Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


الألمان الشرقيون استبدلوا الشيوعية بالنازية الجديدة

* برلين ليون مانجيساريان- د,ب,أ
بعد عشر سنوات من سقوط حائط برلين في التاسع من تشرين الثاني نوفمبر عام 1989 يتزايد الادراك بان ترسيخ جذور الديمقراطية في المانيا الشرقية السابقة سوف يستغرق عقودا تماما كما هو الحال بالنسبة للنمو الاقتصادي, وتقول صحيفة زوددويتشه تسايتونج الليبرالية ان منطقة شرق المانيا هي مثل اي دولة من دول الكتلة الشرقية السابقة وعليه فان احداث ثقافة ديمقراطية تنعكس اثارها على كافة مناحي الحياة سيتطلب وقتا طويلا.
وانعكس هذا الاعتقاد في تأكيد وزير الداخلية الالماني اوتو شيلي مؤخرا بأن سكان الشطر الشرقي من المانيا لم يتعلموا الديمقراطية بعد.
وتوجد اختلافات كبيرة في الثقافة السياسية بين الشطر الشرقي والشطر الغربي من المانيا سواء في الطريقة التي يمارس بها الناخبون حق التصويت او في مسلك رجل الشارع العادي.
فالناخبون في الشرق يميلون اكثر لانتخابات الاحزاب اليسارية او اليمينية المتطرفة التي اعلن جهاز الامن الداخلي الالماني رسميا انها تعد من الاحزاب المتطرفة والتي تخضع لرقابة الشرطة.
وقد ظهر حزب الاشتراكية الديمقراطية كثالث اكبر القوى السياسية في الشطر الشرقي من المانيا في منتصف التسعينيات وسرعان ما بزغ نجمه كثاني اكبر الاحزاب في الانتخابات التي جرت مؤخرا في ولاية سكسونيا حيث حصل على 22 بالمائة من اصوات الناخبين وولاية تورنجن بحصوله على 21 بالمائة من الاصوات, وبالاضافة الى هذا يدير الحزب شؤون ولاية مكلنبورج - فوربومرن كالشريك الاصغر في الائتلاف الحاكم بالولاية مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شرويدر في الوقت الذي يشارك في ائتلاف فعلي للاشتراكيين الديمقراطيين في ولاية سكسونيا انهالت.
غير ان حزب الاشتراكية الديمقراطية لا يخلو من مساوىء, فحسبما يورد تقرير جهاز الامن الداخلي الالماني لعام 1998م فان الحزب يقبل بل ويدعم الكيانات اليسارية المتطرفة المعلنة في عضويته.
ومما يشين الحزب صلاته بجهاز الشرطة السري السابق في المانيا الشرقية المعروف باسم ستاسي.
وتقول الصحيفة ان الشباب الالماني الشرقي لا يفتقد التوجه فهم ينحون منحى معاديا للاجانب فالعنف الذي تباشره جماعات النازيين الجدد اكثر استشراء في الشطر الشرقي من المانيا عنه في غربها, ويقول جهاز الامن الداخلي الالماني ان نحو 46 بالمائة من الهجمات اليمينية المتطرفة التي شهدها عام 1998م وقعت في الشطر الشرقي من المانيا على الرغم من ان المنطقة تضم 16 مليون نسمة فقط من سكان المانيا البالغ تعدادهم 82 مليون نسمة, فعلى سبيل المثال تعرض خمسة من افراد فرقة عسكرية امريكية كانت في زيارة للبلاد للضرب بالايدي والعصي في مدينة برنزلاو الواقعة في ولاية براندنبورج الشهر الماضي ويقول اعضاء هيئة الادعاء العام الذين يباشرون التحقيق في الحادث ان الجنود وجميعهم من البيض سئلوا اولا اذا ما كانوا من النازيين الجدد وحينما ردوا بالنفي تعرضوا للاعتداء, وفي حين تظهر الرؤوس الحليقة واحذية الجيش والمعاطف العسكرية بوضوح بين اوساط الشباب في الشطر الشرقي من المانيا يندر رؤيتها في الشطر الغربي.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved