Sunday 7th November, 1999 G No. 9901جريدة الجزيرة الأحد 29 ,رجب 1420 العدد 9901


القلم الأبيض
التوتر المالي ولقاء الأعمال
عبدالعزيز المهنا

تعيش الدول المحتجبة عن التقنية وهي الدول المسماة بدول العالم الثالث, تعيش توتراً مالياً يسبق عمومية الاقتصاد في عصر العولمة الذي سيصبح أول سمات القرن الواحد والعشرين, وهذا التوتر ناتج من طريقة تعامل دول العالم رقم (3) للأحداث التي غالبا يكون عنصر المفاجأة هو المنبه لوقوع حدث ما في تلك الدول وعولمة الاقتصاد تخضع القوانين والأنظمة التجارية للإرادة الاقتصادية الأقوى, وسوف ينتج عن هذا الخضوع توتر مالي يختلف من دولة إلى أخرى حسب الملاءة المالية في قطاعات الدولة وحسب قوة الصادرات على المنافسة كما يختلف من حيث إمكانية الأسواق العالمية على تقبل منتجات تلك الدول غير القادرة على الانضواء تحت ظل منظمة التجارة العالمية.
ومنذ يوم أمس ورجال الأعمال السعوديون يناقشون أوراق عمل تتعلق بالسعودة وفرص العمل وتنمية وتوزيع مصادر الدخل ومناخ الاستثمار في ظل العولمة ودور القطاع الخاص في التخطيط.
وسوف يناقش هؤلاء الرجال استحقاق العضوية في منظمة التجارة العالمية, وفي اليوم الثالث للمؤتمر وهو يوم غد الاثنين سوف تقام اربع ورش عمل تناقش المستجدات في ميدان التجارة ومن أبرزها موضوع الحماية الفكرية والتجارة الالكترونية والذي يميز هذا المؤتمر عن غيره من مؤتمرات رجال الأعمال الأخرى أن توصياته نابعة عن حاجة ماسة إلى وضع جديد تستطيع التجارة السعودية أن تجد لها موقعا ملائما تتمكن بواسطته من اجتياز سلبيات العولمة, ولو تمكن رجال الأعمال من صياغة توصيات مناسبة وممكنة التطبيق ولا تتعارض مع المعطيات المبكرة للعولمة فإن ذلك سوف يخفف من التوتر المالي ليس فقط في المملكة وإنما في المجتمع التجاري بدول الخليج العربية وسائر بلدان الوطن العربي.
لقد شعرت دول العالم النامي في وقت متأخر جداً أن الأوضاع لا تسير لمصلحتها, وتأكد هذا الشعور أمام جدية الغرب بأن السوق القادمة هي سوق للأقوياء فقط وأن أي تجمع بشري يشعر بالضعف فليس من الأجدر به أن يزاحم للدخول في هذه السوق، ولم يكن هذا الإشعار مرضيا - كما أن مجابهته بالسخط والغضب لا يعد حلا واقعيا لذا كان لابد لكل دولة أن ترى المستقبل القريب يشترط أوضاعا ملائمة أفضل مما هو كائن ليكون مستقبلا مشرقا بدلا من أن يكون مستقبلا غامضا أو مظلما.
وقد جاء مؤتمر رجال الأعمال الخامس ليضع نفسه وسط مؤتمرات كثيرة تحيط بوقائع توصياته فعلى الصعيد المحلي اقيمت ورش عمل لنقل التقنية والاستفادة من تجارب إيران وتركيا وماليزيا وقد قام بتنفيذ جلسات العمل تلك الدار السعودية للخدمات الاستشارية، كما أقيم مؤتمر لنقل المعلومات وتبادلها أشرفت عليه جهات علمية متعددة كان على رأسها الحرس الوطني ويقام على هامش المؤتمر معرض الموهوبين وعلى مقربة من موقع المؤتمر افتتح سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض معرض الصناعات الوطنية والكهرباء والذي يمتاز بحضور صناعي متميز لكونه احد الفعاليات التجارية للذكرى المئوية.
ولكي تكون هذه الاجتماعات واللقاءات مثمرة ومؤثرة كان لابد من دعمها قبل أن تعقد بادلة يقينية على أن الواقع يؤيد أية خطوة وأن الاقتصاد السعودي لا يبني حساباته على المفاجآت، فقد أثبتت الدراسات العلمية أن منطقة القطيف بالكامل ترقد فوق حقل ذي روافد متعددة للغاز الطبيعي وفي حالة استغلاله سوف تكون المملكة أول دولة في العالم في انتاج الغاز الطبيعي واحتياطياته,, ولكي تكون هناك مظلة واقية لأية توترات محتملة أعلنت المملكة العربية السعودية على لسان سمو ولي العهد أن هناك تغييرات ايجابية كثيرة عن الكثير من الأنظمة التجارية ومن أبرزها نظام استثمار رأس المال الأجنبي وأنظمة الاستقدام والعمل.
وفي الوقت الحاضر تقوم لجان الإصلاح الإداري بإعادة النظر والمراجعة للأنظمة واللوائح لكي تكون المواجهة مع المستقبل مضمونة النتائج.
ومع كل هذا يبقى التوتر الاقتصادي قائما، فليست كل دولة نامية قادرة على النمو الفعلي، فلقد فاتت الكثير من الفرص على الدول العربية خاصة ذلك أن بامكانها في أواسط السبعينات إقامة سوق عربية مشتركة فقد تعززت صناعة النفط في تلك الفترة وارتفعت أسعاره إلى حد يمكن للدول العربية أن تضع مساومات ومراهنات لتحديد المستقبل دون المرور بنقاط مزعجة.
كما أن الاجراءات في بناء تلك السوق لن تكون مزعجة إلى حد كبير خاصة أن الدول العربية يمكنها إقامة تكامل اقتصادي فيما بينها وسط تكافؤ في مواطن العمل.
إن خطوات بناء منطقة حرة تشترك فيها الدول العربية ومن ثم التمهيد لسوق عربية مشتركة بعد عشر سنوات لن يكون مجدياً, ذلك أن السنوات العشر لا تأخذ في حسبان الزمن تلك المفاجآت التي تعودت الدول العربية وغيرها من الدول النامية أن تتعامل معها حسب نتيجة الصدمة وقوة الأثر للمفاجأة, ذلك أن تعامل الدول العربية يأتي نتيجة انفعال لا نتيجة دراسة متأنية, ولعل السبب في غياب الدراسات يعود أساساً إلى غياب الدول العربية عن تطورات السوق العالمية الذي لا يأبه برأي الدول العربية بالرغم من أنها تضم أفضل الموارد وتقع على أهم المضايق والمعابر المائية والسبب في ذلك عدم وجود وحدة في الرأي والهدف للدول العربية الأمر الذي يجعل من واقع التعامل مع الدول العربية واقعا مؤسفاً.
إن مؤتمر رجال الأعمال السعوديين الخامس يركز على وضع معين يخص المملكة من حيث إمكانية التعامل مع مستقبل الأحداث بموجب الامكانات المتاحة التي هي في الواقع إمكانات قادرة على تحقيق الوقوف وبثبات في الصفوف الأمامية ولن يكون هناك ما يدعو للخوف ذلك أن التراجع إلى صفوف أدنى غير وارد في حسابات المستقبل.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved