* بيروت- أ,ش,أ
عادت موجة سرقة السيارات في لبنان لتتفاقم مجددا بعد ان كانت قد انحسرت بشكل ملحوظ في العام الماضي في اعقاب عمليات امنية واسعة النطاق نفذتها القوى الامنية اواخر عام 1997 في مناطق الهرمل النائية باقصى شمال سهل البقاع شرق لبنان التي تأوي عصابات السيارات.
وكان قد سجل سرقة 1129 سيارة في عام 1997م ثم انخفض العدد في عام 1998 إلى سرقة 339 سيارة ليعاود هذا الرقم الارتفاع مجددا حيث بلغ عدد السيارات المسروقة خلال الاشهر التسعة الاولى من هذا العام حوالي 1024 سيارة.
وتأتي في طليعة بورصة سرقة السيارات السيارة المرسيدس ويليها سيارات الجيب الفاخرة ثم السيارات اليابانية بجميع ماركاتها ويليها السيارات الامريكية والكورية.
ويوضح العقيد عبده غصيبة رئيس مكتب مكافحة جرائم السرقات الدولية في لبنان ان للسرقة اسباباً عديدة واذا كان الوضع الاقتصادي الصعب احد اسبابها فهو ليس كافيا لتبريرها لان العصابات الكبيرة يرأسها عادة اشخاص ليسوا فقراء لكن فقدان القيم في العالم الحديث وتفكيك روابط الاسرة وانتشار الجهل والامية وسهولة تصريف المسروقات والرغبة في الربح السريع وتفشي روح الاجرام كلها اسباب تشكل دوافع للسرقة.
وكشف العقيد عبده غصيبة عن ان قسما كبيرا من سرقة السيارات يقوم بها مراهقون تتراوح اعمارهم بين 15 و 25 عاما الى جانب سارقين من اعمار مختلفة لكنها لا تتجاوز عادة عمر 35 سنة.
وحول الطرق التي تسلكها السيارات المسروقة قال العقيد غصيبة هناك اكثر من طريقة لتصريف السيارات المسروقة منها مايتم تفكيكه الى قطع ويباع على هذا الاساس وبعضها يزود بلوحات عائدة لسيارات اخرى ويتم بيعها على انها سيارة اخرى ومنها ما يغادر البلاد بواسطة اوراق مزورة وكأنها شرعية ومنها يتم تغيير لونها وتباع في محافظة اخرى.
واكد ان اجهزة الامن لا تألو جهدا في مطاردة عصابات سرقة السيارات واكتشاف اوكارها فقد تم في عام 97 اعتقال 338 لصا وفي العام 98 تم اعتقال 411 لصا وخلال العام الحالي تم اعتقال 268 لص سيارات.
وحول ما اذا كانت اجهزة الانذار الحديثة توفر حماية للسيارة من السرقة قال العقيد عبده غصيبة ان المهارة في تصنيع اجهزة الانذار المتطورة لا تضاهيها الا المهارة في طريقة تعطيلها ويبدو ان لصوص السيارات المحترفين يتابعون التطور الفني لاجهزة الانذار والحماية من اجل اكتشاف اسهل واسرع طريقة لتعطيلها.
واعتبر ان لمهنة سرقة السيارات اسرارا كثيرة ونجحت القوى الامنية في اكتشاف اغلبها ولكن هذا الاكتشاف لا يعني بالضرورة التمكن من وضع حد نهائي لها طالما هناك أشخاص انعدمت لديهم الروادع الفكرية والاخلاقية.
|