* الرياض - طلال الطريفي
شاع في الآونة الأخيرة مرض يهدد الأرواح وخصوصا أرواح الأطفال وهو مرض الضمور الرئوي الذي يكبل من ابتلي به ويجعله مهدداً بخطورة امام المعدية حيث إن العدوى تجد أرضها خصبة لدى من اصيب بضمور رئوي والذي يزيد الأمر سوءاً هو أنه لم يوجد له علاج محدد الآن سوى الوقاية الدقيقة جداً مما يجعل من يتابع حالة المريض بحالة قلق مستمر لحساسية الحالة ولأنها تتأثر بشكل كبير.
كما أن البيئة الملوثة تقف حجر عثرة امام من أصيب بذلك المرض حيث إن الأماكن المزدحمة بالسيارات والتي تتحرك بشكل ميكانيكي يؤدي الى خروج الدخان المليء بالغازات السامة التي تؤثر تأثيرا قويا على المريض وتهدد حياته وكذلك يقف بجانبه الدخان والروائح الكريهة التي تصدر من بعض الأحياء فهي الأخرى لا تقل إن لم تكن أقوى تأثيراً من الدخان على المريض ويأتي الاجماع هنا من قبل الأطباء على الوقاية من المؤثرات هي التي تجعل المريض في مأمن بعد الله عز وجل من تفاقم المرض.
وفي هذا الصدد قد اطلعت (الجزيرة) على إحدى تلك الحالات وهي لتوأم ولدا وهما مصابان بالضمور الرئوي وفقاً للتقارير المرفقة مع والدة الطفلين ومفاد التقارير يأتي بأن الطفل الاول (خالد) يعاني من الانتفاخ الهوائي الرئوي منذ الولادة وقد تم استئصال الجزء السفلي من الرئة اليسرى في المستشفى العسكري وكذلك فتحة في القلب عند الاذين مما اضطر إلى ادخاله المستشفى في قسم الأطفال بمجمع الرياض الطبي بالتهاب رئوي بالجهة اليمنى مع صعوبة شديدة بالتنفس كما أثبت ان مرضه هو إعاقة منذ الايام الاولى من ولادته وهي تشوه خلقي كيسي في الجهة العليا من الرئة اليسرى مع ثقب في القلب، وقد عولج بإزالة الرئة اليسرى كاملة ومنذ ذلك الوقت وهو يعاني من صعوبة في التنفس والتهابات متكررة وشديدة جدا وهذا ما يفرض وجود تدخل طبي مستمر لأنه عرضة للمرض بشكل متكرر ويتطلب عناية خاصة وفائقة في المنزل بعيدة عن جميع المهيجات الصدرية مثل الدخان والغبار والتلوث.
كما ان التوأم الثاني (عبدالرحمن) أدخل أربع مرات في مستشفيات مختلفة منذ ان كان عمره 25 يوماً لاصابته بحمى وسعال وضيق تنفس وصنفت حالته بالتهاب الشعب وبذات الرئة الاستنشاقية مع نوبة ربو متقطعة كما تبين عند اجراء التخطيط الوعائي الرئوي وجود حلقة وعائية او حلقة معلاقية غير طبيعية اللتين تسببان حدوث صرير وضيق تنفس وضيق القصبة الرئيسية اليسرى بالاضافة الى نقص في تروية الرئة اليسرى.
ووالدة الطفلين تعاني من قلق مستمر على حالة طفليها خصوصا وانهما ومعرضان الى التهديد المباشر من تضاعف المرض بسبب ان والدة الطفلين تقطن في احدى الاحياء جنوب مدينة الرياض وتوجد في ذلك الحي روائح كريهة التي ربما تودي بحياة الطفلين إلى الخطر علماً بأن والدتهما مطلقة وعاجزة عن توفير السكن الصحي وتبقى الأمور مربوطة بتوفر هذا السكن الذي ينجي حالة الطفلين.