* أوسلو - من تانيا بانج - رويترز
يطلق الرئيس الامريكي بيل كلينتون اكبر عملية امنية في تاريخ النرويج الهادئة حين يهبط بطائرة السلاح الجوي الامريكي رقم واحد في مطار العاصمة اوسلو يوم الاثنين القادم.
ستتملك الدهشة النرويجيين على الارجح وهم يرون الرئيس الامريكي يخترق شوارع اوسلو في سيارة ليموزين مصفحة وهم الذين اعتادوا مشاهدة رئيس الوزراء النرويجي كييل ماجني بونديفيك بل وفي بعض الاحيان الملك هارالد الخامس نفسه يسيران بينهم على الاقدام.
وقالت صحيفة فردنز جانج في مقال افتتاحي اخيرا,, عالمان مختلفان تماما سيلتقيان بمجيء الرئيس بيل كلينتون الى اوسلو.
يمكن للمرء ان يتجاذب اطراف الحديث مع المضيفين مثل كييل ماجني بونديفيك اثناء الوقوف في صف لشراء المقانق في مباراة لكرة القدم على سبيل المثال لكن من المؤكد انه يستحيل ذلك مع الضيف الامريكي الذي تحيط به اكبر عملية امنية في العالم.
ويصل كلينتون الى اوسلو اول نوفمبر تشرين الثاني في زيارة رسمية تستغرق يومين وهي اول زيارة يقوم بها رئيس امريكي للنرويج لحضور حفل تأبين يقام في الذكرى الرابعة لاغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحاق رابين 1995م.
ويحضر الحفل ايضا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك ورئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين.
ويأمل المسؤولون ان تنجح الاجتماعات التي تعقد على هامش حفل التأبين في دفع جهود السلام الفلسطينية الاسرائيلية, ودخلت المفاوضات مرحلة حساسة بعد ان تعثرت طوال سنوات اثناء تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الاسرائيلية.
وابرمت اتفاقات السلام المؤقتة عام 1992م بعد محادثات سرية استضافتها النرويج.
لكن النرويجيين بعيدا عن السياسة مهتمون في الاساس بكلينتون والمرافقين له الذين قدرت وسائل الاعلام المحلية عددهم بما يتراوح بين 500 و 900 فرد.
وتواكب الحدث عملية امنية واسعة النطاق في النرويج يشارك فيها حراس شخصيون للرئيس من المخابرات وقناصة وسيارات ليموزين مصفحة تظهر كثيرا في افلام الاثارة الامريكية.
ولم تكشف النرويج عن عدد افراد الشرطة المشاركين في العملية, وتقول الشرطة ان النرويج لم تشهد مثل هذه العملية من قبل سوى مرات معدودة منها عام 1994م حين تسلم عرفات ورابين وشمعون بيريس وزير الخارجية الاسرائيلية آنذاك جائزة نوبل للسلام وقبل ذلك بسنوات خلال جنازة الملك اولاف.
وادى اغتيال اولوف بالمه رئيس وزراء السويد عام 1986م اثناء خروجه من دار للسينما برفقة زوجته الى تشديد اجراءات الامن في دول الشمال لكنها رغم ذلك لا تقارن بالاجراءات الامنية المطبقة في مناطق اخرى من العالم.
لكن رئيس وزراء النرويج الحالي متحرر نسبيا من قيود الامن وشوهد مرارا وهو يخرج من عند حلاقه القريب من مكتبه في وسط اوسلو كما لا يبرز وجود القائمين على حمايته اثناء زياراته المتكررة لناديه المفضل مولدي.
وشددت اجراءات الامن نسبيا حول بونديفيك واسرته لفترة قصيرة في وقت سابق هذا العام عقب الحملة الجوية التي شنها حلف شمال الاطلسي على يوغسلافيا بسبب ازمة كوسوفو فقدت ايدت النرويج وهي عضو في الحلف الحملة ضد بلجراد.
وكثيرا ما يشاهد كبار رجال السياسة والوزراء دون حراسة في المنطقة التجارية القريبة من مبنى البرلمان كما يتضمن دليل الهاتف ارقام الهواتف الخاصة للعديد من الوزراء.
وشوهدت الملكة سونيا وولي العهد الامير هاكون ماجنوس اخيرا يزوران معرضا فنيا في وسط اوسلو بعد ظهر يوم احد في هدوء ودون اي مظاهر رسمية.
وفي بعض الاحيان تنسل الملكة سونيا والملك هارالد من القصر للذهاب الى السينما.
وحجز المرافقون لكلينتون فندق اوسلو بلازا بالكامل بطوابقه السبعة والثلاثين وهو اعلى مبنى في الدول الاسكندنافية كلها.
وسيقيم كلينتون خلال زيارته في جناح الملك الذي نزل فيه من قبل الرئيس الروسي بوريس يلتسين عام 1996م وايضا مغني الاوبرا الشهير لوشيانو بافاروتي الذي اضطرت ادارة الفندق الى تقوية السرير الذي سيرقد عليه نظرا لوزنه الثقيل.