Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


بيننا كلمة
نستفتح الأنواء؟
د , ثريا العريّض

ها أنا قد تذكرت أنني قررت أن أجعل الكتابة سفرا مع القارىء في عوالم شبه مجهولة,, ولعل القارىء قد تذكر أنه قد قبل الدعوة,.
هل أفلحت في فتح تلك العوالم للقارىء؟
لا أدري ولكني بعد كل هذا أدمنت القلم,, ولله في ما يشاء شؤون,.
الحوار الذي أستعيد بعضا منه جرى في السنة السابعة من الكتابة اليومية,, وأنا الآن أستفتح موسم الإبحار مرة أخرى في موانىء الوطن والغوص وراء اجابات الاسئلة لأقدمها لقارىء الكلمة,, رفيق الرحلة,, جدودي في الخليج عشقوا اللؤلؤ والدان,, يعرفون مواسم الأنواء.
الدبيسي يستثيرني: هذه التجربة الطويلة مع بحر الحبر,, وأشرعة الكلمات المنسوجة في أسفار الصحافة,, ودورياتها,, إلى ماذا وصلت؟ وأجبت : لم أسائل نفسي في بدء تجربتي في الكتابة الصحفية الى ماذا سأصل, وماكان لي هدف أسعى للوصول إليه, لقد فُتح لي باب لم ألمح من ورائه الا مدى يغري بالانطلاق, وهكذا كان,, انطلقت فيه وكأنني أتعلم التحليق بجناحين اكتشفتهما للمرة الأولى في أفق أروده للمرة الأولى, وليست تجربتي ، حتى الآن، ما يعتبر زمنيا تجربة طويلة في مجال الصحافة,, بضع سنوات مثقلة بالتجربة الكتابية والتأملية المكثفة، أبحت فيها كل جوانب عالمي للقارىء، وفتحت كل شرفاتي أمامه,, وكأنني دخلتها ببراءة طفلة في السابعة,, ووصلت معها الآن الى تعمق في معرفة الذات الاجتماعية تفاعلا مع قرائي سلبا وايجابا، فأمسيت أشعر وكأنني في السبعين.
إلى ماذا وصلت بعد كل هذا؟
بيني وبيني,,وصلت الى معرفة أعمق بذاتي,, وأحببتها بعد ان كنت جاهلة بمعظم أبعادها,, وآمل أنني وصلت عبر كلماتها الى معظم قرائي,, وأنهم أيضا يحبونها,, وهو أمل يؤكده لي معظم ما يصلني من رسائل وتعليقات منهم.
أما ما عدا ذلك ، ان كنت تقصد البروز والوقوف تحت أضواء الإعلام، فقد جاء دون رغبة مني وتعلمت غصبا عني ان أتعايش معه, ومازلت اجدني اندهش لحد الذهول حين يبادرني احد قرائي محاورا إياي بحميمية توحي بعمق المعرفة بيننا,, ونحن نلتقي فعلا للمرة الأولى,,!
عاد ينقب: اتجهت كتاباتك الأخيرة الى قراءات انتقائية احيانا وانتقادية أحيانا للواقع الاجتماعي واشكالاته الثقافية والتعليمية، بينما كانت سابقا شعرية التناول والباعث! فما هي أسباب ذلك؟
قلت: ربما هو شيء من التصاعد في النمو المعرفي وتعمق في العلاقات بيني وبين القارىء المحلي بعد سنوات من الكتابة, أدرك اليوم انه يبحث عن شيء من المعرفة وليس فقط عن مشاعري الذاتية الأنيوية وانبعاثاتي الشعرية.
هل يفتقد القارىء في كتاباتنا الجانب الشاعري اكثر من الجانب المعرفي الواقعي؟ لا أدري! مازلت أكتب التأملات والوجدانيات أحيانا وأضمن زواياي بعض الشعر أحيانا أخرى, وربما أستطيع القول إنني استمتع بالجانب الشاعري من كتاباتي؛ ولكني لا أستطيع افتعال ماليس موجودا لحظة الكتابة, لقد كنت أكتب وجدانياتي وتأملاتي وقصائدي باحتدام وتدفق عاطفي موجود في الحقيقة، كان من الطبيعي أن يصل للقارىء, وعلى هذا لا أستبعد ان أعود الى الشاعرية والوجدانية إذا ما انبعث في دوافعي ذلك الباعث من جديد.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved