Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


التربية الحديثة أذابت هيبة المعلم
الأرنب أفضل من الوحش الكاسر!

عزيزتي الجزيرة تحية طيبة
قرأت في العدد رقم 9883 الصادر بتاريخ 11/7 مقالاً للدكتور: عبدالله بن ناصر الفوزان في زاويته بالصفحة الأولى بعنوان يوم الأرنب العالمي حيث لم يدر بخلد المعلم الذي يحترق عطاءً وحيوية لايصال المعلومة واضحة الى عقول أبنائه الطلاب ويصرخ فيهم بصوت عال وهو يشير بعصا في يده الى درس مكتوب على السبورة ان وزارة المعارف ستقتبس من هذا المشهد اليومي الذي يتكرر في كل فصل دراسي ماتضعه على غلاف كتاب القراءة والمحفوظات للصف الثاني ابتدائي عرفاناً منها بدور المعلم البارز في تربية الاجيال ولتكون هذه الصورة الجميلة محفورة في اذهان طلاب لم تتجاوز اعمارهم السابعة، ولم يكن يعلم انه وهو يردد معهم ان حرف الألف جزء من كلمة أرنب ان هذه الكلمة البسيطة ربما تستطيع ان تتحقق وتصبح شيئاً ملموساً يراه الطالب كل يوم امام ناظريه من خلال صورة أرنب سمين يمسك بعصا ويعلم بها طلابه احرف القراءة والكتابة، مما اوقع في نفس المعلم الخوف من ان ترسخ هذه الصورة في اذهان طلابه من كثرة مشاهدتهم لها بحيث تصبح لديهم قناعة ان المعلم ربما يتشكل يوماً ما وفي عصر الاستنساخ بشكل ارنب طويل الاذنين لولا انه لاتزال في نفوسهم بعض مما بقي من هيبة المعلم التي بدأت تذوب شيئاً فشيئاً في بوتقة مايسمى بالتربية الحديثة، واذا كان مقصد الوزارة من هذه الصورة البريئة لأرنوب الصغير تحبيب الطفل بالكتاب من خلال صورة كرتونية جميلة فلماذا لم تصغها بطريقة أخرى طالما ان الكتاب في الأساس موجه شكلا ومضموناً للطالب نفسه الذي قد يعتذر احدهم ليقول اننا بالغنا كثيراً في مضمون هذه الصورة والمقصد من ورائها فطالب الصف الثاني طفل لا يكاد يفقه مثل هذه الامور فأقول انك صدقت في ذلك ولكن من ينقذ المعلم من تهكم اولياء الامور وأسر الطلاب والاصدقاء في المجالس والاستراحات، الذين يتساءلون مابال وزارتكم الميمونة عليكم، وتعال عندها اقنع في أناس لا ينفع معهم الاقناع او وجع الرأس طالما وجدوا فرصة سانحة للنيل من المعلم، وأحمد الله عندها ان ادارة التصاميم بالوزارة اختارت الارنب المعروف بالوداعة والألفة ولم تضع المعلم بصورة حيوان شرس عنيف.
محمد بن راكد العنزي
محافظة طريف

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved