Sunday 7th November, 1999 G No. 9901جريدة الجزيرة الأحد 29 ,رجب 1420 العدد 9901


الحل يبدأ من جهاز المرور نفسه
التوعية الجادة والحزم يمنعان المخالفات

عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اطلعت على المقال القيم الذي كتبه سعادة الاستاذ الاديب محمد بن عبدالله الحمدان (صاحب مكتبة قيس وكتاب صبا نجد) وذلك في العدد (9878) بعنوان (اخطاء السائقين تحصد ارواح الناس) وذلك في تعليق له على مقال سبق ان كتبتة بهذه الصفحة بعنوان (خواطر مسافر الى مكة المكرمة) وقد جعلني مقاله هذا اتغلب على كل عوامل اليأس والاحباط واشعر بأن هناك من يحس بالمشكلة ويصارح القراء بها بدلاً من محاولة نفيها او ان نجعل انفسنا كالنعامة التي تدس رأسها في الرمل,, وقد حصل ذلك في تعقيب من احد القراء,, لقد شعرت بالفخر والاعتزاز لان هذا التعقيب جاء كرد اعتبار من احد ادبائنا الاعزاء علينا والذي كتب عدة كتب وعدة مقالات عن رحلاته التي ذكر عبر طريق الرياض الجنوب وغيره,,وقد جاء مقاله قطعة ادبية رائعة وبأسلوب راق ينم عن ذوق وعن تفهم لكل المشاكل التي تواجه المسافرين في الطرق الطويلة, كما انني اعجبت بتعليق الاخ الكريم محمد الحزاب الغفيلي من الرس على مقالي المذكور وذلك في العدد 9857 بعنوان من تتعطل سيارته لايسعفه احد: انعدام الخدمات على هذا الطريق مشكلة وقد اعجبت بكلماته المنصف كعادته دائماً في مقالاته الرائعة التي تنشد الحقيقة والمصلحة العامة وهذا دليل علىان الاختلاف لايفسد للودة قضية وعل نبل اهل الرس الكرماء,, وبالنسبة لمقال الاستاذ الحمدان فإن ابلغ تعبير فيه عن مخاطر الطرق الطويلة (المفردة) لدينا هو عودته بواسطة حافلة الخطوط الجوية من المدينة المنورة بعد ان رأى الامرين من رعونة السائقين في طريق القصيم المدينة,, وانه لمعذور الف عذر مادام الحبل قد ترك على الغارب، فهولاء يسرحون ويمرحون (على كيفهم) وخصوصاً اصحاب الشاحنات الذين يستهترون استهتاراً مشيناً، ولقد رأيت في احدى المرات شاحنة (خلاطة) مقبلة كالثور الهائج تتجاوز السيارات وتنحرف يميناً ويساراً وذلك في داخل المدينة (أدهى وأمرّ),, وقد دأبت في طريقها.
رجل المرور لا يسأل الا عن (الرخصة والاستمارة),,!! في رأيي ان الحل يبدأ بتغيير مفاهيم افراد المرور انفسهم الذين لم يفهموا حتى الآن الهدف من وظيفتهم وهي الحفاظ على الامن المروري وليس البحث عن الاخطاء الدقيقة جداً والتركيز على تاريخ الرخصة والاستمارة واغفال المخالفات الشنيعة التي تزهق الارواح وتحصدها مثل سرعة صاحب الشاحنة المذكور ومثل الانوار (الغازية) الباهرة ومثل وقوف اصحاب الشاحنات في عرض الطرق ومثل تجاوز الاشارة الحمراء عمداً امام سيارة المرور,, هناك حكاية تقول ان احد المزارعين خاف من (العصافير) ان تأكل زرعه فوضع مدفعاً يطلق طلقات مفزعة لها وبعد عدة اسابيع عرفت هذه العصافير ان ليس وراء المدفع الا الصوت فبدأت تقع على فوهته غير آبهة به,,!! ونقطة اخرى اهم لاحظتها على الطرق الطويلة وفي داخل المدن وهي اختباء دوريات المرور خلف كبري او لوحة او شجرة وكأنها تتصيد اخطاء ولكن هذا خطأ تربوي مروري فهو يشعر اي سائق بأن المرور ليس قادراً على ملاحقته قانونياً وعقابه او ان تصرف المرور غير شرعي فهو يتم في الخفاء,, ولكن الهدف من سيارة المرور هو اعلام السائقين بوجود جهة تردعهم عن المخالفات فيجب ان تكون بارزة وفي مكان بارز وحين رؤية سيارة المرور فإن كل مسرع سيهدىء من سرعته وهنا يكون الهدف قد تحقق بعيداً عن الاختباء الذي تمارسه سيارة المرور حيث لا احد يعلم بها,, ومن هنا فإن الحل الاول برأيي يجب ان ينبع من جهاز المرور نفسه وذلك بإيجاد افراد مرور اكفاء يتعاملون بلطف ولباقة بعيداً عن المبالغة والتعالي وشرح مخاطر المخالفة على المخالف وايقاعها بدون (الوساطات) التي تشجع هؤلاء المستهترين وتزيد من استهتارهم,, كما يكمن في وجود توعية مرورية جادة عن طريق اللوحات الارشادية التي لايفهمها معظم السائقين الا على انها طلاسم ويجب توضيحها,, وحتى في مدارس تعليم قيادة السيارات فإن التعليم لايتجاوز تعليم فن التلبيقة .
ان حل هذه المشكلة المشكل المروري يكمن فيما يلي:
1 بالنسبة لانظمة المرور فلابد من تطبيقها بكل حزم ودون هوادة وخصوصاً افضلية المرور في الدوارات، معروف لدينا ان ليس هناك اي افضلية في الدوارات بل من سبق لبق كمايقول المثل الشعبي,, ولابد من عقوبات صارمة لكل قاطعي اشارات المرور,, فقد رأيت بعيني من يأتي بسرعة جنونية الى السيارات الواقفة عند الاشارة الحمراء بانتظار الخضراء ويمرق من بينها كالسهم وقد يصادف ذلك مرور سيارة في الاتجاه المتعامد فتحدث مجزرة,,!! هذا وسيارة المرور واقفة لاتحرك ساكنا,, بل ربما كان عدم وجودها افضل لان وجودها بدون حزم قد ادى الى احتقارها ومن ناحية اخرى يجب الحزم في عقاب اصحاب الابل السائبة الذين حصدوا الارواح بدون اي رادع وحوادثها في تزايد مستمر وصارت مجازرها مستمرة على طرقنا ولاحل لها الا بعقاب اصحابها حتى ولو ادى ذلك الى سجنهم!!
2 يمكن حل مشاكل الطرق وحوادثها المستمرة بزيادة الطاقة الاستيعابية للطرق المفردة وذلك بزيادة عروضها عن طريق وضع اكتاف لها، فالاكتاف ذات اثر كبير في تلافي الحوادث وفي اعطاء مجال للمناورة والتجاوز,, وكذلك تعديل المنحنيات الخطرة والمنعطفات والمرتفعات وهذا لايكلف شيئاً مقارنة بازدواج هذه الطرق, واخيراً فقد عقب الاستاذ محمد الحمدان على احدهم حين علق على ما كتبت عن عدم وقوف احد لاسعاف المتعطلين وذلك بانه استغرب وتعجب من تعليقه بأنني لو جربت ووقفت في هذا الطريق (عفيف ظلم) لتوقف لي المسافرون خلال دقائق (هكذا) وبكل بساطة ولتسابقوا على اسعافي,, ولقد قال سعادته وللناس فيما يعشقون مذاهب وهذا الاخ يعشق مثل هذا الكلام وتعطل السيارة لاينافي اننا في بلد الامن والامان ولكن إن تعجب فعجب قولهم ومثل هذا الصنف كثيرون ولكل وجهة هو موليها,,!!
عبدالعزيز السحيباني
البدائع

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولـــــــــــــــى
محليــــــــــــــات
مقـــــــــــــــالات
المجتمـــــــــــــع
الفنيـــــــــــــــــة
الثقافية
الاقتصـــادية
منوعــات
تقارير
عزيزتـي الجزيرة
ساحة الرأي
الريـــــــاضيــــة
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة][موقعنا]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved