Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


وجهة نظر
الجامعات: المناجم المأمولة(1/2)
د, محمد يحيى اليماني *

تضم الجامعات السعودية بين جنباتها آلاف الكوادر العلمية المؤهلة تأهيلا عاليا من مدارس علمية متنوعة والذين لهم اسهاماتهم البارزة والواضحة في نمو ورقي وتطور المجتمع ومع ذلك تظل هناك جوانب تشكل مجالا خصبا للاستفادة من خبرات وقدرات هذه الفئة من المجتمع وربما شكلت البحث العلمي وتسخيره لخدمة المجتمع وحل مشاكله احد هذه المجالات.
والسؤال هو لماذا ظل اسهام اساتذة الجامعات في مجتمعنا في هذا المجال متأخرا بعض الشيء؟ لعل الاجابة تكمن جزئيا في عدم ادراك البعض لاهمية البحث العلمي ومكانته ودوره في رقي المجتمعات وحصره لدور الجامعة في عملية التدريس والتعليم وتخريج دفعات متتالية من الطلاب, وهذا التصور على الرغم من خطئه قد كان له ما يبرره في وقت من الاوقات حينما كانت البلاد بحاجة الى اعداد كبيرة من المتعلمين والمؤهلين الا ان الوضع الآن قد تغير والاهداف التي يسعى المجتمع لتحقيقها قد تطورت وتبدل بعضها ومشاكل المجتمع تشعبت ولاسبيل الى مواجهة هذه الامور الا عن طريق البحث العلمي الجاد الذي يسخر لخدمة المجتمع وحل مشاكله والارتقاء بمستوى معيشته.
فعن طريق البحث العلمي يمكن تحقيق الاختراعات في مختلف المجالات وعن طريقه يتمكن المجتمع من الاستفادة من التقنية التي يستوردها ويصبح قادرا على توطينها كما يساعد البحث العلمي على تشخيص مشاكل المجتمع الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية وغيرها ووضع الحلول المناسبة لها والمبنية على اسس علمية, والأمثلة على اهمية البحث العلمي الجاد اكثر من ان تحصى، ولا يجادل على اهميته وضرورته للمجتمع الا جاهل.
ويكمن جزء آخر من الاجابة على السؤال بضعف الاهتمام على المستوى الوطني بعملية البحث العلمي في الدول النامية ففي حين توجه الدول المتقدمة ما نسبته 4% تقريبا من ناتجها القومي نحو اغراض البحث العلمي نجد هذه النسبة تتدنى في الدول النامية الى نصف في المائة وهذا بدون شك يؤثر على الامكانات والتسهيلات التي تحتاجها عملية البحث العلمي كتوافر المراجع والابحاث والمعامل والتجهيزات وتفريغ الباحثين وتمكينهم بشكل مستمر من الاطلاع ومتابعة الجديد في تخصصاتهم.
يحصل كل هذا الاهمال للبحث العلمي ولدور اساتذة الجامعات في هذا الجانب على الرغم من كون البحث العلمي الموجه نحو خدمة المجتمع يعد احد مصادر النمو الاقتصادي واحد اسباب الارتقاء بمستويات المعيشة وأتصور ان هذا الاهمال يشكل هدرا لاحد مكونات الثروة القومية للمجتمع والمتمثلة في الاشخاص القادرين على القيام بالبحث العلمي وعدم قيامهم بدورهم في هذا الجانب ولاشك ان هذه خسارة كبيرة للمجتمع لا سيما انه قد انفق على تأهيلهم وتعليمهم وتدريبهم بلايين الريالات يضاف الى ذلك عدم الاستفادة من الامكانات والتجهيزات المتاحة للجامعات والتي لم تخصص لغرض التدريس فقط، وهي بهذا الشكل استثمارات ضائعة لاتدر العائد المرجو منها.
ان النظرة القديمة لدور الجامعة ولأثرها في المجتمع يجب ان تصحح وتحل محلها النظرة الواقعية والتي تخدم رسالة الجامعة وتعمل على تحقيق اهدافها وبما يخدم احتياجاتنا ولابأس من ان يطلع الشخص على مالدى الاخرين ليستفيد ويفيد فالحكمة ضالة المؤمن انى وجدها فهو احق بها والعمل على تطوير مالدينا من مؤسسات علمية والارتقاء بأدائها وتطوير ادواتها ووسائلها لايعني الإخلال برسالتها او بالثوابت التي قامت عليها بل بالعكس يعتبر السعي نحو التطوير والتجديد المدروس اكثر تحقيقا لاهداف ودور الجامعة من الجمود على اساليب وطرق ورؤى لا تكاد تغادر مباني الجامعة.
* قسم الاقتصاد الاسلامي - جامعة الامام محمد بن سعود

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved