Sunday 7th November, 1999 G No. 9901جريدة الجزيرة الأحد 29 ,رجب 1420 العدد 9901


هكذا
مثل لحظة عابرة,,.
فهد العتيق

** وأنت تنتظر عصراً مميزاً منذ (عصور) طويلة.
عصر أعددت له جيداً.
تنادمه وحيداً، ثم تتركه قليلاً، تتذكر - وهذا الوقت سيد الذكريات - مساءً عندما كنت في السوق الضاج بكل الوجوه، تُضمد وقتك بالضحك، تقول: (السوق أفضل من السينما والمسرح)، هنا كل شيء طازج وعفوي، و(التعليقات) والحوارات (ملغمة) وصادرة من القلب وإلى القلب، السوق مسرحنا الذي لا يمثل وبلا إخراج، وأنت تقف بين الوجوه مثل لحظة عابرة!!.
العصر طويل مثل نخلة باسقة تسقط ثمارها، تكتب فيه قصة عالية - على جدران بيتك - لألوانها صدى الطيف الزاهي ولرائحتها (طعم السكر) الذي ما زال في فمك منذ الطفولة.
** الآن تبدأ من جديد، و(زوربا) يمر على رأسك سريعاً بروحه الهائمة، فيتردد صدى موسيقى (سلم لي عليه) قويا ونفاذا، ثم ترى أنك بدأت تعود إلى تلك المنطقة الدافئة، أو الساخنة حين هبطت - قبل حين - إلى أرضها فأجلستك على متكأ حالم ورممت ذاتك (الرميمة), كان حلما وكنت تغسل وجهك بعده حتى تستيقظ.
صور كثيرة تتوالى,.
أولها شارع المشاة والسمك البارد في (فينا).
لكن شمس العصر في مدينة الرياض لها نكهة البرتقال (الحلو) ولها حب جليل ومنارات عالية نستظل بها، عندما تفتح بابها وتدخل، عندما يخرج منها الكل قبل عشر سنوات مع أصوات الإنذارات، وتبقى وحيدا معها وقد أغلقت كل شيء حتى المذياع، وبدأت، فقط، في سماع أنفاسها اللاهثة منذ قرون طويلة، تقترب منها أكثر، كأنك تريد أن تضمها إلى صدرك.
وأنت لا زلت لحظة عابرة.
** عصرية عالية مثل هذه، لابد أن تعود معها القصة التي لم تكتبها بعد، تلك القصة الواضحة الغامضة، أو الرؤية التي وقعت في المنطقة الوسطى ما بين يقظة غير صريحة ونومة غير واضحة.
كانت رؤية عذبة مثل ماء، ونقية مثل عيون الأبرياء، تتقاطع معها عندما تضع تاريخك في جدار ناصع مقابل وجهها، فتتداخل كل الرؤى التي يحملها هذا الواقع الماثل دائما أمامك مثل عمود النار،
وهنا أيضاً تتداخل القصتان فتبدوان قصيدة لهذه العصرية الباذخة.
** تقول لها: ما زلت أبحث عن (وجهي) القديم في أركان الشوارع الجديدة.
كل الطرق إليه متلعثمة ومترددة،
والطريق ليس مثل لحظة عابرة،
الطريق ثقيل وطويل ويفضي إلى طرقات متشابكة.
الطريق صعب، وأنا مازلت أظن أنني، بقضي وقضيضي، لحظة عابرة.
* *فاصلة شعر من إبراهيم داود:
** كيف ارتبكنا أمام الحياة،
وصرنا نشكك في كوننا طيبين:
نحب وننسى،
نغار ونخجل،
ونغدو صغاراً أمام النساء.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved