Monday 1st November, 1999 G No. 9895جريدة الجزيرة الأثنين 23 ,رجب 1420 العدد 9895


المصائب للامتحان والابتلاء والعبرة

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله
فلقد ابت المشاعر والنفس والاحاسس الا ان تعيش فترة محزنة ممزوجة بشيء من التباشير بالخير بفقدان ابن العم تركي الذي فقده الصغير والكبير، والتباشير التي سمعناها من علامات الخير والصلاح بعد وفاته من كثير من الاحباب والاقارب والاصحاب ولكن لابد لي في هذه الاسطر المتواضعة ان اشارك بها وابعثها لوالديه اولا ثم لاقاربه ثانيا من اعمام واخوال واخوان واهلين وغيرهم فاحببت ان اكشف الغطاء عن بعض الامور التي قد غابت او قد كادت ان تغيب عن اذهاننا جميعا.
اولا: لنعلم جميعا ان الله جل وعلا خلق الموت والحياة ليبلونا اينا احسن عملا كما قال تعالى: الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا,, فله الحمد والمنة والفضل بأن أُرينا علامات وحسبتها علامات خير وحسن ختام رأيتها بنفسي عسى ان تكون علامات بالقبول والفوز والفلاح له عند رب العالمين.
ثانيا: لا يغيب عنا جميعا ان الله جل وعلا قد اودع امانات في هذه الارض واستودع عليها من خلقه من مال ونفس وروح وغير ذلك مما استودع الله بعلمه وحفظه بأن ترد اليه, فهذه الامانات اوجب بان ترد الى خالقها وموجدها عندما يحين طلبها مقارنة عندما تطلب من المخلوقين ولله المثل الاعلى سبحانه.
ثالثا: الله سبحانه وتعالى يُري عبده ويهديه ويوفقه لكل اسباب الخير والصلاح والفلاح الى اسباب سلوك طريق الفائزين بجناته جنات النعيم اسأل الله ان نكون ووالدونا ومن احببناه واحبنا في الله جميعا من الفائزين فلقد رأيتما وسمعتما ايها الوالدان ماله من ذكر طيب وحسن وسلوك اسلامي حافل بالاستقامة والهداية فذلك فضل من الله ومنة فبذلك فلتفرحا ولتطمئنا ولتدعوا له بالرحمة والمغفرة والثبات واسأله سبحانه ان يجمعنا ووالدينا في الفردوس الاعلى من الجنة انه سميع قريب.
وهذه الفرحة وهذا الفضل هو خير عظيم وفضل جزيل قال تعالى: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون .
رابعا: بشرى ازفها لكما ايها الوالدان المطمئنان بأنه اذا احب العبد لقاء ربه احب الله لقاءه وكذلك لا تنسيا بأن الله جل وعلا وتقدس في حديثه القدسي يبين فضل الصابر من الوالدين المحتسب لموت فلذة كبده والغالي عليه فقد جاء في الحديث القدسي اذا قبضت الملائكة روح العبد فلذة كبد والديه يسألهم وهو اعلم بهم سبحانه وكيف وجدتموه قالوا: وجدناه صابرا محتسبا فيقول لهم جل وعلا: ابنوا له بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.
ولمست هذا واحسب ذلك عند وجودي بينكم فأحمد الله سبحانه بأن صبرتما واحتسبتما وارجو الله ان يشفعكما فيه وان ينالكما نصيب من هذا القول في الحديث القدسي بفضله وكرمه ورحمته.
خامسا: لنعلم جميعا بأن الله اذا انزل مصيبة على اهل بيت فإنما انزلها لامتحانهم وابتلائهم وليعلم الصابر المحتسب والقانط الجزع وكذلك لتكون عبرة وعظة واستعدادا لسلوك هذا الطريق الذي اسأله سبحانه ان نسلكه على حسن ختام وعلى حسن ظن به سبحانه وعلى عمل صالح.
سادسا: ما لمسناه جميعا من كل المواسين والمعزين من الاقارب والاحباب والاصحاب بأنهم صابرون داعون له بالرحمة والثبات فلقد رأيت شبابا كثرا جاءوا على حافلة يعزون ويبشرون ويواسون ويدعون له بالرحمة والثبات فأسأله سبحانه الا يحرمهم الأجر ولا يرد دعاءهم وان يكتب خُطاهم فلقد شهدوا له بالخير والصلاح وحبه لأهل الخير فهذا لم يكن جديدا بل جاء في سنة النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر بجنازة حملت على الاكتاف وشهدوا لها بالخير واثنوا عليها خيرا: فقال صلى الله عليه وسلم وجبت ووجبت ووجبت فقالوا: وما وجبت يا رسول الله : قالوها فيما بعد قال وجبت لها الجنة انتم شهداء الله في ارضه ولا نزكي على الله احدا قال تعالى : فلا تزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ومن العلامات التي شهدت له بالخير كثرة المصلين عليه, اسأل الله تعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يجمعنا جميعا في دار كرامته ومستقر رحمته ووالدينا وجميع المسلمين.
فحري بنا جميعا ان نستعد لهذا اللقاء وهذا اليوم الذي اذا سهّله الله على العبد وكان على حسن ظن به سبحانه عند لقائه كان ما بعده اسهل وايسر.
اللهم اختم لنا بالصالحات واجرنا من عذابك واليم عقابك واسألك الا تحرمنا الاجر والدعاء والثواب كما اسأله سبحانه ان يتوفانا مسلمين غير خزايا ولا مفتونين انه جواد كريم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
خالد محمد المحارب

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الادارة والمجتمع
الاقتصــــــــــادية
منوعـــــــــــــات
تقــــــاريــــــــر
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
الطبيـــــــــــــة
تغطيـــــــــــــات
مـــدارات شعبية
العـــالـــــم اليـوم
الاخيـــــــــــــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved