تم اكتشاف عدوى بكتيريا المكورات العنقودية mrsa، إم، آر، إس، إي الشديدة المناعة للمضادات الحيوية لاول مرة في اوروبا في اواخر الستينيات، وبعدئذ، وخاصة منذ عام 1975م، اصبح انتشار العدوى في زيادة وخصوصا في المستشفيات حيث تثبت الاحصائيات العالمية تصاعد حدوث هذه العدوى فقد اصبح هذا الكائن الحي الصغير السبب الرئيسي للاصابة بالعدوى في المستشفيات العامة، دور النقاهة، والمستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية للحالات الحادة.
تعريف mrsa ، إم، آر، إس ، إي
يشير هذا المصطلح الى سلالة بكتيريا المكورات العنقودية التي تفرز انزيم البنسلينين الذي يثبط تأثير المضادات الحيوية، كالبنسلين ومركبات البنسلين الاخرى مثل ميثيسيلين، كلوكاسلين ونافسيلين وجميع مركبات السيفالو سبورينز.
* الأسباب.
يرجع سبب مناعة هذه البكتيريا لعدة مجموعات من المضادات الحيوية الى تغيرات في الغشاء المغطي لها، وتقوم هذه البكتيريا بافراز انزيمات تبطل مفعول هذه المضادات الحيوية, ومن ناحية فان استخدام المضادات الحيوية غير المناسبة والافراط في ذلك كان السبب في ازدياد نسبة تلك البكتيريا العنيدة.
* طرق انتقال العدوى
تنتقلmrsa بكتيريا المكورات العنقودية الى اي مستشفى بواسطة مريض مصاب بهذا النوع من العدوى او شخص آخر ناقل لجراثيم المرض, ويعتبر هؤلاء الاشخاص المصابون او الناقلون للمرض المصدر الرئيسي له.
وتشمل اماكن وجود الجراثيم في الجسم المنخرين الاماميين، البلعوم الانفي، جروح العمليات او الحروق، البلغم، القروح الناشئة عن الاستلقاء الطويل على السرير، العجان، المستقيم، ثقب المعدةالجراحي .
وتنتقل البكتيريا بين المرضى عن طريق ايدي مقدمي الرعاية الصحية بعد ملامستهم للمريض المصاب بهذه العدوى, وقد تسبب ذلك في انتشارها في بعض المستشفيات التي تقدم الرعاية الصحية للحالات المزمنة.
ويمثل تكاثر جراثيم mrsa إم، آر، إس، إي في المنخرين الاماميين خطورة كبيرة في نقل العدوى مقارنة بتكاثر سلالة المكورات العنقودية التي لديها حساسية للميثيسيلين arsa ويقوم المصابون بmrsa في الافرازات الموجودة في فتحة التنفس الموجودة في اسفل العنق، والجروح بنقلها بصورة سريعة بسبب الحاجة الى استخدام اليدين بشكل مركز ومستمر من خلال تقديم الرعاية الصحية لمستقبليها.
ولا يعتبر انتقال العدوى عن طريق الهواء ذا اهمية في طريقة الانتقال,، الا في مرضى الحروق الكبيرة المنومين في وحدة رعاية الحروق والذين يحملون او يشكون من الاصابة بmrsa فقد يكون لهم دور في انتشار العدوى عن طريق الهواء.
كما ان انتقال العدوى عن طريق البيئة غير الحية الجماد قد تكون لها اهميتها ايضا لنوع خاص من المرضى، مثل مرضى الحروق ومرضى وحدة العناية المركزة حيث يحتمل حدوث تلوث شامل لتلك البيئة.
* عناصر المخاطرة
ولدى السلالات المختلفة لmrsa قدرات مختلفة للتكاثر والهجوم والتسبب في عدوى مواقع خاصة, ويختلف مدى تكاثرها طبقا لحالة المريض والامراض المصاحبة ونوع المهنة.
وتشمل عوامل ازدياد الاصابة بهذا النوع من البكتيريا ما يلي:
- مدة الاقامة الطويلة في المستشفى وتكرارها.
- وجود المريض في وحدة العناية المركزية او وحدة الحروق.
- قرب المريض من مريض آخر لديه جراثيم المرض او مصاب بmrsa .
- طول مدة العلاج بالمضادات الحيوية.
- المرضى الذين ليس لديهم مناعة ضد الامراض.
- عدوى جروح العمليات- كبار السن.
- المرضى الذين يتلقون علاجا عن طريق ابر الوريد.
* ملاحظة:
عند تعرض المرضى الى جرثومةmrsa ، فان 30- 60- % منهم قد يصابون بمرض من هذه البكتيريا كالتهاب الرئة، التهاب في الدم، التهاب بالمسالك البولية.
* طرق الوقاية والمكافحة:
يوجد اختلاف كثير بين المستشفيات في طريقة التعامل مع mrsa ، ومن الاهمية ان ننوه على انه في حالة دخول هذا النوع من العدوى في المستشفى او في احدى وحدات المستشفى وعنابره فانmrsa يصعب التخلص منه، ولذلك فاننا نوصي كل جهة تقدم رعاية صحية بأن تقوم بتطوير استراتيجيات بناء على ما تقتضيه حالتها الخاصة، وعليها ان تأخذ في اعتبارها مايلي:
- مدى انتشار mrsa في مرضاهم.
- مدى انتشار mrsa بين مرضى المستشفيات التي تقوم بتحويل المرضى من اجل تنويمهم,- عناصر الخطورة في مرضاهم.
- مدى تكرر انتقال العدوى.
- وجود اخصائيين في مكافحة العدوى وذلك من اجل الاستقصاء الوبائي ومعرفة مصادره، وعزل المرضى بغرف خاصة.
- مستوى الالتزام بالممارسات المتعلقة بمكافحة العدوى.
والمستوى الحالي في تكنولوجيا مكافحة mrsa يقترح الآتي:
- تحديد مصدرmrsa الحالات، الناقلين للعدوى .
- عزل المرضى المصابين الايجابيين لmrsa عزل الاتصال- استخدام الغرف الخاصة لجمع مرضىmrsa الايجابيين مع بعضهم .
- استخدام العوازل: قفازات في حالة لمس المريض المصاب.
- ارتداء العباءاتالروب في حالة لمس المرضى والتعامل معهم.
- ارتداء الاقنعة عند احتمال تطاير الرذاذ او تراشق سوائل ومواد جسم المريض الملوثة، مثل عند عمل المنظار، وعند استخدام الماء في تنظيف الجروح وعند شفط مواد اخرى من جسم المريض.
* ملاحظات
يندر ان يوجد مستشفى يتمتع بعدم وجود mrsa , وهنا في مستشفى الملك فهد للحرس الوطني نتبع استراتيجية مشددة للحد من انتشار هذه البكتيريا في مرضانا ووحداتنا.
وبالرغم من اننا لا حظنا انتقال العدوى، فملاحظاتي تبين ان 70-80% من مرضانا الايجابيين لmrsa كانوا ممن حولوا الينا من جهات اخرى تقدم خدمات صحية.
وبغض النظر عن ذلك، فان جهودنا للمكافحة والتحكم في انتقالmrsa بين مرضانا والعاملين في هذا المستشفى يجب ان تشمل:
- التقيد بالسياسات والاجراءات التي يتبعها مستشفانا ضد هذه البكتيرياارجع الى دليل مكافحة العدوى , - الالتزام بالممارسات العامة لمكافحة العدوىالتدابير العالمية لمواد الجسم المعدية ,- التركيز على اهمية غسل اليدين.
ولن يتحقق ذلك الا بتعاون الجميع.