كانت الإضافات التي أحدثتها مايكروسوفت على نظامها نوافذ 98 محل سخط ورفض الكثيرين ممن لم ترق لهم التغييرات التي قدمتها مايكروسوفت بكل اعتزاز وفخر وأثارت حولها ضجة إعلامية واسعة. وقد صاحب صدورها امتعاض وتذمر أظهره أولئك الذين أتقنوا العمل على نوافذ 95 ووجدوا ارتياحا في العمل عليها ثم قاموا بترقية أنظمتهم إلى 98 بحثا عن مزيد من الراحة والسرعة. فلم يجدوا في النظام الجديد سوى دمج برامج النظام مع الإنترنت Web Integration وثقل التشغيل الذي أدى بالكثيرين إلى تغيير أجزاء كثيرة في أجهزتهم ومضاعفة الذاكرة لمواكبة متطلبات نوافذ 98. وكان مما أزعج أولئك المستخدمين (وبالذات منافسي مايكروسوفت بطبيعة الحال) دمج المتصفح ليصبح جزءا من نظام التشغيل بحيث يصل إليه المستخدم ويتمكن من تشغيله من أي موضع في النظام. وهذا كان سببا في ثقل النظام وفشل الكثيرمن الأجهزة القديمة وتلك التي تحتاج إلى شئ من الدعم لذاكرتها العشوائية في مواكبة متطلبات النظام. وكان من الجوانب التي تذمر منها الكثيرون التحكم الزائد الذي وضعته مايكروسوفت في نظامها مما أدى إلى قلة إمكان المستخدمين العاديين في تحوير إعدادات النظام حسب هواهم والتلاعب بمكوناته وبرامجه والتي يأتي على رأسها المتصفح. فالمستخدم يظل مجبرا على وجود متصفح مايكروسوفت في جهازه حتى وإن لم يرغب في استخدامه. وهو بذلك يحتل مساحة من النظام دونما رغبة أو حاجة لدى المستخدم. وكأن لسان حال مايكروسوفت تقول: متصفحنا جزء من نظامنا فإما أن تأخذه بعلته أو تتركه جانبا وتبحث عن بديل. وحين يبحث المستخدم عن متصفح بديل وذلك في غالب الحال متصفح نتسكيب فإنه لا يملك أن يزيل متصفح مايكروسوفت بل يكون ملزما بأن يصبح لديه متصفحان في الكمبيوتر وليس بإمكانه اختيار حل بديل. وهذا تحكم مذموم أثار حفيظة الكثيرين في شتى أنحاء العالم. وقد رفعت قضايا قانونية واكبت صدور نوافذ 98 للحيلولة دون صدورها على هذه الصورة. لكن ذكاء محامي شركة مايكروسوفت حال دون إيقاف صدور النظام لينتشر في أيدي الناس حينها. واستمر إصرار شركة مايكروسوفت على الاستمرار في التحكم في نظام التشغيل بهذه الصورة المجحفة. وسخر رئيس مجلس إدارتها بيل جيتس بدعاة المساواة بين شركتي نتسكيب ومايكروسوفت الذين دعوا إلى تقديم متصفح نتسكيب ضمن نظام التشغيل أو تمكين المستخدم من إزالة متصفح مايكروسوفت. وأذكر أنه قال في خطابه الافتتاحي عشية تدشين نوافذ 98 أن من يطالبونه بتمكين المستخدم من التحكم في اختيار المتصفح الذي يروق له أو تحميل نوافذ 98 بنسخة من متصفح نتسكيب إنما يطالبونه بمطالب غير معقولة أو منطقية. وشبَّه طلبهم هذا بمن يطلب من شركة كوكا كولا بتعبئة صناديق مشروباتها بشيء من مرطبات شركة ببسي منعا للاحتكار. كانت تلك مقارنة جدلية طريفة لكنها كانت أشبه بمن يذر الرماد في العيون. لأن المقارنة فاسدة على هذه الصورة. كما أشار بيل جيتس في خطابه ذلك بأن المستخدمين يملكون خيارات عدة في التحكم في نظام التشغيل مدللا على كلامه بعرض حي قدمه على مجموعة من الأجهزة الحديثة التي أخرجت للتو من صناديقها وتم تشغيلها لأول مرة أمام جمهور الحضور ليثبت أن كل شركة تقوم بتزويد أجهزتها بنظام التشغيل الجديد 98 ولكنها تقوم بتحميل برامج مختلفة وتغير من شكل سطح المكتب حسبما تراه كل شركة وكانت تلك الأجهزة من صنع شركات متعددة مثل ديل وجيتوي وباكارد بيل وغيرها. ومرة أخرى لم يقدم بيل جيتس ما يمكِّنه من إخفاء حقيقة التحكم الشديد الذي تفرضه شركة مايكروسوفت على مستخدمي أنظمتها إذ أن أيا من تلك الأجهزة التي تم عرضها لم يتمكن أصحابها من إزالة متصفح مايكروسوفت من سطح المكتب وإنما أضافوا نسخا من متصفح نتسكيب وحسب.
ونواصل الحديث في الاسبوع القادم.
*جامعة انديانا
khalid*khalidnet.com