Sunday 7th November, 1999 G No. 9901جريدة الجزيرة الأحد 29 ,رجب 1420 العدد 9901


قصة أرباد كونج 1944
ترجمة: عبدالجبار اليحيا

مقدمة :
أرباد كونج أول رئيس جمهورية للمجر ينتخب ديموقراطياً لأكثر من اربعين عاماً.
حاز على جائزة ويت لاند كمترجم الى بعض اعمال مشاهير الروائيين المعاصرين في أمريكا، أمثال فولكنر ، هيمنغوي ، أبدايك ومبدع في مستوى رفيع، للتأليف المسرحي والقصص القصيرة,رقته وإدراكه والتزامه بالفن الانساني، وجرأته في معالجة ذلك، وحذقه، استجابات قوية لتاريخ ما بعد الحرب العالمية في أوروبا.
هذا التاريخ الذي يمسك به الآن، في منتهى الأهمية، سواء ككاتب او رجل دولة.
***
1944
الهجوم الجوي
أولاًأول قنبلتين ضربت المدينة، سقطتا على منزل كاتب ميسور ومعروف جداً، وعلى كنيسة ,الكاتب المصدوم أصدر احتجاجا وتبرع بالانقاض إلى عامة الناس,مَن في الكنيسة لم يصدروا احتجاجاً,في اليوم التالي، غارات لا متناهية سقطت على المدينة.
خيول
رفضوا دخوله مع الحصانين الاثنين, كلا الحصانين هزا رأسيهما وحمحما, بالنسبة للحصانين فإن تهشم الزجاج لم يشعرا به اطلاقا,بين الحصانين الاثنين والعنان باليد، هو ايضا رأى، عالم التحرير مع عيون الحصانين.
بيوت
أنقاض مدرسة في اسفل القلعة، كرهتها وأحببتها, ماعدا طابق واحد رمموه وأعادوه إلى شكله الاصلي.
بناية سكنية
ضربت ب35 قنبلة وقذيفة مدفع, تهدم كل شيء ما عدا مرآة حائط كبير على الجدار تواجه الشارع في شقة 12 ب في الدور الاول.
الجدار
الجندي المتعب بدون وعي اخذ يعبث في اساس الجدار بحربة بندقيته, سقطت حجارة من مكانها, ومن خلف، تساقطت نقود صاحب مخزن المحلة, الجندي لم يكترث بالنقود، تراجع للوراء بعيداً عن الجدار ليدخن سيجارة، اعطى حفنة نقود لكل من يسأل حتى صاحب المخزن الشاحب.
الشرطي المتقاعد طلب نقودا مرتين, بعد ذاك أخذوا الجندي الى زاوية البيت ليجر المدفع, مات في واجهة المبنى وهو يلف سيجارته لم تواته الفرصة ليضع الكيس في جيبه فتناثر تبغه على الأرض.
الميت
شجرة الزيزفون
كانت شجرة زيزفون يانعة، لا يزيد جذعها عن سماكة الساعد, شاحنة مرت فوقها, مزقت الشاحنة جسم الشجرة وأحالت لحاءها شرائح عريضة ورمتها مزقاً بطول الذراع، ترقد عارية وباضلاع متناثرة في نهاية الطريق, مشت عليها بلا مبالاة وبدون توقف,لم يغطها احد بجريدة.
الرجل محكوم بالموت
مع اشراقة النهار جاءوه, يداه مقيدتان، قدماه مغلولتان وهو في ملابسه الداخلية, قرؤوا له القرار والحيثيات.
هناك تماماً
عندما أخبروه بقرار العفو
مات ميتة طبيعية
هناك تماماً.
الجريح
يداه الاثنتان، وقدماه ايضا قطعتا بسبب انفجار، صدره كان محترقاً، اصبح اعمى.
وحتى حين مات، كان يصرخ باستمرار متواتر، لاسبوع، ليل نهار.
لقد أوشكوا ان ينقدوه.
حامل العلم في قاروش مايور
جلس تحت جذع شجرة مرتديا معطف ضابط محكم الازارير ساقه اليسرى مطوية عند الركبة, يده تستريح على ركبته, لا تبدو عليه جروح ظاهرة, ولا شعور بالألم على وجهه، الدهشة فقط.
في اليوم الثاني بدأ يُظهر أسنانه.
في اليوم الثالث تحول إلى أصغر.
في اليوم الرابع الجميع يدورون بعيداً عنه.
الألماني في شارع ياشاريت
استلقى على الرصيف ورأسه مدلاة على الطريق بناءً على المعلومات في محفظته، كان في السابعة عشرة من عمره من مدينة فورزبوغ وكما يبدو من عينيه فإنه لم يفهم اطلاقا لما يجري, على اي حال لم يكن هناك شيء لكي يُفهم.
الألماني في مفترق الطرق
عندما رأيته لاول مرة، دبابة واحدة فقط مرت عليه, انبعج جسمه من بزته العسك، بدا كأنه رسم طفل غير متقن لرجل في حلة رمادية بخلفية صفراء - حمراء, على ورق ابيض متسخ - كانت حركة المرور كثيفة، في اليوم التالي فقد تماماً جسمانيته الطبيعية.
فلا سوف
كان روسياً في ملابس الماني، بعدئذ كان لاشيء.
عازف البيانو
بحثوا عنه لزمن طويل، لم يعرفوا اين يجدونه, اكتشفوه أخيراً في الحديقة الامامية تحت الجليد, أحدهم داس على يده اليمنى.
كان يرقد على جنبه وقبضة يده اليسرى برزت فوق الجليد كان جليداً قاسياً, كان من الصعب مواراته بدون آلة حفر، كما ان خزانة الملابس في القاعة التي دفنوه فيها كانت اكبر من اللازم.
رجل من شارع ماروش
وجدوه تحت انقاض ثلاثة ادوار، في وقت متأخر جداً، لا أعرف اي نوع من الناس كان, كان بلا رأس لبقايا انسان محشو بخرق باليةلم تكن صورته، بل رائحته مازالت في ذاكرتي.
القبر الجماعي
حفروا حفرتين في احداهما ألقوا بالمجريين, في الثانية الالمان والخيول الميتة, المجريون والالمان عادة حفاة الاقدام, في تلك الايام يستحق الاحترام لمن ينتعل حذاءً.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved