Tuesday 2nd November, 1999 G No. 9896جريدة الجزيرة الثلاثاء 24 ,رجب 1420 العدد 9896


حتى لا تميل بهم موازين أهل السوء
ساعدوا أبناءكم على اختيار الصديق الصالح

عزيزتي الجزيرة.
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الأنبياء والمرسلين وبعد: فإن من اهم اسباب الانحراف عند بعض الشباب رفقة السوء الذين يلمعون لمن يخالطهم فعل الفواحش والمنكرات بل وربما اوقعوهم في براثن الموبقات والمهلكات, فكم من شاب طيب القلب قد مكث في جوار والده يربيه التربية الحسنة الجادة وينشئه على كل خصال الخير وفعلها وما ان اخذ يمشي مع شلة من أهل الفسق والشر الا وتبدلت عنده المفاهيم فخلع ثياب العز والوقار وابدلها بثياب الذل والعار فرجحت عنده كفة الشر ثم مالت به في هوة سحيقة ظلماء فاسود قلبه وانقلب صدره المنشرح الى ثقب ابرة، ولو سألته وهمست في اذنه لماذا يا حبيبي تماشي هذه ]الشلة[ المنحرفة عن جادة الطريق المستقيم,, أبوك نعم الرجل المربي لك التربية الحسنة؟ لقال بلسان الواثق: انما امشي معهم لقضاء الوقت والتنفيس عن النفس في ساعات الشعور بالضيق وأنا لله الحمد أعرف كل شيء ولن اقع في شيء من المنكرات التي تغضب الله وسرعان ما ينقلب على هذه الافكار التي يحملها بانه يسير معهم بحذر وفطنة فاذا هم يجرونه الى المعاصي وكل فعل مستقذر بخيوط رقيقة ولمسات ساحرة مع خطوات مدروسة منمقة حتى صار الصحيح المعافى اجربَ معدياً.
وقد قال الشاعر في مثل هذا:
واحذر مصاحبة اللئيم فإنه
يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
فكل ذي لب وعقل حاذق لا يجالس ولا يماشي الا من التقوى شعاره وطاعة الله ورسوله رأس ماله.
وأعرف يا اخي كل شيء عن صديقك من خصال الشر التي فيه فاحذرها وحذره منها والا فان لم تدعه الى الخير وفعله فسيدعوك للشر وفعله فكن انت السباق الى الخير لتفز بصحبة الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء الصالحين وحسن اولئك رفيقا, فكم من شاب عرف بالخير في بزوغ شبابه مالت به موازين اهل السوء فانخرط معهم فصار بعد ان كان للخير مفتاحاً صار للشر فتاحاً, وما اكثر الشباب الذين يقعون في حبائل المنكرات بسبب رفيق الدرب وصديق الحارة وزميل الدراسة, فتجد الشاب لا يعرف التدخين ولا يعرف المخدرات فأصبح بالرفيق والزميل يعرف كل شيء بعد ان كان لا يعرف من الشر الا اسمه فتراه بعد هذا مستخدماً مدمناً لما جره اليه جليس الشر والفساد هداه الله.
فنحن الآن نعيش في زمن يوشك على الرحيل بنا الى الآخرة وهو زمن متلاطم بالفتن، الدين فيه غريب والمعروف فيه يكاد يكون منكراً والعيب ليس في الزمان:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
والحقيقة المرة ان دور بعض الآباء يكاد يكون معدوماً فما الذي يجعل الأب يهمل أولاده لا يراقبهم ولا يتتبع سيرتهم ولا يعرف متى يعودون الى البيت في ساعات الليل التي ربما تكون في أواخره وبزوغ فجر يوم جديد, فالابن يدخل متى يشاء ويخرج متى شاء والأب ربما يكون عالماً بذلك أو متجاهلاً ذلك فمن كانت هذه حالته من الآباء فغداً يصبح هذا الابن عاراً وعلماً مرفوعا فوق رأسه يلاحقه في كل مكان,, لذا فإنني عبر هذه الكلمات اوجه كلمات للآباء علّ الله ان ينفع بها جميع المسلمين منها:
1 - ساعدوا ابناءكم على اختيار الصديق الصالح ولتكن صلتكم بابنائكم صلة مودة ورحمة وعطف ومتابعة مستمرة لهم.
2 - تذكروا دائما بأن الأبناء نعمة من الله وفي نفس الوقت ربما تكون فتنة وابتلاء كما قال عز وجل: ]انما اموالكم واولادكم فتنة[.
3 - لذا كان حرياً بالمسلم الا يتعاطف مع ابنه في تبريره لاختيار رفقاء السوء كأن يقول ان في صحبتهم متعة وتسلية ونكتة مع دعابة فهذه حجج شيطانية يجب الحذر منها والرد عليها في الحال.
4 - ابدؤوا بانفسكم في الاصلاح فعليكم ان تظهروا امامهم بالمظهر الحسن الجميل في المعاملات والأخلاق والكلام الطيب الحسن وقد قال الشاعر:
وينشأ ناشىء الفتيان فينا
على ما كان عوده أبوه
لذا فإن التربية الحقة ان تربي ابنك وتأمره بالخير وتحذره من الشر مع اخذ الحذر والحيطة بألا تخالف اقوالك افعالك فلا تنه عن تأخر الصلاة وأنت آخر من يذهب الى المسجد ولا تنه عن شرب الدخان وانت اول من يشعلها:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله
عار عليك اذا فعلت عظيم
5 - وختاما: فإن من اعظم الوسائل المعينة على اصلاح الشاب وفلاحه هو ربطه بالمسجد وحثه على المحافظة على الصلوات في اوقاتها مع جماعة المسلمين والالتحاق به في صفوف حلقات القرآن الكريم في بيوت الله العامرة بذكر الله عز وجل, ]في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله احسن ما عملوا ويزدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب[.
نسأل المولى جل وعلا ان يعيننا على تربية ابنائنا التربية الاسلامية الصحيحة, والله ولي التوفيق.
ظفر بن راشد النتيفات
الهدار - الأفلاج - ثانوية الهدار

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
مشكلة تحيرني
محاضرة
منوعــات
القوى العاملة
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved