Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


وقف العين العزيزية ريع لا بيع
محمد بن ناصر الياسر الاسمري

إننا في هذا الوطن - نحن جيل الأحفاد,, وأبناء الأحفاد نرى في الملك عبد العزيز - صورة الزعيم الذي جاهد,, من أجل وحدة وطننا الذي نعيشه اليوم أمناً,, واتحاداً,, وقبلة لأمة الإسلام,, وريادته,, قائداً للأجداد والآباء الذين آزروه في طريق النضال ضد ما كان سائداً من الانفصال والفرقة,, فتوافقت وتدافعت ارجاء جل شبه جزيرة العرب من أجل الأهداف وأغلى الأماني,, وطننا الارض القبلة والرسالة والاتحاد.
لقد كان الملك عبد العزيز,, في نظرنا - أحفاداً وأحفاد أحفاد,, موهوباً,, في إدارة الأزمات وإدارة الأفراد,, ولذلك تحققت الجودة النوعية والرضى,, في إنتاج وطن لحمته الايمان بالدور الرسالي والإنساني,, والحب للخير في وحدة انتاجية,, غراسها ومرابحها ما ننعم به اليوم من هدوء في المواصلة والاتصال,, والحوار والمفاوضات,, والدار والمدارات.
لقد مضى رحمه الله,, إلى مآل البشر,, ولم يبق له في هذه الدنيا الفانية الا دعوات أهل الفكر النير - ممن يوفون حق الرجل في نشوء هذا الكيان السياسي الاتحادي الرائد في هذا العصر,, ودعوات بنيه الذين من صلبه.
والذين هم عشيرته في كل هذا الوطن,.
لقد كان مثيراً,, حديث الأمير مشعل بن عبد العزيز التلفازي الفضائي,, الذي أشار فيه إلى أنه لم يكن للملك عبد العزيز ملك عقاري او زراعي,, ولا أعلم لم غابت هذه المعلومة عن المؤرخين والباحثين,, وقادة الفكر والرأي,.
لقد أدخر الملك عبد العزيز إلى جانب بنيه الصالحين إن شاء الله من الأعمال الصالحة التي تفيده بعد مماته,, كالصدقة الجارية,, التي هي عمل صالح جار لا ينقطع أجره,, كما في حديث رسول الهدى والسلام قدوتنا وإمامنا محمد عليه الصلاة والسلام: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلى من ثلاث,, ولد صالح يدعو له,, وصدقة جارية أو علم ينتفع به,, أو بما معناه,.
أعلم أن من أوقاف الملك عبد العزيز يرحمه الله عين العزيزية في منطقة مكة المكرمة,, لسقيا الناس,, ولها اراض واسعة اعتقد ان مصالح الوقف حالياً قد توقفت/ تعطلت بفعل المعيش ومن المؤمل في الجهة المشرفة على هذا الوقف/ الصدقة الجارية,, أن تسعى لمنع تعطل المصالح, للوقف وتشغيله لتعود المنفعة على العبد الصالح الذي أبقاه مدخرا لمثوبة من خالقه ومولاه كأن تستثمر اراضي الوقف في تحسين موارد ومنابع العين,, الصدقة الجارية وتكون لسقيا الحجاج فكم من دعوة من مستجابة ان شاء الله من حاج,, أو معتمر وهو يرتشف شربة نقية هنية يسعد بها الواقف,, حسنة مرتجاة وأمل مبتغاه,, يكون ثوابها للواقف الانسان المسلم الملك عبد العزيز رحمه الله.
إن الأمر يستدعي الفكر في تنويع مصالح الوقف وأجدني بدافع الواجب الاخلاقي كواحد من الأحفاد عشيرة/ لا صلبية,, أطرح شيئاً من الأفكار لتنمية وتطوير الوقف بما يمليه الشرع الحنيف من مصالح للوقف,, بالاستثمار وإجراء التدفقات المالية من الريع,, لتنويع مصارف الصدقات التي تعود بالنفع على مجتمع المسلمين من المحتاجين بالأضاحي والتكفل بحج المسلمين المغلوبين على امورهم نتيجة الفقر,, والقهر في دول فيها الكيد للإسلام ديناً,, وإنساناً الشيء الكثير.
أنه يمكن الإفادة من مصارف الوقف كالإنفاق على الموهوبين في وطننا الإسلامي في أي موقع من العالم,, وكدعم للبحوث الطبية والعلمية في مجالات السلم فقط,, والقائمين بها من المسلمين الذين أنعم الله عليهم بالفكر النير,, والعقول المبدعة,.
ولعله من المناسب أن يخصص جزء من أرض الوقف,, تزرع فيه أصناف من النباتات وتجلب اليه الحيوانات والطيور كحديقة بيئية تمثل البيئة في بلادنا - ومركزاً للأبحاث الزراعية والحيوانية وانماط النشاط والمعيشة,, فهذا سيمكن منطقة مكة المكرمة بحدودها الادارية على وجه الخصوص وبقية ارجاء الوطن عموماً من الافادة من مرفق سياحي حي على مدار العام بفعل التواجد والتوجه لبيت الله الحرام,, وكسراً لاحتكار الأغنياء لشواطىء البحر, كما انه سيكون للحجاج والعمار محطة استراحة.
يمكن اقامة منطقة حرة مفتوحة طوال العام بين مكة وجدة - لعلها تفيد بعض القرى على الاطراف,, في وجود حركة عمار واستعمار للأرض والانسان,, فهناك قرى كثيرة ومدن صغيرة بين مكة وجدة وحواليهما ما زالت تحلم بشيء من المدنية!!.
هذه المنطقة الحرة بموقعها الوسطي بين مدينتي مكة وجدة - ستكون بعيدة عن الزحام في المدينتين الذي جاء,, بسبب غياب التخطيط للنقل وستكون كذلك في موقع وسطي للطرق الدولية التي تخترق مكة المكرمة,, والتي يسلكها الحجاج شمالاً,, وجنوباً,, وشرقاً,, وكذا الحال بالنسبة للمغادرين والقادمين بحراً وجواً وبراً,, ويمكن من خلال فترات التوقف التبضع والنفع والانتفاع بالتبادل حتى بما يجلبه الحجاج من مقتنيات شخصية يمكن تبادلها ومقايضتها,, كالفوط الجاوية الحريرية الجميلة,, والشالات الهندية والطواقي والثياب العمانية بل وحتى العقل القطرية والعمائم السودانية والافغانية والسجاد الايراني والقوقازي!! وغيرها,, من منتجات الأمم خفيفة الحمل مع الحجاج حتى تحقق الغاية من الحج ليشهدوا منافع لهم .
ما سبق يستدعي وجود حركة نشطة والحركة لا بد لها من تخطيط حضري علمي راق يستلهم تلبية الاحتياجات للحركة من إيواء,, ونقل,, وامدادات لوجستيكية,, حتى يكون لدينا منتزه وطني بمواصفات مدينة تجارية حرة في الحركة والبركة,, عالمية في الأداء والاحتواء,, والتأثير والتأثير الحضاري.
اقترح أن تكون ارض الوقف محتفظة بوقفيتها فيما يؤول من دخل من الايجارات والاستثمارات لتنمية الموارد,, لتكون مصارف مستمرة,, تعود -إن شاء الله- باستمرارية العمل للواقف في مماته حسنات من الله,, وتخليداً لرمز من رموز قادة النضال العربي.
ولعل من أهم ما اعتقده من المواصفات المطلوبة للكيان الذي دعوت اليه,, أن يكون من ضمن المدينة الحرة,, مواقع لصناعات الحرف والصناعات اليدوية الخفيفة المحلية كصناعة جرار الماء والأقداح والزمزميات والدوارق والأقداح من الفخار,, لتحمل رسومات المسجد الحرام,, والكعبة,, والمسجد النبوي,, لتكون تجارة رابحة من إنتاج وطننا ارض الحرمين وتذكار محبة من مهوى الأفئدة,, وأن يسجل ذلك كعلامة تجارية حصرية للوقف.
كما أن المجال متاح للمرأة في وقف الملك عبد العزيز هذا,, في استثمار إجادتها لصناعات الغزل والنسيج والمشغولات اليدوية,, ولعل وجود مصنع لانتاج احرامات الحج والمناشف مطلب ليس صعب المنال,, فهذه أعمال ناعمة ومجالات الابداع فيه للمرأة واسعة وواعدة,, أمام العالم,, امرأة عاقلة,, تعمل في أطهر البقاع بعز وشرف في الانتماء وإجادة في لانتاج,, والعمل والمعاملة.
كل ما سبق من أفكار تراءت لي وانا استعيد صورة والدي يرحمه الله مع الملك عبد العزيز في مصر قبل ولادتي عام 1365ه وما كان والدي يحدثني به عن الملك عبد العزيز وشدة عزمه وقوته,, في اداء الأعمال وشدة ضعفه,, أمام ربه,, وما وقفه عين الماء إلا براً بأمته,, وصدقة جارية يستجدي به عملاً صالحاً في مماته,, إلى جانب ما خلف من ولد صالح يدعو له,, وعلم ينتفع به.
ولأنني من جيل توارث فيما توارث عن الملك عبد العزيز من خبر الرواية,, لا المعايشة - هذا الكيان السياسي الاجتماعي,, فإن حقنا في المطالبة - كورثة آمال,, لا تعصب أن ندعو إلى انشاء جائزة الملك عبد العزيز آل سعود العالمية للإسلام والسلام,, يكون الإنفاق على جوائزها من ريع الوقف حتى تكون بعيدة عن اي مزايدات أو طابع سياسي فالوقف عمل تعبدي وعمل صالح غير منقطع بعد الموت فما دام الواقف قد ذهب إلى رب رحيم فإن الله لا يضيع أجر من احسن عملاً.
ونحسب الملك عبد العزيز يرحمه الله يستحق هذا بعد مماته,, من ورثته من الأصلاب وورثته من الأحباب.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved