بلدنا الحبيب تكون تاريخه من الخير الوفير والعطاء الكبير، وامتد عطاؤه ولايزال حتى اليوم يغطي كل مكان - لا في داخل ارضه ولاهله، بل وصل خيره ودعمه الى كل بلد اسلامي في هذا الكون,, فالخير اصله ثابت في عمق هذا الكيان العظيم، ورجاله الذين تقدمهم الملك المؤسس - طيب الله ثراه - لم يغلق بابا للخير، ولا طريقا للعطاء - فقد رسم طريق العون الذي يجب ان يخصص للاخوان في البلدان العربية والاسلامية,, وسار من بعده ابناؤه الكرام حتى يومنا هذا,, حيث لم تنقطع عطايا خادم الحرمين الشريفين على كل مجال وكل ميدان؛ مما جعل بلادنا القدوة والمثل في التعاون والخير والبر.
ونحن ابناء هذا البلد الكريم المعطاء اخذنا من خيره الكثير، ونعمنا في فضله العمر المديد,, وصارت الدنيا رهن اشارتنا في المال والعتاد وكل مخترع جديد فما اجدر ان نرد للوطن فضله، عرفانا طيبا بخيره ودعمه لنا,, سلف ولا يزال وبلادنا - والحمد لله - قادرة على اقامة كل المشروعات الخيرية، التي تخدم الناس في شتى بقاعها,, وان تتكفل بكل عون وكل غوث,, فها هي المستوصفات الخيرية,, ودور العمل الاجتماعي,, والمستشفيات ورعاية المعوقين,, تزداد كل يوم عددا وتتوافر كل يوم عطاء.
لكننا رجال المال الوفير,, واصحاب الخير واليسار اذا كان الله قد افاض علينا من كرمه الشيء الكثير واذا كان الوطن قد تركنا احرارا في مالنا احرارا في تجارتنا,, لا رسوم ولاضرائب ,, ولا استغلال ولا تهديد فان على اصحاب المال، وذوي الخير واليسار ان يمدوا يد المساعدة لكل فقير واصلاح حال كل معدم او مريض.
ان هناك عشرات من مجالات العمل الخيري يمكن لمن وفقه الله تعالى ان يساهم بواحد منها او اقامة مشروع يخصص للمساهمة فيها.
ان المساهمة في اعمال البر، والعطاء لصالح مشروعات الخير لن تنقص من المال شيئا ، بل سوف تزيده وتنميه ,, مصداقا لقوله تعالى (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها).
انني لأرى ان العطاء البار، والتكافل الاجتماعي من اهم سمات المسلمين والناس بخير ما تعاونوا.
لو ان كل صاحب فضل اعطى من فضل الله له جزءا يسيرا، ولو أن مالك كل ثروة اخرج من ثروته نزرا قليلا,, لاجتمعت الملايين ، التي قامت عونا,, كما قالوا في المثل: (ان قرشا الى قرش ثروة، وحجرا الى حجر بناء، ويدا الى يد قوة), ان الوطن الذي اعطى الكثير لابنائه يجب علينا ان نعطيه نحن القليل وفاء له وعرفانا بفضله.
يجب ان يكون السؤال الاول كم اعطينا قبل ان نقول: كم اخذنا والله سبحانه وتعالى يقول فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى .
ان بلادنا في شتى ربوعها بحاجة إلى جهدنا وعوننا,, واذا كانت حكومتنا الرشيدة بحمد الله قادرة على تحمل كل التبعات وانفاذ كل المشروعات وتقديم كافة المساعدات - فاننا من ذات انفسنا يجب ان نستشعر المسئولية الاجتماعية ,, فالوطن هو انا وانت,, واسرتي واسرتك.
هل تبدأ يوما ندوة تجمع اهل الخير وذوي اليسار، ليتدارسوا فيها بينهم كيف نحقق المزيد من الخير الاجتماعي لابناء امتنا.
هل تبدأ فعاليات تنفيذ برنامج خيري كبير يشهد لرجال المال والاعمال يوما بأنهم انشأوا صرحا من صروح التعاون والخير الاجتماعي.
الذي دفعني لهذا انني مررت يوما بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في حي الربوة ولكنها ليست حكومية او تابعة لاحدى المؤسسات الاجتماعية، انما هي بكل احتياجاتها قائمة على كفالة احد رجال الخير والعطاء (عبدالمحسن بن سليمان الخرينق) ذلك الذي كانت اعماله الخيرية الظاهرة والتي اكثرها خفية دافع اثارة لي لان اطالب الجميع بالعمل الخيري - ما دام الله قد اعطاهم من فضله الكثير - وهو يطلب منهم القليل.
هذا الرجل تبنى مشروع مساعدة الشباب غير القادر على نفقات الزواج,, وهو ارساء لقواعد الخير والتكافل الكبير في بلدنا الكريم, ولما عرفت انه ودون اعلان يعطي الكثير من الاسر مساعدات مالية واعانات خيرية للايتام والارامل ، ويقدم العون الكبير لكل عمل خيري اجتماعي, لا يرجو الا ثواب الله.
وهو رجل خير صامت ,, فانه يعطي الكثير من الناس قروضا دون ادنى شيء الا طلب رضاء الله,, وينتظر عليهم حتى حين ميسرة متخذا من قوله تعالى:
(وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة) شعارا له, وهو يقول دائما المال كله لله,, هو الذي اعطاه,, وهو الذي يأخذه متى يشاء.
هل لنا في هذا الجواد الصامت مثل يسير عليه كل من يرى ان الله قد افاض عليه من خيره.
في بلدنا الكثيرون الذين يجودون دون ان يعرف احد,, ولهذا فقد آن الأوان لأن يلتقي هؤلاء الكرام ليتدارسوا امر اقامة المشروعات الخيرية وامر العون الاجتماعي؛ ليكون بطريقة كفيلة بايصال كل عون الى مستحقيه حقيقة.
ان الخير في هذا الوطن وفي رجاله الى يوم الدين,.
ستظل هذه الارض وسيبقى أهل أهل الجود والعطاء.
فهيا بنا,, هيا بنا للعمل من أجل المساهمة في الخير والعطاء.
عبدالعزيز بن محمد الدخيل