أحضر لي أحد الأخيار إحدى مجلات الأزياء الوافدة وعلى ما فيها من صور فاضحة ومواضيع تافهة يتحفنا بها مدير التحرير ندعو الله أن يفتح على قلبه وأن يلهمه الرشد والصواب - في آخر صفحة من المجلة مقالة بعنوان أصول الغزل في دراسة اجتماعية ,وحينما قرأتها رأيت ما يندى له الجبين ويعف القلم عن ذكر تفاصيله وتندرج تلك المقالة ضمن ما ينقله بعض الصحفيين هداهم الله من غثاءالغرب والشرق دون تمييز أو تمحيص لما ينفع الأمة أو يضرها، فليتق الله أصحاب القلم والمداد في أمتهم، حيث نقل المحرر في المقالة الآنف عنوانها دراسة تقعد وتؤصل الغزل المعاكسة للشباب والفتيات وتجعل له أصولاً وشروطاً ثم يرسل في مقالته للشباب والشابات إرشادات وتوصيات عن كيفية المغازلة بين الجنسين وكيف يستطيع كل منهما ان يجذب الآخر، إن في المقالة دعوة صريحة إلى المغازلة المعاكسة وكأن الكاتب وهو يترجم وينقل تلك المقالة لم يكفه ما في الساحة من مخالفات فأراد أن يزيد الطين بلة.
إن شبابنا في حاجة إلى الأقلام الصالحة الناصحة التي تحذرهم من الشرور وتدعوهم إلى الخير من خلال أساليب وقوالب شيقة ومتنوعة فتارة مقالة وأخرى قصة وثالثة تحقيق وغيرها، لا سيما في هذه الأزمنة الأخيرة التي تكاثرت على الشباب الأهواء والمغريات وتكالبت عليهم وسائل الإعلام والاتصالات المرئية والمقروءة والمسموعة تؤجج الشهوات وتهيج الغرائز ولم يبق لهم من رقيب بعد الله إلا أنفسهم.
فلندعهم دعوة صادقة إلى مكارم الأخلاق ونحثهم عليها، ولنمد لهم يدا حانية تنتشل من وقع منهم في أوحال الفساد إلى بر الأمان والطهر والعفاف.
نذكر الكاتب وأضرابه بقوله تعالى: فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره فليزن الإنسان -بتجرد وحياد- ما يقوله أو يكتب على تلك الآية العظيمة فإن كان خيراً فسيلقى مثله وكذا الشر سيراه أمامه ويُجزاه بما يستحق، ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : توشك الأمم أن تداعى عليكم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها,, الحديث هذا من أعداء الملة ولكن مما يدمي القلب ويجرح الفؤاد ان يتداعى علينا معهم أُناس من بني جلدتنا يتسمون بأسمائنا وما علموا أنهم إنما يأكلون لحومنا ويشربون دماءنا,,وختاماً أسأل الله الكريم أن يأخذ بنواصي شبابنا إلى البر والتقوى وحسن الخلق وأن يقيهم الزلل والفساد انه سميع مجيب جواد كريم.
خالد بن عبدالله بن سعود الحامد
رئيس مركز هيئة السلمانية بالأحساء