عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبعد:
كتب الأخ محسن دنقوه في عدد 9870 مقالا يحذر فيه من الانخداع بالكلام المعسول,, ونحن نؤيده في ذلك التحذير,,ونزيد من الشعر بيوتا في هذه المناسبة,, فنقول: يردد كثير من الناس قصص قيس وليلى وجميل وبثينة و,,, الخ وكأنها قصص يفخر بها,, وكأن ابطالها ابطال يقتدى بهم وكأنهم فعلوا معروفا أو خيرا للبشرية ونتجاهل انهم ساروا وراء رغباتهم متخطين حدود المجتمع فعوقبوا بمنعهم من تلك الرغبات,, ليكونوا عظة وعبرة,, لكننا للاسف ننظر إليهم كمن فعل معروفا أو دعا الى حق,, ونجعلهم قدوة ونعقد المجالس لتدارس اشعارهم وتفكيك معانيها ونخلدهم ونخدع السذج والساذجات ونصرف الناس عن معالي الامور إلى امور تضر ولا تنفع إلا إذا اخذنا العظة منها ودعونا إلى الحذر منها والبعد عن كل ما يوقع فيها,
لا ندري كيف يتسلى الناس بمثل تلك القصص وكيف يجدون المتعة في بلاء الناس,, ولا ندري اين مواضع الجمال في تلك القصص,, أهو في فقد العقل من اجل رغبة لم تتحقق لانه لا تتوفر لها الشروط,, أم هو في تجاوز حدود المجتمع التي ما وضعت إلا للمحافظة عليه وعلى افراده وأولهم قيس وليلى,.
هل قدم قيس معروفا لليلى عندما بكى وتباكى وهل قدم تضحية لليلى عندما ذكرها في شعره وخلد الناس قصصه وبهتانه,, لو كان في تلك القصص موضع فخر لما أهدر دم قيس,, وما تُرك إلا رحمة به لانه لا يعي ما يفعل وليس على المجنون حرج,, وكما اهدر دم قيس,, أهدر دم جميل وجلد الاحوص وطلي بالزيت ووضع تحت الشمس والناس ينظرون,, ونفي إلى جزيرة نائية.
فأين مواضع الفخر والتسلية في تلك القصص,, العاقل من وعظ بغيره,, فكيف نمجد قيساً ولا حق له بمجد أو فخر؟
ذنب ليلى انها لم تصفع قيسا لعله يعود إلى رشده ولم تثقب عينه ولسانه رحمة به واشفاقا عليه من تلك النهاية المحزنة حيث مزقته وحوش الصحراء وهو يهيم فيها عاريا يردد اسم ليلى.
هل في ذلك مجد وموضع فخر,, لا والله ولو نظر العاقل على ان ليلى اخته لما اعجبه قيس ولا شعره ولا قصصه ولا اوهامه ولقام من فوره يطلب دمه,, نسأل الله ان يثبت قلوب المسلمين على دينهم ويصرف قلوبهم على طاعته.
عائشة صالح