* اسلام آباد- رجاء اصغر- رويترز
بعد نحو ثلاثة اسابيع من خلع الجيش الباكستاني لرئيس الوزراء نواز شريف وسيطرته على السلطة بدأ القلق من بطء سرعة الاصلاحات يحل محل الشعور بالراحة بعد انهاء 31 شهرا من الحكم الذي سادته الفوضى.
وقال المعلق السياسي عرفان حسين قريبا سيشعر الناس بالملل من عدم احراز تقدم,, يجب ان يعلم الجنرالات ان نواياهم الحسنة سلعة سريعة العطب .
وتعكس تعليقاته التي كررتها وسائل اعلام باكستانية حقيقة ان شهر العسل الذي تمتع به الجنرال برويز مشرف الحاكم العسكري لباكستان بعد الانقلاب غير الدموي الذي قام به في 12 اكتوبر تشرين الاول اوشك علىالنهاية.
وتعهد مشرف بتنظيف باكستان من الفساد واحياء الاقتصاد وتقوية العلاقات بين اقاليم البلاد الاربعة وبتنظيف المؤسسات لارساء ديمقراطية حقيقية قبل ان يتخلى الجيش عن السلطة.
ولكن اختياره لمدنيين لتشكيل مجلس الامن القومي وتشكيله لمجلس وزراء جديد كانا محل دراسة متأنية من سياسيين وصحف ومعلقين شكك كثير منهم في قدرة هؤلاء على تحقيق المطلوب.
ومن بين الاعضاء الذين اختارهم لمجلس الامن القومي وزير الخارجية عبدالستار البالغ من العمر 69 عاما وكان يعمل موظفا ومحمد يعقوب محافظ البنك المركزي خمس مرات.
وبالرغم من ان اختياراته لمجلس الوزراء لا تشوبها أي مزاعم فساد الا ان معظم اختياراته كانت محل انتقاد ووصفوا بأنهم وجوه قديمة ولم يؤدوا بشكل جيد في ادوارهم السابقة كموظفين او مستشارين للحكومة.
ويقول محللون سياسيون ان النوايا الحسنة التي يتمتع بها مشرف قد تتبخر اذا لم تخف المشاكل الاقتصادية التي يلقي باللوم فيها على سياسات شريف واذا كانت باكستان تستعد لفترة طويلة اخرى من الحكم العسكري الذي خضعت له نصف سنوات عمرها بعد ان تأسست من 52 عاما.
وتفيد تقارير بان مشرف قال ان تجربته السياسية قد تستغرق بين ستة وشهور وثلاثة اعوام.
وقال اياز امير المعلق السياسي اعتقد ان الخطر يتمثل في ان ينغرزوا في هذه الاوضاع .
من تجارب الماضي اتضح ان الحكام العسكريين يتعهدون بالكثير ولكن بعد وقت قصير يصبحون جزءا من المشكلة .
وقاوم مشرف الذي حل حكومة شريف واوقف الدستور والبرلمان والجمعيات الاقليمية كلا من الضغط المحلي والدولي لتحديد مهلة زمنية لارساء الديمقراطية في البلاد.
وتريد الاحزاب السياسية الرئيسية في باكستان عودة سريعة للحكم المدني بالرغم من انها تختلف فيما بينها حول ما اذا كان ذلك سيتحقق باجراء انتخابات جديدة او باحياء البرلمان الموقوف.
وفي اول اجتماع للجنة المركزية لحزب العصبة الاسلامية الذي ينتمي اليه شريف بعد الانقلاب طالبت اللجنة باحياء البرلمان اذ تتمتع فيه بأغلبية.
ولكن حزب الشعب الباكستاني الذي ترأسه رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو وهو حزب المعارضة الرئيسي يطالب بانتخابات جديدة بالرغم من انه من الواضح انه لا يريد ان يبدو وكأنه يطلب من الجيش حل هذا البرلمان.
وتقول معظم الصحف والمعلقين الباكستانيين ان ولع شريف بتركيز السلطة في يديه كان السبب الرئيسي في خلافه مع الجيش الامر الذي ادى الى انقلاب 12 اكتوبر.
الا ان صحيفة دون اليومية المستقلة قالت في مقال افتتاحي يوم السبت ولكن هذا لا يعني ان الحكم العسكري يجب ان يكون تجربة مفتوحة ونهاية بحد ذاته .
|