Friday 5th November, 1999 G No. 9899جريدة الجزيرة الجمعة 27 ,رجب 1420 العدد 9899


فاعتبروا يا أولي الأبصار
نداء الفطرة,,, والبحث عن الحقيقة (1 - 2)
الشيخ عبدالرحمن بن سعد الزير *

يشعر الإنسان في قرارة نفسه ووجدانه بالراحة والطمأنينة إذا اهتدى إلى الحق وعرفه وآمن به والتزمه دينا، ويعيش في ضنك وضيق وتبرم عندما يتخبط في الضلال والغواية، وقد أودع الله سبحانه وتعالى في الانسان فطرة التدين والالتجاء إلى من هو اقوى منه سواء كان ذلك لمن يستحقه وهو الله سبحانه وتعالى ربه وخالقه ورازقه أم أحد من خلقه وذلك نظرا لما يقدمه من الضعف والعجز والكدر في حق من صرفت فطرتهم إلى الالحاد عن دين الله وعبادته، ولهذا جاء في الحديث قوله - صلى الله عليه وسلم-: ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه او يمجسانه .
فالاسلام هو دين الفطرة بمعنى انه يولد وفي قرارة نفسه انه مخلوق الله تعالى مستعد من حيث الفطرة للايمان بالله تعالى وعبادته، ولا يعتبر ان ذلك كافيا لمعرفة كيفية عبادته سبحانه وتعالى ولهذا انزل الله تعالى على عباده الكتب وارسل الرسل لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، قال سبحانه: (فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون) الروم آية30.
وإذا كان شعور الانسان عظيما عند معرفة الحق والالتزام به فإنه لا يخفى قدر البحث عن الحق ومشروعيته واستعذاب الاذى في سبيله وما قصة سلمان الفارسي - رضي الله عنه - عنا ببعيد حيث لقب بالباحث عن الحق او الحقيقة كما ورد في كتب السير.
وأذكر انه دخل عليّ أحد الاخوة الدعاة من اصل فلبيني فسألته عن قصة اسلامه فقال باختصار: ولدت في عام 1930م وكان اسمي قبل الاسلام - ليورناردو فيلار - من اسرة متدينة تدين بالنصرانية الكاثولوكية، وكانت العائلة تتعهدني في تعليم عقيدة التثليث وان المسيح ابن مريم - عليه السلام - ابن الله والذي يعبدونه من دون الله، ثم التحقت بمدرسة انجليزية داخلية، وذات يوم حيث كنت في زيارة لعائلتي وكنت نائما في وقت القيلولة وفي البيت مجموعة من الدجاج قمت فجأة فطار بعضها ووقع على بعض تلك الاصنام التي كنا نتوجه إليها في الصلاة فسقط بعضها وانكسر أنفه، فعرفت وأنا صغير انها تمثيل وليست بآلهة، وقلت في نفسي لو كانت آلهة لمنعت نفسها من ذلك، وقد حاولت ان اكسرها جميعا غير اني خشيت غضب العائلة فأعدتها إلى مكانها وبدأت افكر بجدية في امرها.
وفي صباح اليوم التالي رأيت جدي جالسا بقرب تلك الاصنام فجلست إلى جواره وسألته هل هذه الاصنام آلهة؟ فقال: لا,, إنا جعلناها قبلة في صلاتنا وكأننا امام الإله في اثناء الصلاة, فسكت ولم استطع ان اعبر عما في نفسي، وفي عام 1943م وقع في يدي كتاب - انجيل برنابس - فقرأت فيه كلاما منسوبا إلى عيسى- عليه السلام- فيما معناه: إنما إلهكم إلهي وربكم ربي ، فتعجبت من هذا الكلام لأنه يخالف ما نعتقده,, فتظاهرت بعدم فهمه، وسألت جدي عن ذلك فقال: لا تقرأ هذا الكتاب لانه يضلك ويخرجك عن دينك، قلت له هل هناك دين غير ديننا؟ فقال: نعم,, قلت: هل هناك إله غير إلهنا؟ فقال: لا,, قلت: هل دينهم خير من ديننا؟ قال: ديننا خير من جميع الاديان، فقلت: وكيف عرفت ذلك؟ قال: عرفت ذلك ولا تسأل,, ولا تقرأ هذا الكتاب فيضلك عن دينك، ثم سألت والدي وأعمامي وأقاربي، فكان جوابهم جميعا لا تقرأ هذا الكتاب!! ونظرا لتحذيرهم إياي من قراءته فقد عزمت علىقراءته في غرفتي متخفيا عنهم، وبعد قراءته قررت ان ابحث عن الدين الصحيح لعيسى -عليه السلام-.
تركت الدراسة وقررت عدم الذهاب إلى الكنيسة للصلاة فيها يوم الاحد، فعلم والدي بذلك فغضب وهددني بالقتل، فعزمت على الفرار والبحث عن دين عيسى -عليه السلام- فخرجت من البيت ليلا ليس لدي جهة معينة تنقلت بين مدينة ومدينة ومن جزيرة إلى اخرى قرابة سبعة عشر عاما من غير تعب ولا يأس مع شوق وأمل في معرفة الحقيقة.
يتبع
كوالالمبور - ماليزيا.

رجوعأعلى الصفحة
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
الثقافية
أفاق اسلامية
عزيزتـي الجزيرة
الريـــــــاضيــــة
شرفات
العالم اليوم
تراث الجزيرة
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved