الكل يتساءل هذه الايام عن الكيفية التي سيواجه بها اطفالنا تحديات العصر القادمة والمختلفة!؟ وما دورنا نحن الآباء في ايجاد القاعدة والارضية الصلبة ليقف عليها ابناؤنا بكل ثبات وثقة امام هذه التحديات,, وحقيقة لا ادري هل ستترك لنا التقنية المتقدمة اي دور للتأثير على اطفالنا!!؟ كل هذه التساؤلات قد يفسرها البعض بانها نظرة تشاؤمية للمستقبل ولكني اعدها قراءة لواقع قريب جدا فنحن نعيش الآن ثورة في كل شيء,, في المعلومات وفي التقنية وفي كل المجالات تقريبا فلماذا لا يكون هناك ثورة جديدة لتربية اطفالنا لكي نؤدي دورنا كاملا ونعدهم للمتغيرات الجديدة وارجو ألا يفسر كل في هذا على نحو خاطىء فإن ما اقصده هو محاولة جريئة لترويض التربية وليس تربية الترويض وان يكون هذا التغيير بما يتفق وتعاليم الدين الاسلامي فلقد اثبتت الدراسات ان التربية الاسلامية الصحيحة السليمة والبعيدة عن فرض الرأي تعد ركيزة اساسية في بناء المجتمع السليم نفسيا واجتماعيا وهذه دعوة لنحاول ان نبتعد او نلغي تماما من قاموسنا التربوي تلك الخرافات والعبارات الاسطورية التي كنا نسمعها وللاسف مازلنا نرددها على اسماع ابنائنا حتى اصبحت علامة جودة في تاريخ تربيتنا لاطفالنا ومن هذه العبارات تلك العبارة التي تقول (أكبر منك بيوم اعرف منك بسنة),, عبارة خرافية لا تمت للحقيقة والواقع بأي صلة خاصة في وقتنا الحاضر مع تطور المجتمعات والثقافات بل ربما انتكست هذه العبارة رأسا على عقب ,, فألا توافقني الرأي انه وفي بعض المواقف والاحيان (أصغر منك بيوم اعرف منك بسنة)!!؟
اعزائي لكي نعد ابناؤنا لمواجهة تحديات العصر القادمة لابد من ان نحترم آراءهم حتى وان كانت ضد آرائنا وان نصغي اليهم باهتمام وان ندعهم يجربون كل شيء ولكن تحت مراقبتنا البعيدة القريبة وان نزرع فيهم حب الاستطلاع واحترام الكبير واحترام رأيه باقتناع تام والمناقشة الدائمة في كل شيء, وان نترك تلك الاوامر التعسفية التي تهدم ولاتبني وان كنا نرى في لحظتها انها تبني ولا تهدم وان نترك لهم الحرية في اختيار العابهم وملابسهم واغراضهم بالشكل المقبول والمعقول وقبل كل ذلك يجب علينا ان نزرع في اطفالنا حب الله وحب رسوله والامتثال لاوامر الدين الاسلامي وبعد كل هذا نستطيع ان نترك ابناءنا مع الانترنت والغزو الثقافي والفضائي دون ان نخشى عليهم من التأثر بل ربما ندفعهم للتأثير على الثقافات الاخرى التي قد تصارع ثقافتنا في المستقبل الغريب ان لم نكن نصارعها الآن فنحن معشر الكبار قد أعلنا فشلنا في مجابهة تلك الثقافات أليس كذلك؟!