كانت الدولة الإسلامية منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ومروراً بالأمويين والعباسيين ومن تلاهم من السلف الصالح تعنى عناية خاصة بأحوال السوق ومراقبة العاملين بها،وأصحاب التجارات والصناعات فيها ومرتاديها من الناس، وقد أوكلت مسؤولية هذا العمل الى المحتسب أو صاحب السوق أو عامل السوق كما كان يسمى في العهود المبكرة، وهو فقيه يرتبط عمله بقاضي المدينة ادارياً وتسمى وظيفته الحسبة.
وقد فصلت كتب ورسائل الحسبة شرح عمل المحتسب وسلطاته وطريقة تنفيذ مهماته، وتفاصيل كل صناعة وكشف غشها، والاجراءات المطلوبة لتحسينها واتقانها.
وفيما يلي نستعرض بعض أهم كتب ورسائل الحسبة في تراثنا الإسلامي:
1- آداب الحسبة - السقطي المالقي.
2- الأحكام في الحسبة - أبو الحسن الماوردي.
3- رسالة الحسبة - ابن عبدون الأشبيلي.
4- الرتبة في الحسبة - ابن الرفعة.
5- معالم القربة في أحكام الحسبة - ابن الأخوة.
6- نصاب الاحتساب - السنامي.
7- نهاية الرتبة في طلبة الحسبة - الشيزري.
8- نهاية الرتبة في طلب الحسبة - ابن بسام.
9- الحسبة في الإسلام - ابن تيمية.
والبحوث والكتب والمقالات التي نشرت عن الحسبة والمحتسب في العصر الحديث كثيرة جداً، بيد أن كثيراً منها يميل الى العموميات وعدم التعمق في الموضوع,, وتعد الكتب والرسائل التي استعرضتها اجمالاً من أثمن ما كتب في الحسبة، والمجال لا يتسع لذكر كل ما ألف، حتى لو اكتفينا بذكر نخبة من المؤلفات الجيدة، فإن هذا يستحق بحثاً مفرداً لوحده.
وإذا أضفنا إلى ما سبق طائفة أخرى من كتب ورسائل تراثية تتحدث عن الحرف والصناعات ومن ذلك:
1- الإشارة إلى محاسن التجارة- أبو الفضل جعفر الدمشقي.
2- أحكام السوق - يحيى بن عمر القيرواني.
3- التيسير في أحكام التسعير - أبو العباس أحمد المجيلدي.
4- التبصير في التجارة- الجاحظ عمرو بن بحر.
5- الملح والطرف من منادمات أصحاب الحرف - محمد بن محمد البلبيسي.
6- تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع - علي بن محمد الخزاعي.
هذه النماذج من كتب الحرف التراثية لا تختلف كثيراً عن أبواب كتب الحسبة، برغم ما يوحي به عناوينها من اختلاف عن مجال الحسبة وما ظنه بعض الباحثين من أنه لا يدخل ضمن كتب الحسبة والمحتسب.
إن كتب ورسائل الحسبة وكتب الحرف التراثية عبارة عن سجل نابض بالحياة، يصور لنا مجتمع السوق والصناعات في العصور السابقة, فنجد فيها أسماء الحرف المختلفة، والصناعات المتنوعة، وأساليب ضبط المقاييس والموازين، والمواصفات الفنية اللازمة لكل حرفة، وأنواع الغش في كل مهنة.
وللأسف فإن عدم اطلاع الباحثين على ما كتب ونشر وحقق من كتب ورسائل تراثية عن الحسبة والمحتسب والحرف والصناعات، أدى إلى أخطاء عديدة, إذ نجد بعض الباحثين يشير إلى أحد الكتب على أنه مخطوط مع أنه طبع قبل بحثه أكثر من مرة, وبعضهم يعتمد على طبعة رديئة غير محققة، رغم صدور الكتاب في طبعة محققة جيدة, ولهذا حاولت استعراض ما توافر لدي من معلومات حول الكتب التراثية في الحسبة وكتب المهن والصناعات في التراث بشكل اجمالي عسى أن يسعف الزمن بوقت نستعرض فيه جوانب تحليلية لبعض تلك الكتب والرسائل من خلال منهج بحثي علمي اقتصادي.
إن الراغب في التوسع البحثي المعلوماتي عما سبق من كتب ورسائل يستطيع الاستفادة مما كتبه كوركيس عواد حول الحسبة في خزانة الكتب العربية المنشور بمجلة المجمع العلمي العربي بدمشق، وكذا ما كتبه لطف الله قاري حول كتب الحسبة وكتب الحرف في التراث المنشور بمجلة المأثورات الشعبية، بدولة قطر.
وأخيراً فإن تلك القوائم التي مرت بنا من كتب ورسائل تراثية عن الحسبة والمحتسب والحرف والصناعات لا تشمل الكتب التراثية التي ألفت في مجال محدد مثل أحكام البناء، وصناعة سك النقود والأزمات الاقتصادية، والكسب والتجارة، والعمل وطلب المعاش والنقود والصرافة، وبيت المال، والخراج، والأموال والفقر، والجوع,, فكل واحد من هذه المجالات يستحق قائمة وصفية خاصة به على حدة.