ستواجه أقسام وكليات الاعلام مشكلة كبيرة في تدريس الفن الاذاعي وخاصة فن الحوار التليفزيوني وتقنياته والمهارات التي ينبغي أن يُزود بها المذيع، والأصول الإذاعية التي يجب أن يلتزم بها مع المتحدث، وتزداد المشكلة أكثر مع تزايد إقبال الجماهير العربية على مشاهدة القنوات الفضائية العربية وانتشار برامجها في مجالس الترفيه والمنوعات.
فلم تعد التقنيات هي التقنيات، بل أصبحت المذيعة بجمالها ومكياجها ودرجة عُريها وتحريك رموشها وميوعة صوتها وإشارات عيونها وإيحاءاتها الأنثوية هي التقنيات الجديدة التي لم تكتب عنها كتب الفن الاذاعي شيئاً.
ولم تعد المهارات هي المهارات، بل أصبحت الاثارة اللفظية والتسطيح الفكري والتشتت الذهني واللغة العامية الركيكة وقطع المتحدث بمناسبة ودون مناسبة هي المهارات الجديدة التي لم تتضمنها قاعات الدرس الاذاعي مطلقاً.
ولم تعد الأصول هي الأصول، بل أصبح التحيز والمبالغة ومحاولة فرض وجهة نظر المذيع وتحويل دفة الحوار بمناسبة ودون مناسبة وعدم احترام المشاهد وعدم احترام المتحدث هي آداب الحوار الجديدة التي لم تُشر إليها أخلاقيات العمل الاعلامي عموماً وخاصة الاذاعي نظراً لما يتسم به من تأثير فوري وعفوي وتلقائي- خاصة في حالة البث المباشر- على أدبيات الحوار لدى المشاهدين نتيجة رؤيتهم المباشرة لهذا الحوار الذي لم يشاهدوه في حالة الحوار الصحفي.
ولا يعني هذا بطبيعة الحال خلو الساحة الاذاعية بالقنوات الفضائية العربية من مذيعين ومذيعات يلتزمون بالتقنيات والمهارات والأصول الجيدة التي تحترم عقول وثقافة وتقاليد المشاهدين، ولكن المدرسة اللبنانية على وجه التحديد كانت هي المدرسة العربية الرائدة في هذا التجديد الاذاعي بمعناه السلبي الذي يزعج أخلاقيات الاسرة العربية ويهدد تربية أبنائها وبناتها ويقودهم إلى التسليم بأفكار وأساليب التحرر والميوعة تحت ستار الرشاقة والبساطة والحيوية والانطلاق.
ولم تعد المدرسة اللبنانية حكراً على القنوات اللبنانية فقط، بل بات المقصود بها:
كل من يسير في هذا الاطار من التقنيات والمهارات والأصول الاذاعية المُبتدعة، ووفقا لهذا المفهوم تجد انتشار هذه القيم الاذاعية المستحدثة في معظم القنوات الفضائية العربية التي زودت طَعَّمت نفسها إما بمذيعات لبنانيات الأصل أو بمذيعات مصريات ومغاربة على الطريقة اللبنانية، وعلينا أن نتوقع أو نتوخى امكانية تأثر مذيعات الخليج بهذا التيار الاذاعي الكاسح لغرائز الرجال والنساء في العالم العربي.
وقد تتطلب المدرسة اللبنانية دراسة متأنية وشاملة لايتسع المقام هنا لعرضها، ولكنه يمكن الاقتصار في هذه المقالة على نموذج ياهلا وبصراحة والذي يجمع بين العقلية المصرية في حالة خروجها على النصوص والحدود وبين الشقاوة اللبنانية في حالة إثارتها للغرائز والنفوس، ولا يرجع اختيار هذا النموذج لأسباب شخصية فالكاتب لم يعرفه ولم يلتق به، ولكن لأنه نموذج اعتمد المدرسة اللبنانية في التقديم الاذاعي في برامج جادة وثقافية وحيوية وتمثل رأياً عاماً مشتركا بين أقطار الدول العربية.
وكان المشاهد قد اعتاد أن يرىدلع اللبنانيات في برامج ترفيهية وحفلات غنائية راقصة، أما وأن يظهر على الشاشة نموذج يعتمد هذا الدلع في إدارة برامج تناقش قضايا على درجة كبيرة من الأهمية والحساسية فهذا ما لا يمكن فهمه على مستوى الاعلاميين أو على مستوى كثيرين من الغيورين على الثقافة والأخلاق والتربية.
وباعتقادي منذ البداية أن نموذجياهلا وبصراحة يحظى بحضور جماهيري كبير سواء من المؤيدين له أو من المعارضين وذلك باعتباره من البرامج التي تتبنى طرحاً مثيراً - يصفه البعض بأنه خارج - لقضايا تربوية وجنسية في ظل مجتمعات منغلقة تحظى فيها الثقافة المحافظة بتأييد أوسع من الثقافات المتحررة حتى وإن كان هناك خلاف حول حجم السلوك المحافظ، وحجم السلوك المتحرر في هذه المجتمعات، ويمكن أن ينسحب هذا الكلام على برنامج ياهلا .
أما في حالةبصراحة فيرتبط الطرح بقضايا سياسية وتاريخية ووثائقية متصلة بأشخاص وزعماء ونجوم وحقائق مصيرية في العالم العربي في ظل تراجع طرح القضايا السياسية بحرية حقيقية أو باسلوب مثير، وفي ظل- أيضا- وجود محاذير ثابتة لا يمكن أن يتجاوزها أي برنامج سياسي- حتى وان كان الاتجاه المعاكس نفسه- ولذلك يأتي نموذج ياهلا وبصراحة ليتجاوز كل الممنوعات ويستغل كل المسموحات، بل ويطرحها من منظور مغاير مغايرة جذرية لبيئة المجتمع العربي وثقافته التي تربى عليها.
ومن هنا يمكن أن نتفق على وجود أفكار وآليات ومعالجات جديدة يلجأ إليها النموذج ياهلا وبصراحة معاً بهدف تحقيق أكبر قدر من كسب المشاهدين دون اهتمام جدّي باتجاهات هؤلاء المشاهدين نحو النموذج أو صاحبته، ودون اكتراث بمدى الفائدة الحقيقية التي يمكن أن تعود على هؤلاء المشاهدين.
والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: لماذا يُقبل المشاهدون على متابعة مثل هذا النموذج رغم الانتقادات الشديدة التي يوجهونها له؟ وهذا ليس سؤالاً استنكارياً أو تعجبياً بقدر ما هو سؤال طبيعي يعكس رغبة المشاهدين في المعرفة والاهتمام بالقضايا الاجتماعية والتربوية والجنسية والسياسية والتاريخية وكيفية التعامل معها باسلوب علمي قائم على آراء ونصائح الخبراء والمختصين ولكن بدون خدش للحياء أو تغليب وجهة نظر على أخرى أو الاعتماد على النصائح والخيارات الغربية التي قد تضر بالمرأة العربية والرجل العربي في كل الأعمار الزمنية.
ووفقا لهذا فإن نموذج ياهلا يطرح مثالاً للمذيع المغترب أو المختل أو المنفصل عن واقع وثقافة وقيم مجتمعه، ويبدو فيه الصراع مع الذات من ناحية وصراع الذات مع القيم السائدة من ناحية أخرى، كما يبدو عليه إحساسة باللامعيارية في القيم التي تحكم علاقة المرأة بالرجل في المجتمعات العربية مما يقوده إلى القلق النفسي وعدم الرضا والتمرد على هذه القيم في محاولة لعلاج الاغتراب النفسي المصاحب على حساب مشاعر المشاهدين، ودون مراعاة لخطورة التأثيرات والاسقاطات التي تعكسها من خلال هذا البرنامج، ودون مراعاة أيضا لما تقوم به من خلط بين ظروفها الخاصة وخبراتها المأساوية مع الرجل وبين مناقشتها لقضايا عامة تخاطب جماهير عامة ومتنوعة أيضا.
أما نموذج بصراحة فإنه يطرح مثالاً صارخاً للمذيع المتحيز الذي يخلط بين أوهامه وتصوراته الخاصة عن الزعماء والنجوم والأحداث، وبين الحقائق والآراء الموثقة التي تتطلب العرض الموضوعي حفاظاً على المشاهد العادي من تزييف رأيه، واحتراماً لمشاعر وإدراك المشاهد المثقف، وفي هذا الاطار يقوم نموذج بصراحة بإعادة قراءة دقائق ووثائق على طريقته الخاصة وبلغته وفهمه هو الذي يريد أن يغالط به المتحدثضيف البرنامج والمشاهد معاً، ففي حلقة خالد محيي الدين عضو مجلس قيادة الثورة المصرية تقول مقدمة البرنامج أنت قلت في كتابك ان قيادة الثورة كانت تدير الحكم باسلوب عصابات المافيا ولم يكن همها إلا الحفاظ على مناصبها دون أي مراعاة لمصالح الشعب فيرد عليها: هذا كلامك انت، أنا لم أقل شيئاً من ذلك، بل قلت إن أي صراع سياسي يكون على سلطة بهدف خدمة الشعب كما تتصور هذه السلطة ثم تنتقل إلى موضع آخر تمارس فيه نفس شهوة التحيز، فتقول: أنت قلت في كتابك أن عبدالناصر اعترف بشراء المظاهرات التي طالبت بابقائه في الحكم رغم هزيمة 1976,, فيرد عليها: أنا لم أقل ذلك، بل قلت أن عبدالناصر صرف أربعة الاف من الجنيهات على هذه المظاهرات، وأن هذا مشروع حتى في الدول المتقدمة باعتبارها مصاريف تنقلات الناس والاشراف على هذه المظاهرات,, الخ وهكذا يحاول بصراحة فرض فهمه هو للأحداث والتاريخ والشخصيات دون مراعاة للحقيقة.
وقد يكون الحق لأي مقدم برنامج في أن يطرح وجهة نظره، وأن تكون له شخصيته الواضحة أو بصمته المميزة عن البرامج الأخرى، ولكن لا يعني هذا إخلالاً بالموضوعية والحياد ومحاولة تحقيق التوازن بين الآراء المطروحة,, فالموضوعية والحياد ليسا نقيضين لإظهار الشخصية أو الذات، لأن الذات مطلوبة في العمل الاعلامي عموماً وخاصة في موضوعات الرأي والقضايا، ولكن الموضوعية والحياد المقصودين بالعمل الاعلامي هما نقيضان للتحيز والتعصب الأعمى للتجارب الخاصة ومحاولة تعميمها على كل الحالات دون مراعاة أن لكل حالة ظروفها الخاصة.
ولذا فعلى الاعلامي أن يعي جيداً الفرق بين الشخصية، والتحيز فلكي تكون صاحب شخصية مميزة في العمل الاعلامي لايقتضي أن تكون متميزاً,, ولكي يتضح الأمر فإن التحيز في البرنامج الاعلامي يظهر من خلال: الادارة غير المتوازنة أو العادلة للحوار الدائر بين الأشخاص الحضور داخل الاستيديو، أو عبر المداخلات والتعليقات من خارج الاستيديو، بينما تظهر الذات أو الشخصية من خلال عرض وجهة النظر دون انفعال أو مبالغة أو تقليل من وجهات النظر الأخرى أو التمليح بالاستهزاء والاندهاش من الآراء المخالفة من خلال هزة رأس أو نظرة عين أو رمشة حاجب وهو ما يقع فيه نموذج ياهلا وبصراحة في كثير من المرات تحت ستارخفة الدم ومغازلة جمهور الحضور داخل الاستيديو أو مشاركته بطريقة انتقائية.
وبالتالي يمكن أن يترتب على ذلك وقوع الحضور داخل الاستيديو تحت تأثير هذا المسمىظرفاً أو خفة دمٍ فتتضاءل لديهم الرغبة الحقيقية في معارضة اتجاه البرنامج وأساليبه المثيرة في مناقشة واقتحام معاقل الحياء لدى الرجل الشرقي والمرأة الشرقية أيضا وذلك كله بحجة جذب الجمهور؟!
ولكن من هو جمهور ياهلا ؟ وفي تقديري ان البرنامج يحظى بإعجاب وتأييد قلة من النساء: المطلقات والناشذات والمخترقات عقلاً وتفكيراً بالقيم الاباحية الغربية، والناشئات في أجواء التفكك الأسري والتحلل الاجتماعي، والتائهات الضائعات اللاتي تلقفتهن ثقافة الزيف والوهم بأن الرجل العربي هو في موقع العدو الدائم واللدود لآدمية وانسانية وحرية المرأة العربية، أو اللاتي تلقفتهن ثقافة التضليل والخداع وقلب الموازين التي ترى ان الرجل العربي في حالة حقد وتخوف دائمين من المرأة العربية الناجحة في المجتمع لأنه لا يريدها أن تتبوأ مكانتها الوظيفية ورسالتها الاجتماعية بحجة أن الوظيفة الأساسية للمرأة هي علاقتها الزوجية والأسرية ودورها التربوي للأطفال وصناعتها الاسلامية لرجال المستقبل بالاضافة الى مشاركتها في صنع القرارات المصيرية لزوجها ولأسرتهاويُلاحظ هنا قلب الموازين، فالأصل في دور المرأة أصبح هو الشماعة التي يعلق عليها الرجل تخوفه من المرأة، بينما تحولت الاستثناءات إلى أصول تعكس عدم ثقة الرجل العربي في نفسه وتحرك مشاعر الحقد بداخله نحو المرأة مع إدراكه الكامل بأن هذه المرأة هي امه واخته وزوجته وبنته !!
كما يحظى ياهلا أيضا بإعجاب وتأييد قلة من الذكور الذين ينتمون إلى الفكر العلماني باعتباره البوابة العربية للانبهار بالقيم الغربية وأساليب الحياة الأوربية والأمريكية، وقلة من انصاف المثقفين ومدّعي التمدين والتطور والعصرنة بحكم احتكاكهم بالغرب من خلال بعثات علمية أو زيارات ترفيهية أو مصالح مادية، وكذلك بعض المسئولين العرب الذين يحرصون من قبيل الدعاية السياسية والجماهيرية على احترام ما يسمى بحقوق المرأة من المنظور الغربي.
وفي مقابل تأييد هذه النوعية من النساء والذكور يحظى البرنامج بمعارضة الغالبية العظمى من الشعوب العربية والاسلامية سواء الذين يتابعونه أو الذين لم يتابعوه من الكبار والصغار، المتعلمين والأميين، الأغنياء والفقراء، كما يحظى بسخط وغضب شديدين من الغيورين على القيم الاسلامية وكرامة المرأة العربية وشرفها، وبمناسبة كلمة الشرففإن ياهلا يعترض على الشرف بالمعنى السائد لدى العرب ويعتبره مفهوما تقليدياً ويندهش من إجابة شاب عربي يرفض أن يتزوج بمن يحبها ويقتنع بها اذا اكتشف أنها بلا شرف
واذا كان معارضة ياهلا دليل على مشاهدته، فإن المشاهدة في حد ذاتها لا تعتبر دليلاً على الاعجاب، بل إن المعارضة في ظل المشاهدة تعتبر دليلاً على اخفاق البرنامج في تحقيق أهدافه، حيث أن البرنامج لا يستهدف بطبيعة الحال أولئك الذين يؤمنون بما يسمى بحق المرأة والرجل العربي في التثقيف الجنسي على الطريقة الغربية أو أولئك الذين يدعون الى حرية المرأة وحقوقها ودورها في المجتمع على الطريقة العلمانية، ولكنه يستهدف بالضرورة أولئك المعارضين أو الواقفين في الخندق المقابل والذين يتهمهم البرنامج بأعداء المرأة أو الرجعيين أو التقليديين بهدف التأثير على أفكارهم وسلوكياتهم سواء بتعديلها أو تغييرها أو حتى إثارة البلبلة في قناعاتهم العقلية والفكرية.
واذا كان البرنامج لم يحقق شيئاً من هذا القبيل، بل إنه مع استمرار الوقت يخلق المزيد من المعارضين ويزيد من اتساع دائرة الاستنكار والاشمئزاز، فإنه بالضرورة يواجه خللاً إما في نوعية الموضوعات التي يركز عليها، أو في اسلوب معالجتها وطرحها، أو في نوعية الضيوف التي يحرص على حضورها، أو في منهاج إدارة الحوار بين الضيوف، أو في عدم مراعاة البرنامج للبديهيات العربية والاسلامية في مجال الأخلاق والقيم والتربية، فإن لم يكن هذا أو ذاك فقد يكون العيب في المشاهد العربي نفسه، أو على وجه الدقة: في الرأي العام العربي نفسه، لأن الرأي العام في تعريف مبسط له هو: وجهة نظر الأغلبية المستنيرة في موضوع عام وخلافي يمس مصالح الجماهير وقيمها الانسانية مساً أساسياً مباشراً.
ولنفترض أن الصواب في ياهلا ، وأن الخلل في الرأي العام العربي نفسه، فهل يطمحياهلا أن يؤثر في الرأي العام العربي والاسلامي نحو موضوعات تمس قيمه وتقاليده وتتعارض مع أدب الحوار والتربية الاسلامية، بل ومع فطرة الحياء التي تولد بها المرأة العربية كنتاج لعوامل وراثية ومسلّمات بيئية ومكتسبات اجتماعية؟!
أم أن الطموح لا يتجاوز إثارة المشاهدين ودفعهم إلى متابعة البرنامج بغض النظر عن الآثار والأهداف التربوية والأخلاقية والاجتماعية والثقافية؟ فاذا كان الأمر كذلك فإنه من اليسير على أية قناة فضائية أو سياسية إعلامية انتهاج نفس النهج والأمثلة على ذلك ملموسة في بعض الفضائيات العربية.
ومالم يكن الأمر كذلك فيبقى تفسير واحد تشارك في صنعه السياسة الاعلامية لأصحاب هذه القنوات الذين يسمحون بمثل هذه النوعية من البرامج- حتى وإن كانت تتعارض مع قناعاتهم الخاصة وقناعات المجتمع الذي تتوجه له- لتحقيق أهداف مادية من خلال إقبال الجماهير على هذه البرامج وبالتالي تسابق المستثمرين ورجال الأعمال على الاعلان عن سلعهم وخدماتهم في هذا البرنامج أو هذه القناة.
واذا كان ثمة منطق في هذا التفسير يلتمس العذر لأصحاب هذه القنوات باعتبارها قنوات خاصة تحتاج إلى الكسب المادي لكي تواصل رسالتها الاجتماعية- على حد قولهم- فإلى أي مدى هم صادقون في نواياهم هذه؟ والى أي مدى تكشف الممارسة الفعلية عن تحقيق التوازن بين الأهداف المادية والمسئولية الاجتماعية؟ وإلى أي مدى يعتبر هذا التبرير حلالاً أو مشروعاً من المنظور الاسلامي؟
وهل جذب المشاهدين وإقبالهم على متابعة البرامج لايتم إلا بهذه الأساليب القائمة على التحيز وتجاوز ضوابط الدين والمجتمع؟ أم أن هناك أساليب أخرى يمكنها تحقيق نفس الهدف دون أن تخرج عن حدود اللياقة والذوق العربي والاسلامي.
معذورون أيها الشباب خريجو اقسام وكليات الاعلام بالبلدان العربية الذين درستم شيئاً وشاهدتم في وسائل إعلامكم شيئاً اخراً، معذورون حينما تقولون مع بداية أول يوم تدخلون فيه المؤسسات الاعلامية: اننا لم نأخذ شيئاً من هذا ولم نستفد من دراستنا الجامعية المتخصصة، فالكلام النظري شيء والممارسة الاعلامية شيء آخر,, ومن غير المقبول أن تدافع أقسام وكليات الاعلام بأنها تركز على تدريس ما ينبغي أن يكون,,،إذ أن الصواب يتطلب أيضا الاهتمام بتدريس ماهو كائن بالفعل من منظور نقدي حتى يمكن تضييق الفجوة بين النظرية والتطبيق أو بين الأكاديميين والممارسين.
* استاذ الإعلام بكليات البنات بالرياض .