عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الدراسة المستفيضة والتخطيط للحاضر والمستقبل والتنفيذ الجاد ثالوث الاتقان في كل قرار يتخذ او مشروع ينفذ، وهذه المحاور الثلاثة كفيلة بتحقيق أعلى الارقام القياسية في النجاح والتقدم والرقي, ووقفتي هنا على محور اساسي من تلك المحاور الثلاثة وهو (التخطيط للحاضر والمستقبل) ويقصد به الالمام التام بواقع الامر حاضرا ومستقبلا ودراسة المشاكل وايجاد الحلول المناسبة على مدى بعيد يتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل,, والتخطيط الذي لا يدرس بالشكل المذكور سوف تثبت الايام فشله وعدم مناسبته عندما يصطدم بحاجيات الواقع ومشاكل المستقبل ومن ثم تبرز الحاجة الماسة لسرعة دراسة الموضوع مرة اخرى بعدما اصبح في شبكة شائكة يصعب التغلب عليها فتستنفد الطاقات وتكرس الجهود وتضاعف الميزانيات وكان من الممكن في اول الامر تلافي ذلك كله لو تمت الدراسة وفق المسارات الصحيحة وهذا ما تفقده كثير من ادارة المشاريع والتخطيط في قطاعاتنا وكما يقولون بالمثال يتضح الكلام وهذه ثلاثة امثلة سوف اذكرها دليلا على ما تقدم على سبيل المثال لا الحصر:
الأول : طريق الملك فهد والخناقات الازدحامية التي تحصل فيه بشكل يومي متكرر واحيانا يقف السير بدون حركة!
الثاني: الجامعات والكليات التي اصبحت طاقتها لا تستطيع ان تستقبل إلاربع الاعداد المتقدمة او اقل ومن اجل هذه المشكلة اضيف بعض الشروط في القبول للتخلص من هذه الازمة.
الثالث: ما نطالعه في صحفنا اليومية من شكاوى بسبب سوء شبكة الاتصالات - البيجر والثابت والنقال - وفي اتصال واحد احيانا يخرج لك خمس افادات:
1- عفواً الرقم غير موجود في الخدمة مؤقتا.
2- عفواً ان الهاتف المطلوب لا يمكن الاتصال به الآن.
3- نغمة مشغول.
4- نغمة انقطاع ارسال.
5- تعثر مرور مكالمة, وقد حصل مثل هذا!
إن هذه الامثلة الثلاثة وغيرها اظنها لو درست دراسة مستوفية من جميع الجوانب وبالذات التصورات المستقبلية لما حصل ما حصل, من المعلوم ان بعض الدول الكبرى والمتقدمة تدرس مشاريعها مائة سنة مستقبلية اختصاراً للوقت والجهد والمال وهذا نوع من الوفاء لجيل المستقبل فياليت ادارة مشاريعنا في كل القطاعات تحسب لذلك الف حساب لتحقق النجاح والرقي والتقدم بأسرع وقت ممكن، والذي يسبر حضارات بلادنا الحبيبة يجد ان النهضة الحضارية بمختلف انواعها سواء كانت عمرانية أو صحية او اقتصادية او عمرانية او تعليمية قد شهدت تطورا ملموسا وسريعا خلال فترة وجيزة من الزمن لا تتجاوز الثلاثين عاما وهذا بحق يعني ان حكومتنا الرشيدة ذات دعم مستمر وعطاء دائم من اجل خدمة الوطن والمواطن ولكم فائق الشكر والتقدير.
عبدالرحمن عبدالله التويجري
وزارة المعارف