* نيودلهي - ام , في بالاجي - د, ب,أ
اظهرت الاحتجاجات حول زيارة البابا يوحنا بولس الثاني الانشقاقات بين الجماعات الهندوسية، خاصة مع التأييد التي لقيته الزيارة من رئيس الوزراء أتال بيهاري باجياي، من حزب بهاراتيا جاناتا رغم معارضة انصاره اليمينيين الاكثر تطرفا.
وتود الجماعات الهندوسية تحت حماية راشتريا سوايا مسواك سنغ القوة الايديولوجية المؤيدة لحزب بهاراتيا جاناتا ان يعتذر البابا الذي سيصل الى نيودلهي في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر/ في زيارة تستغرق اربعة ايام عن محاكم التفتيش التي اقامتها البرتغال في جوا الواقعة في غرب الهند، منذ 400 عام.
كما تريد ان تقلع الكنيسة عن زعمها انها الوسيلة الوحيدة للخلاص .
وكانت المؤسسات الهندوسية قد اتهمت الكنيسة بالانغماس في عمليات تحويل الهندوس الى الكاثوليكية بالاكراه والتحايل.
واعربت الكنيسة الكاثوليكية عن قلقها بشأن الاحتجاجات التي تنظمها جماعة فيشو هندو بارشايد (المجلس الهندوسي العالمي) وجناح الشباب به باجرانج دال.
وقد قام المحتجون الهندوس بحرق تماثيل للبابا واقاموا مسيرة من جوا من المتوقع وصولها نيودلهي في وقت زيارة البابا كما نظمت ايضا الطقوس والصلوات في معابد نيودلهي ضد الزيارة.
وقال وزير الداخلية لال كريشنا ادفاني في البرلمان ان الحكومة تستنكر الاحتجاجات الهندوسية وتدين حرق التماثيل.
وقال المتحدث باسم حزب بهاراتيا جاناتا فينكاية نايدو ان حزبه لن يؤيد مثل هذه الاحتجاجات وقال ان الزيارة تأتي بناء على دعوة الحكومة ولا يجب ان تكون هناك أية معارضة لها.
بينما تعهد وزير الشئون الخارجية جازوانت سنغ بان يجعل من الزيارة نجاحا متألقا .
ولكن لا يروق للكنيسة ان تعرب عن اسفها وقال رئيس الاساقفة المعارض في نيودلهي الان دي لاستيك انه لا يمكن ان يعتذر البابا عن شيء كمحاكم التفتيش التي تمت منذ مئات السنين.
وتساءل الى اي مدى يمكننا ان نرجع في التاريخ؟ هل من المتوقع ان تعرب مقدونيا واليونان عن اسفهما لغزو الاسكندر للهند؟ .
كما انكرت الكنيسة ايضا الاتهامات بقيامها بعمليات لدفع الهندوس لاعتناق الكاثوليكية بالاكراه.
وتعتبر قضية التحول الى المسيحية من القضايا الحرجة في الهند، على الرغم من ان النسبة لا تتعدى 2,4 في المائة من اجمالي سكان الهند.
وقد اغتال متطرفون هندوس مشتبه فيهم قسا كاثوليكيا في ولاية اوريسا الشرقية وقاموا بخطف راهبة وتجريدها من ملابسها في منطقة بيهار المجاورة بعد اتهامها بمحاولة تحويل الناس عن دينهم.
وقد اشعلت النيران في كنائس عديدة في ولاية جوجارات الغربية العام الماضي وتم حرق مبشر استرالي بروتستانتي وابنيه احياء في اوريسا في وقت مبكر من العام الجاري,ولا تقتنع الجماعات الهندوسية بالقول ان الهندوس الذين يشكلون ما يزيد عن 80 في المائة من السكان لا يواجهون اي تهديد من اقلية صغيرة مثل المسيحيين.
ويذكر ان عدد المسيحيين يصل الى 24 مليون من بينهم 16 مليون كاثوليكي من اجمالي عدد سكان الهند البالغ 900 مليون نسمة.
وجاء في احد منشورات مؤسسة هندوسية عن الاغواء الديني انه لا يجب ان ينظر الشخص الى النسبة الكلية فقط لعدد السكان المسيحيين وانما الى كيفية انتشارها فيتركز المسيحيون في مناطق قليلة مثل ولاية كيرالا وجوا واربع من الولايات السبع الواقعة في الشمال الشرقي للدولة .
ويزعم كتيب جماعة فيفك كندرا الهندوسية ان الكنيسة متورطة في انشطة انفصالية في شمال شرق الهند حيث توجد اغلبية مسيحية في ثلاث من الولايات السبع.
وفي نفس الاثناء زاد التوتر المحيط بزيارة البابا بسبب دعوة جماعة معمدانية امريكية الى تحويل الهندوس الى المسيحية.
وسارعت الكنيسة الكاثوليكية الى التنصل من تلك الدعوة ووصفتها بانها انحراف ولكن الجماعات الهندوسية لا تميز بين الطوائف المسيحية المختلفة عندما يتعلق الامر بالاغواء الديني.
وذكرت جماعة فيفك كندرا الهندوسية يقال ان كنائس توصف بانها متطرفة هي التي تقوم بعمليات الاغواء الديني بأساليب غير مناسبة, اما الكنائس الملتزمة بالاسلوب السائد فهي نماذج للفضيلة، ولكن هذه الكنائس الملتزمة لم تقلع عن هدفها المتمثل في جذب الناس الى المسيحية مع انها تتظاهر بغير ذلك بأسلوب بارع .
|