تكمن خطورة مرض هيموفلس انفلونزا في كونه بكتيريا وليس كالانفلونزا الفيروسية التي نعرفها جميعا، وقد بدأ التطعيم ضد هذا المرض ليكون اجباريا وذلك للتقليل من المشاكل الناجمة عن الاصابة به وخصوصا الالتهاب المخي، في السنتين الأوليين من العمر وتقل بعد ذلك وان كانت الاصابة به غير شائعة، فإن خطورة المشكلة وتكلفتها تجعل التطعيم وتكاليفه اقل كثيرا من ذلك.
المرض وأعراضه
تصيب هذه البكتريا مناطق كثيرة من الجسم، لعل أخطرها الاصابة المخية ويكون فيها الطفل عليلا، ويصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة، تشنجات، التهاب غشاء المخ، تجرثم دمي، مع احتمال انتشاره الى جميع أجزاء الجسم، التهابات المفاصل، التهاب الجلد، التهابات رئوية, التهاب المزمار، وغير ذلك وتكون العدوى غالبا عن طريق الرذاذ ويمكن منعها بالتطعيم وعلاجها بالمضادات الحيوية.
الوقاية خير من العلاج
وذلك بالتطعيم لجميع الأطفال في السنتين الأوليين من العمر على ثلاث جرعات، وهناك أطفال لديهم نقص مناعة يحتاجون للتطعيم أكثر من غيرهم مثل نقص المناعة الخلقية، نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، المستأصلة طحالهم، المصابين بالمنجلية، المصابين بأمراض سرطانية، ومن هم تحت العلاج الكيماوي ويكون التطعيم من خلال حقنة في العضل كالتالي:
الجرعة الأولى: في الشهر الثاني.
الجرعةالثانية: في الشهر الرابع.
الجرعة الثالثة:
أما الأطفال اكثر من سنة فيحتاجون فقط الى جرعتين، وليس لهذا التطعيم أي عواقب، وكذلك ليس له اي موانع، ولكن دائما نفضل عدم اعطاء المرضى أي تطعيم وذلك بتأجيله لمدة أسبوع وذلك حسب رأي الطبيب وعموما ليس هناك موانع للتطعيم، وهذا التطعيم غير ملزم قانونيا في المملكة في الوقت الحاضر وسيكون كذلك في القريب العاجل إن شاء الله.
العلاج:
هذا المرض قد يكون قاتلا (الالتهاب المخي) لذلك ننصح بسرعة مراجعة الطبيب فقد يحتاج المريض الى علاج بالمضادات الحيوية لمدة قد تطول أو تقصر، مع اجراء تحاليل متنوعة منها عينة من ماء الظهر لمعرفة نوع الجرثومة، وحساسيتها للدواء,
ويجب ملاحظة ان عينة الظهر غير ضارة، وتجرى للعديد من الأطفال بدون اي مشاكل وفي هذا الصدد أود الاشارة الى بعض الاشاعات التي تتردد حول أخذ عينة من ماء الظهر وانها تؤدي الى شلل وغير ذلك وهذا بالطبع غير حقيقي على الاطلاق ويجب علينا الاستماع الى نصائح الطبيب وتنفيذ تعليماته لأن لزوم عملها في بعض الأحيان يكون في مصلحة المريض,وعلاج الحالة قد يقلل من المشاكل الناتجة عنها، لذلك تكمن أهمية الذهاب الى الطبيب بسرعة للتشخيص والعلاج.
وفي بعض الحالات تعطى وقاية للأهل، علاج مضاد حيوي، لجميع افراد الأسرة لمنع انتقال المرض في بقية افرادها وخصوصا الأطفال.