* صنعاء - واس
اتخذت الحكومة اليمنية مؤخراً عدداً من الاجراءات العملية بمنع تعاطي ومضغ القات اثناء تأدية الوظيفة العامة ابرزها قرار مجلس الوزراء اليمني مؤخراً بتمديد فترة الدوام الرسمي للدولة للثالثة عصراً بدلاً من الثانية للحد من تلك الظاهرة ومنعها نهائياً مستقبلاً.
وقد توج تلك الاجراءات قرار الرئيس علي عبد الله صالح بمنع تعاطي القات في مواقع القوات المسلحة والأمن وافراد المؤسسات العسكرية.
وقد غزت تلك النبتة الخضراء القادمة من اثيوبيا والتي ولع بها اليمنيون جبال وسهول وأودية اليمن منذ اكثر من خمسمائة عام وكانت تسمى قديما بالشاي الصيني ومع مرور الوقت عرفت بما هو شائع حالياً القات وهي تنتمي الى العائلة السلاسترية,ويستنزف القات يومياً من خمسة الى سبعة ملايين دولار شرائية بين المواطنين اليمنيين في عملية البيع والشراء ليصل الى اكثر من مليارين من الدولارات سنوياً,وعادة مضغ القات كانت مقتصرة في الماضي على مجالس الرجال فقط واصبحت الآن منتشرة بين مختلف شرائح المجتمع اليمني ذكوراً واناثاً خاصة ممن هم في سن الشباب لتهدر اكثر من ستمائة واربع عشرة مليون ساعة سنوياً لا تستفاد منها في العمل والانتاج اضافة الى انعكاساتها الخطيرة على ميزانية الاسرة بسبب الانفاق الباهظ والذي يتجاوز دخلها الشهري وتماسكها الاجتماعي في ظل غياب دور الأب والأم التربوي لانشغالهما في مجالس القات اليومية.
وأكدت كل الدراسات التي اجريت في اليمن على القات تلك النبتة الخبيثة ومتعاطيها خطورتها على صحة الانسان خاصة بانتشار الأنواع المختلفة للبودرة والكيماويات الخطرة والمجهولة الهوية والتي تستعمل في زراعته لسرعة نموه وزيادة محصوله.
وتسبب حسب ما أكدت كثير من المصادر الطبية خاصة انواع القات المعالجة بتلك المبيدات السامة الأمراض السرطانية والتشوهات في الأجنة والفشل الكلوي وتلييف الكبد وارتفاع ضغط الدم وسرعة دقات القلب وتصلب الشرايين اضافة الى تأثيره المباشر على الجهاز العصبي للانسان.
وللمكانة التي يحتلها القات في اليمن واعتباره افضل محصول نقدي لعدد كبير من الاسر الزراعية في الريف اليمني شهدت زراعته في الفترة الاخيرة توسعاً كبيراً على حساب المحاصيل الزراعية الاخرى واصبح منافسا للمحاصيل الاستراتيجية التي اشتهر بها اليمن منذ القدم كالبن والعنب وانواع اخرى من الفاكهة والخضروات والحبوب واعتبر من المحاصيل المستديمة,واحتل اكثر من سبعين بالمائة من مساحة الأراضي الزراعية المزروعة في اليمن كما تستهلك زراعة القات ما يزيد عن خمسة وخمسين بالمائة من المياه الجوفية,ويعد غياب البدائل والانشطة الاجتماعية والثقافية والرياضية الدافع الرئيسي لاقبال اليمنيين على تعاطي القات وانتشاره بشكل مطرد وخاصة بين اوساط الجيل الجديد رغم ما يحمله من اضرار وسلبيات اقتصادية واجتماعية وصحية كبيرة.