Sunday 7th November, 1999 G No. 9901جريدة الجزيرة الأحد 29 ,رجب 1420 العدد 9901


رأي الجزيرة
ما تعنيه الآلية الأمريكية الجديدة لعملية السلام

كشفت القيادة الفلسطينية أمس عن واحدة من ثمرات مباحثات قمة أوسلو الثلاثية الأخيرة التي عقدت بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون، والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، ورئيس وزراء إسرائيل ايهود باراك، إذ أعلنت أن آليةً أمريكية جديدة قد تم اعتمادها لتنشيط وتفعيل الرعاية الأمريكية للمفاوضات الفلسطينية/ الإسرائيلية حول قضايا الوضع النهائي.
وتتمثل الآلية الأمريكية الجديدة في أن يقوم المنسق الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس بزيارة المنطقة كل أسبوعين لمتابعة سير مفاوضات الوضع النهائي دون أن ترتبط زيارته الدورية هذه بوجود عراقيل أو تعثر في سير المفاوضات، إذ المطلوب أن ينقل إلى إدارة الرئيس كلينتون التطورات التفاوضية أولاً بأول سواء بقصد الاطمئنان على حسن سيرها نحو أهدافها، أو بقصد التدخل بين الجانبين إذا ما دعت ضرورة أو مفاجأة غير محسوبة لمثل هذا التدخل.
والآلية الأمريكية الجديدة تعكس تصميماً أمريكياً على مستوى الرئاسة على إنجاح المفاوضات ووصول الفلسطينيين والإسرائيليين إلى نتائج حاسمة فيها تكون ختاماً سعيداً لآخر فترة رئاسية للرئيس كلينتون.
كما أن نجاح إدارة الرئيس كلينتون في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وربما أيضاً تحريك مفاوضات المسار السوري/ الإسرائيلي، إن نجاح الإدارة من شأنه أن يزيد من فرص المرشح الذي يتفق عليه مؤتمر الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم.
الجدير بالذكر أن مفاوضات الإعداد للتسوية النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين ستبدأ غداً الاثنين طبقاً لما بثته ق ن أ أمس حيث وجه فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية نصيحته للمفاوضين الفلسطينيين بتوخي الحذر في مواجهتهم للإسرائيليين، ودعا في نفس الوقت إلى مشاركة عربية فاعلة في هذه المفاوضات لدعم المفاوض الفلسطيني بما يساعد على الوصول إلى الحقوق الفلسطينية المشروعة خصوصاً وأن هناك مؤشرات لمحاولات إسرائيلية ترمي إلى تغيير المرجعية العليا لعملية السلام الراهنة المتمثلة في مبدأ الأرض مقابل السلام، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرارات مجلس الأمن الدولي التي انطلقت بها مسيرة السلام من مؤتمر مدريد في أكتوبر 1991م.
إن تفعيل الرعاية الأمريكية بآلية جديدة نشطة تبرره المصالح الأمريكية ذات العمق الاستراتيجي في الشرق الأوسط وهي مصالح ترتبط بالعلاقات الحسنة مع الدول العربية أكثر مما تخدمها العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل, بل إن من مصلحة الولايات المتحدة في المنطقة أن تقنع إسرائيل ولو بأوراق الضغوط التي تملكها لكي تنصاع لإرادة السلام وتسعى بنيّة صادقة لتحقيقه مع الدول العربية، ولأنها إسرائيل بدون السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط لن تضمن أمنها مهما امتلكت من القوة العسكرية أو وجدت من الدعم من جانب الصهيونية العالمية.
الجزيرة

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved