Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


دقات الثواني
هل مجتمعنا كله ممتاز ,, ؟
د, عائض الردادي

لا أظن أن مجتمعاً في العالم يستطيع أن يدعي ان كل أفراده يكونون ممتازين، وان الممتاز هو الذي يستطيع ان يجد فرصة عمل، أو مقعداً في الجامعة، ولكن مجتمعنا بدأ ينحو هذا في سنواته الأخيرة، بحيث ان بعض جامعاتنا اقتصرت في قبولها للطلاب على تقدير ممتاز او من اقترب منه، اما بقية الطلاب فتاهوا في الحياة وحرموا من فرصة مواصلة التعليم، ومعنى ذلك اما أن يكون الطالب ممتازاً واما ان يكون محروماً من الجامعة.
والكليات الأهلية التي كان يرجى ان تكون أملاً لمن قعد به تقديره من دخول الحمى الجامعي رفعت هي الأخرى قبولها الى الممتاز وما يقترب منه فهي تدخل في دائرة الممتاز، ومثلها الكليات التقنية، وكل يدعي انه امام كثرة الطلاب ومحدودية المقاعد لا بد من وضع ضوابط للقبول من اهمها التقدير المرتفع الذي بدأ يتحدد في الممتاز وبخاصة في السنوات المقبلات، فجامعة الملك سعود حددت ادنى نسبة يمكن قبولها ب88% وان كانت في بعض الكليات اكتفت بنسبة 97% فأعلى وفي هذه الحالة حتى الممتاز لا يقدر على تحقيق رغبته في الكلية التي كان يتطلع لدخولها.
والوظائف العامة صار الممتاز هو المعيار فيها اذ تقوم المفاضلة على اساسه وان كانت هناك ضوابط اخرى لكنه يبقى هو الأهم، ومعنى ذلك ان من يتخرج من الجامعة او الثانوية وتقديره جيد فأقل فإياه والوظيفة، والذي أعرفه ان كثيراً من الدول تأخذ بمبدأ أقدمية التخرج فليس كل ممتاز أكفأ ممن هو اقل منه تقديراً ومن مارس الادارة يعرف ذلك.
ان التوقف عند ممتاز او جيد جداً يعني فرزاً غير مقصود في قصر الفرص على نوعية من المواطنين وايجاد نوعية اخرى تجد نفسها محرومة بسبب التقدير الدراسي وهم الاكثرية فالممتاز في كل العالم عدد محدود من الطلاب وان كان معياراً في مواصلة التعليم العالي فانه ليس بالمعيار الدقيق في التوظيف, ولذا لا بد من ايجاد معايير تتيح الفرص لكل مواطن وبخاصة في حقل التوظيف لعل من اهمها النظر في أقدمية التخرج فليس من العدل ان يتخرج طالب فيتوظف بعد شهر من تخرجه ويبقى آخر عدة سنوات، وقد تتضاءل فرصته مع مرور السنين والسبب انه لم يحصل على تقدير ممتاز او جيد جداً.
صحيح ان التقدير يبقى هو المعيار الأسلم لذمة من يتولون القبول او التوظيف ولكنه ليس الحل امام تكدس اعداد الخريجين من الثانوية او الجامعة بدون مواصلة دراسة او الحصول على وظيفة، الذين قد لا يعني شأنهم المشرف على القبول او التوظيف ولكنه يعني كل من يهتم بأمور المشكلات الوطنية التي ينبغي علاجها في بدايتها قبل ان تتفاقم مع مرور الأيام.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved