصام وهو الاول ضد السلطة اللبنانية الذي يقام تأييدا لعرفات منذ توقيعه اتفاق سلام مع اسرائيل اعتبره المصدر المحايد نقطة تحول في مسار الامور في لبنان لقد دخل عرفات ولبنان في نزاع علني كانا على طرفي نقيض لكنهما الان طرفا نزاع.
واشار الى ان الخطر يكمن في كواليس طرفي النزاع المباشرين حيث نجد سوريا خلف لبنان واسرائيل خلف عرفات قد يعتبر ذلك مشهدا طبيعيا لنزاع سياسي ولكن وجه الخطورة يكمن في وجود قوة عسكرية لعرفات تقدر بما لا يقل عن 000,3 الف رجل في جنوب لبنان حيث لا تستطيع القوات السورية التواجد.
وكانت اسرائيل قد اعلنت في تشرين الاول - اكتوبر من العام 1976 ان نهر الاولي عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا هو خط احمر لا تقبل ان تتجاوزه القوات السورية العاملة في لبنان ولم تخرق هذه المعادلة في خلال السنوات الثلاث والعشرين الماضية.
وتساءل المصدر: ابو العينين يقول انه سيتابع تحركه المعتاد خارج مخيمي الرشيدية وعين الحلوة فهل ستلقي السلطة اللبنانية القبض عليه لتنفذ حكمها القضائي؟ واستطرادا من ذلك هل سيتطور النزاع السياسي الى صراع عنيف؟
وقال محللون ان حكم الاعدام المفاجىء الذي اصدره لبنان على زعيم فلسطيني هو تحذير مستتر للرئيس ياسر عرفات من استبعاد بيروت او جارته القوية سوريا من محادثات الوضع النهائي.
وجاء هذا الحكم على نحو غير متوقع فيما يبدو حيث كان ابو العينين في داره ولا يعلم بأمر المحاكمة ووصف محللون الحكم بانه سياسي محض ربما كان دافعه الخوف من الدور الذي يمكن ان يلعبه الفلسطينيون اذا انهت اسرائيل احتلالها الذي بدأ من 21 عاما لجنوب لبنان قريبا.
وقال كاتب مخضرم في الشؤون الفلسطينية انظر الى الحكم على انه انقلاب وقائي.
واضاف: تنتاب لبنان شكوك كبيرة في السلطة الفلسطينية ويريد ان يبين لهم من الذي يسيطر على مجريات الامور.
ويقيم في لبنان الاف اللاجئين الفلسطينيين الذين حرموا من حقوق كثيرة ويخشى من احتمالات تغييرهم للتوازن العرقي في لبنان بعد الحرب الاهلية.
وتتحرك محادثات السلام الفلسطينية الاسرائيلية المضنية فيما يبدو نحو النهاية بعد سنوات من الجمود واصبحت قضية حل وضع اللاجئين اكثر الحاحا من ذي قبل.
وابلغ رئيس الوزراء سليم الحص واشنطن الراعي الرئيسي للسلام بأن بيروت لن تمنح الجنسية للاجئين على الاطلاق وطالب بأن يشارك لبنان في المفاوضات الخاصة بمستقبلهم لضمان عدم بقائهم في بلاده.
لكن اعضاء فتح احكموا قبضتهم في الآونة الاخيرة على مخيمات اللاجئين الرئيسية وهو تحرك قال خصوم ان عرفات يمكن ان يستخدمه ورقة مساومة مع اسرائيل لاقناع اسرائيل بقبول دولة فلسطينية مقابل التخلي عن حق اللاجئين في العودة.
وقال محلل سياسي غربي: لبنان وسوريا يريدان ابلاغ الفلسطينيين وعرفات بوجه خاص بانهما في نهاية الامر الطرف الذي يتعين التحدث اليه بشأن اللاجئين وانها ليست مسألة ثنائية.
وذكرت مصادر فلسطينية ان سبب التحرك المفاجىء ضد ابو العينين ربما يعزى لعودة فصيل فتح اكبر الفصائل التابعة لعرفات للظهور كأقوى فصيل في مخيمات اللاجئين في جنوب لبنان.
واقر ابو العينين بذلك بقوله ربما انزعجت السلطات الفلسطينية من النشاط المتزايد لفتح في مخيمات جنوب لبنان.
من هو أبو العينين
يعتبر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان سلطان ابو العينين الذي اصدرت محكمة عسكرية لبنانية عليه حكما غيابيا بالاعدام الطفل المدلل للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الذي عينه لواء.
وقد لعب ابو العينين 47 عاما دورا عسكريا خلال اعوام الحرب الطويلة في لبنان 1975 - 1990 لكنه عرف على وجه الخصوص بمواهبه التوفيقية التي سمحت له باعادة توحيد صفوف حركة فتح في لبنان التي شهدت انقساما بعد توقيع اتفاقات السلام الفلسطينية الاسرائيلية في اوسلو 1993م.
ولد المسؤول الفلسطيني عام 1952م في قرية العباسية في جنوب لبنان بالقرب من صور 83 كيلو مترا جنوب بيروت من والدين ينحدران من بلدة الشيخ داود التي تقع اليوم شمال اسرائيل في الجليل الاعلى اسوة بالغالبية الساحقة للاجئين الفلسطينيين في لبنان والبالغ عددهم 350 الفا.
تلقى دراسته في مدارس مكتب الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا وانهى تعليمه الثانوي في مدرسة خاصة في صور.
انضم ابو العينين الى صفوف حركة فتح كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وهو ما زال فتى صغيرا وتولى قيادة قوات هذا التنظيم في بيروت في اوج حرب المخيمات 1985 - 1988 بين منظمة التحرير وحركة امل الموالية لسوريا.
وكلف لاحقا قيادة منطقة صور التي تضم ثلاثة مخيمات ومركزي تجمع للاجئين الفلسطينيين.
وبعد ان كلفه عرفات عام 1995م اعادة تنظيم صفوف فتح اصبح ابو العينين منذ ذلك الحين المسؤول الاول لهذا التنظيم ولمنظمة التحرير الفلسطينية في لبنان.
ويبدو ان ابو العينين نجح اخيرا في مهمته هذه بعد محاولات عديدة خائبة واعلن في تموز/ يوليو استعادة السيطرة على مخيم عين الحلوة اكبر مخيمات اللاجئين في لبنان 60 الف لاجىء واعادة دمج مثيري القلاقل الذين لم يترددوا في اهانة عرفات والدعوة الى اغتياله.
من جهة اخرى نظمت مجموعة اولى من 45 مقاتلا عرضا الاثنين في عين الحلوة في ختام دورة تدريب على الاسلحة الخفيفة استمرت 25 يوما.
ويقيم ابو العينين في مخيم الرشيدية الذي يضم 18 الف لاجىء 4 كيلو مترات جنوب صور وهو متزوج وله سبعة ابناء اربع فتيات وثلاثة صبيان.
وقد غادر ابناؤه لبنان عام 1995م بعد ان تعرضت بناته لاطلاق نار خلال توجههن الى بيروت حيث اصيبت احداهن بجروح.
وتتابع الفتيات دراستهن حاليا في باكستان وسيتخرج ابنه الاكبر رياض هذا العام من كلية الطب.
وابو العينين المعروف باناقته وشغفه بالسيارات الفخمة يعرف ايضا بحزمه وصرامته العسكرية التي مكنته من النجاة من سبع محاولات اغتيال بين 1991م و1995م وغالبيتها جرت في الرشيدية وتمكن ابو العينين من طرد انصار فتح - المجلس الثوري بقيادة ابو نضال من المخيم بعد ان اتهمهم بالوقوف وراء هذه الاعتداءات.
ويؤكد المسؤول الفلسطيني الذي كان وراء بناء عدد من المدارس ومراكز للمعاقين الفلسطينيين في منطقة صور حيث يوزع 100 الف دولار كل شهر كنفقات طبية للاجئين انه لم يغادر لبنان ابدا.
وقال لوكالة فرانس برس: طموحي الوحيد ان اعود يوما الى فلسطين.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
لقاء
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved