السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, وبعد,.
* للإعلام دور بارز في عملية تنشئة الطفل وتوجيهه ويتمثل ذلك بالوسائل الإعلامية المختلفة لعل ابرزها التلفزيون كونه الوسيلة الإعلامية الوحيدة الذي تتوفر له العديد من المقومات في تواجده في كل منزل وتعامل الطفل معه بشكل دائم لأن التلفزيون هو الوسيلة المحببة للطفل حتى هذا الوقت يتضح ذلك من خلال مايمضيه الاطفال من أوقات طويلة مع هذا الجهاز دون كلل او ملل, ولذلك سوف اتناول موضوع التلفزيون ورسالته تجاه الطفل من خلال هذا المقال وسوف يكون التركيز على مايقدمه التلفزيون من برامج موجهة للطفل, ولا يعني نقدي لهذه البرامج التقليل من جهود التلفزيون من خلال مايقدمه للطفل من هذه البرامج فما عهدت أحداً تداعى درجة الكمال فكل مجال لا شك يعتريه القصور مهما كانت دقة الجهود فبالنظر للبرامج التي يقدمها التلفزيون حالياً نجدها تتمحور بين برامج مُنتجة محلياً من خلال مراكز التلفزيون في بعض مناطق المملكة مثل براعم الوطن، اغلى وطن، حديقة الاطفال ,,,الخ , اما الوجه الآخر لهذه البرامج فهي البرامج المستوردة المتمثلة بالرسوم المتحركة وبرامج الكرتون المدبلجة.
أولاً: الرسوم المتحركة قضيتها مع الطفل قضية حيث استأثرت باهتمام الطفل وتعلق بها والشيء السيىء في ذلك ان محتويات هذه الرسوم قد لاتخلو من بعض الصور التي تجسد بعض السلوكيات السلبية والخاطئة والتي للأسف يتشربها الاطفال فتكرس لديهم هذه السلوكيات يتضح ذلك من خلال تقليد بعض الاطفال لما يرونه من خلال مشاهدة هذه الرسوم, والذي أؤكده انه لن ينال الطفل أي فائدة من خلال توجيه هذه الرسوم له عبر التلفزيون وهذا يستدعينا ان نطلب محاولة البحث عن بدائل تهم الطفل غير الرسوم المتحركة وبامكان التلفزيون توظيف هذه البدائل لتخدم الطفل بشكل افضل.
ثانياً: وفيما يختص بالبرامج التي ينتجها التلفزيون محلياً فقد عمد التلفزيون منذ فترة الى ادراج البرامج الهوائية المباشرة الموجهة للطفل عبر هيكلته البرامجية وآخر ماعرضه من هذه البرامج ومن خلال الاجازة الصيفية لهذا العام برنامج اختر جائزتك وهذا البرنامج فكرته جيدة ولكن اعداده وتقديمه للأسف غير جيد فقد اتضح الكثير من القصور وخاصة في الاعداد علماً بان بدايته كانت افضل نسبياً مما تلاها فسياسة هذا البرنامج تعتمد على طرح الاسئلة الموجهة للطفل ليجيب عليها الطفل عبر الهاتف والفاكس مباشرة والشيء الغريب ان الاسئلة المطروحة عبر هذا البرنامج للطفل تتراوح بين اسئلة عشوائية او طرح اسئلة أخرى مُعدة مسبقاً تتمحور حول مصطلحات يعجز عن الاجابة عليها الكبار فما بالكم بالصغار.
اضافة الى انها لا تضيف للطفل اي فائدة, ولإدراك مقدمة البرنامج لصعوبة هذه الاسئلة وعدم جدواها بالنسبة للطفل فقد وضعت مضمون هذه الاسئلة على ثلاثة اختيارات والاجابة عليها لا تتم بفراسة الطفل او ذكائه بل تتم من خلال حركات يد مقدمة البرنامج التي تعتمد على ثلاث حركات حسب اجابة السؤال فعندما تتجه حركة اليد الى اليمين بشكل افقي بمعنى لا فالسؤال خاطىء لاشك, وعندما تتجه اليد الى اسفل بشكل رأسي أي نعم فهذا الصحيح ولعل عزاء الطفل هي الجائزة التي يحصل عليها دون جهد منه, وهذا ولاشك يعوّد الطفل البلادة والاتكالية.
وقد كان من الافضل ان تستغل الجهود التي بُذلت من اجل هذا البرنامج مادياً وتقنياً وزمنياً في مادة اعدادية جيدة تُثري مدارك الطفل وتُحقق تطلعاته واهتماماته.
وفي الأخير ينبغي ان نُدرك عندما نُعد برامج الطفل اهمية المرحلة التي يعيشها هذا الطفل ونضع بالحسبان مستوى تفكيره ونوعية اهتماماته وتطلعاته فنحاول ان نوائم ذلك مع ماتقدمه لهذا الطفل لنحقق الجدوى المتوخاة من استفادة الطفل من هذه البرامج, والله الموفق