خلق الله سبحانه وتعالى البشر وجعل فيهم غرائز شتى ولكن الله سبحانه وتعالى لم يترك الخلق هملا، بل أرسل اليهم الرسل وأنزل الكتب وبيّن سبيل الخير والشر، وحث المؤمنين به وبرسله بمقاومة الشر، ومنذ بدء الخلقية والصراع قائم بين الحق والباطل، وتلك من حكم الله تعالى البالغة، اذ لابد من وجود هذا الصراع حتى تستمر الحياة في الارض، اذ لو جعل عز وجل الناس أمة واحدة مؤمنة، او كافرة، لما كان هناك داع لإرسال الرسل وإنزال الكتب، ولأجل هذا الاختلاف خلقهم سبحانه وتعالى.
ومع هذا فان المولى تبارك وتعالى امر الرسل وأتباعهم من العلماء العارفين ان يقفوا في وجه الباطل والشر ويحذروا الناس منه، وأمرهم ان يدلوا الناس الى طريق الخير والصلاح وكان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصائص هذه الامة الخاتمة المباركة، فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس, كما قال عز من قائل: كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله,, سورة آل عمران110.
فعلم بهذا توجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على افراد جميع هذه الأمة العزيزة كل حسب مستواه وطاقاته, كما قال الرسول الكريم محمد _: من رأى منكم منكراً فليغيّره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان .
فعلى المسلمين وبخاصة أهل العلم والحسبة ان يدركوا انه يجب عليهم ان يقوموا بهذه الوظيفة التي شرّفوا بحملها حتى يسود الخير والصلاح ويندحر الشر والضلال في هذه الدنيا, فهل من مجيب؟!